الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القارىّ" (1). ومن أسماء الحفاظ: "أحمد بن حَجَر العَسْقَلانى" (2)، فإِن أباه "علي بن حَجَر". وكذا "ابن مالك" (3).
وبالجملة فالمدار على الاشتهار، وقد قال الصادق المصدوق:"أَنا النَّبِيُّ لا كَذبُ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطَّلِب"(4). فكل من نسب إِلى مَن اشتُهر به من أُمٍّ أَو جدٍّ يُحذف وجوبًا تنوينُه لفظًا وألف "ابن" خَطًّا.
قال الأشمونى (5): "وَإنْ نُوِّنَ فللضرورة"(6). أي كقوله:
* جَارِيةٌ مِن قَيْسٍ ابْنِ ثَعْلَبة (7) *
أي فيجب عند التنوين إِثبات الألف.
[حالات إِثبات ألف (ابن)]:
وكذا يجب إِثبات الألف إِذا لم يُجعل "ابن" نعتًا أول، بل جُعل بدلًا أو منادى أو نعتًا مقطوعًا فَصَلَ بين "ابن" وموصوفِه فاصلٌ، نعتًا كان أو ضبطًا أو وزنًا أو ضمير فَصْل، كان قيل:"أحمد المرُجَّى ابن فلان".
(1) يعقوب بن عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله بن عبد القارىّ المدني، نزيل الإسكندرية حليف بني زهرة -من ثقات المحدّثين- مات سنة 181 هـ (تقريب التهذيب جـ2 ص 376).
(2)
سبقت ترجمة ابن حجر ص (250).
(3)
تقدمت ترجمته ص 31.
(4)
الحديث متفق عليه. أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد- باب من قاد دابةَ غيره في الحرب (رقم 2864). وباب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء (رقم 2874). وباب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر (2930). وباب من قال: "خذها وأنا ابن فلان"(رقم 3042). وفي كتاب المغازى -باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة/ 25](رقم 4315، 4316، 4317). ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الجهاد- باب في غزوة حنين (رقم 1776/ 78، 79، 80). وأحمد في المسند (4/ 280، 281، 289، 304). والحديث مخرج في مصادر أخرى من كتب السُّنَة.
(5)
تقدمت ترجمة الأشمونى ص 82.
(6)
شرح الأشمونى على الألفية جـ3 ص 143 - 144. وحاشية الصبان عليه 3/ 144.
(7)
من الرجز. وقائله الأغلب العجلى. انظر كتاب سيبويه جـ2 ص 148، الخصائص لابن جنى جـ2 ص491، المقتضب للمبرد جـ2 ص 315، شرح المفصل لابن يعيش جـ2 ص6، خزانة الأدب جـ1 ص 332.
ومن ذلك قول مسلم (1) في (صحيحه): ". . . . أَنَّ المِقْداد بن عَمْرو ابن الأسْود"(2). قال النووى (3) في (شرحه): "الصواب تنوين "عَمْرو" ونصبُ "ابن" وكتابتُه بألف، لأنه صفة للِمقْداد، وهو منصوب فنُصب، وليس "ابن" هنا واقعًا بين عَلَمَيْين متناسبيْن، فلهذا قلنا: يتعين كتابتُه بالألف، ولو قُرِئ "ابن الأَسْود" -بجرِّ "ابن"- لفَسَد المعنى، وصار "عَمْرو بن الأَسْود"، وذلك غَلَطٌ صريح، ولهذا الاسم نظائر، منها: "عبد الله بن عَمْرو ابن أُم مَكْتُوم" (4) وعبد الله بن أُبى ابن سَلُول"(5) و"عبد الله بن مالك ابن بُحَيْنَة"(6). و "محمَّد بن علي ابن الحَنَفِيَّة"(7) و"إِسماعيل بن إِبراهيم ابن عُلَيَّة"(8) و "إِسحاق بن إِبراهيم ابن رَاهَوَيْه"(9) و"محمَّد بن يزيد ابن مَاجَه"(10).
(1) سبق التعريف بالإِمام مسلم ص 54.
(2)
صحيح مسلم بشرح النووى جـ2 ص 99 - كتاب الإِيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله:(لا إله إِلا الله). قال مسلم: "حدثني حَرْمَلة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنى يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عطاء بن يزيد الليثى ثم الجُنْدُعىُّ أن عبيد الله بن عدِى ابن الخِيار أخبره أن المقداد بن عمرو ابن الأسود الكندى -وكان حليفًا لبنى زهرة، وكان ممن شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال. . ." الحديث. وراجع ترجمة المقداد ص 69.
(3)
تقدمت ترجمته ص 54.
(4)
سبق التعريف به ص 351.
(5)
سبقت ترجمته ص 351.
(6)
عبد الله بن مالك بن القشيب، الأزدى، أبو محمَّد، حليف بني المطلب، يعرف بابن بحينة، وهي أمه. كان ناسكًا فاضلًا يصوم الدهر. ويعد من الصحابة. مات فيما بين سنتى (54، 58 هـ)(تهذيب التهذيب جـ5 ص 381).
(7)
سبق التعريف بابن الحنفية ص 351.
(8)
سبق التعريف بابن عُلية ص 351.
(9)
إِسحاق بن إِبراهيم بن مَخْلد الحنظلى، أبو محمَّد ابن راهويه المروزى. ثقة حافظ مجتهد، قرين الإِمام أحمد بن حنبل. مات سنة 138 هـ (تقريب التهذيب جـ1 ص 54).
(10)
محمَّد بن يزيد الرَّبْعى القزوينى، أبو عبد الله ابن ماجه، صاحب السنن، أحد الأئمة الحفاظ. صنف "السنن" و"التفسير" و"التاريخ". مات سنة 273 هـ (تقريب التهذيب جـ2 ص 220).
فكل هؤلاء ليس الأَبُ فيهم ابنًا لمن بعده، فيتعين أن يُكتب بالألف (1)، وأن يُعرب بإِعراب (الابن) المذكور أولًا. "فأُمُّ مكتوم": زوجة عَمْرو. و"سَلُول": زوجة أُبَىّ وأم عبد الله. و"بُحَيْنَة": زوجة مالك وأم عبد الله. وكذلك "الحَنَفِيَّة": زوجة علىّ. و"عُلَيّة": زوجة إِبراهيم. و"رَاهَوَيْه" هو إِبراهيم والد إِسحاق. وكذلك "مَاجَه": هو يزيد، وهما لقبان، ومُرادُهم في هذا كله تعريف الشخص بوصفيْن ليكمل تعريفه، فقد يكون الشخص عارفًا بأحد وصفيه دون الآخر فيجمعون بينهما، ليتمَّ التعريف لكل أحد". انتهى كلام النووى على (مسلم) بحروفه من باب تحريم قَتْل الكافر بعد قوله: لا إله إِلا الله محمَّد رسول الله (2).
وكذا لا تُحذف الألف إِذا جُعل "ابن" مُستَفْهَمًا عنه، أو خبرًا ولو منسوخًا، كقولك:"هل تميمٌ ابن مُرّ"(3) و"كَعْب ابن لُؤَى"(4) وإِنَّ كَعْبًا ابن لُؤَى". قال في (الدرة): "وذلك لأن "ابنًا" في الاستفهام والخبر بمنزلة المنفصل عن الاسم الأول، إِذْ تقدير الكلام:"إِنَّ كعبًا هو ابن لُؤَى" و"وهل تميمٌ هو ابن مُرِّ"، فأثبتت الألف فيه كما أُثبِتت حالة الاستئناف" (5) اهـ.
(1) أي كلمة (ابن).
(2)
صحيح مسلم بشرح النووى جـ2 ص 102.
(3)
هو تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إِلياس بن مضر. جَدٌّ جاهلى. بنوه بطون كثيرة جدًا. قال ابن حزم: وهم قاعدة من أكبر قواعد العرب، كانت منازلهم بأرض نجد والبصرة واليمامة ثم تفرقوا في الحواضر والبوادى. وأخبارهم كثيرة (انظر جمهرة الأنساب ص 196 - 221. والأعلام جـ2 ص 87 - 88).
(4)
كعب بن لؤى بن غالب. من قريش، من عدنان، أبو هُصَيص. جَدٌّ جاهلى، خطيب، من سلسلة النسب النبوى -كان عظيم القدر عند العرب حتى أرخوا بموته إِلى عام الفيل. وهو أول من سن الاجتماع يوم الجمعة، وكان اسمه "يوم العروبة" فكانت قريش تجتمع إِليه فيه فيخطبهم ويعظهم. توفي سنة 173 قبل الهجرة (راجع الأعلام للزركلى جـ5 ص 228).
(5)
درة الغواص للحريرى ص 273.
أي إِذا لم يتقدمه عَلَمٌ كقولهم: "قال ابن قاسم"، "قال ابن مالك"، فإِن الألف حينئذٍ لا تُحذف، إِذْ لم تقع بين عَلَمَيْن، ومثله إِذا ما وقعت في أول السطر.
واعلم أن الكُنْية المصدَّرة بالأُمّ كالمصدَّرة بالأَبِ دون غيرهما من أنواع الكُنى المصَّدرة بابن أو بنْت أو أُخْت أَوْ أَخ -كأن يُقال في ابن ناظم الألفية: "بدر الدين ابن ابن مالك"(1) فيجب إثبات الألف في "ابن" الأول والثانى. أو قيل: "عبد الرحمن ابن أَخِى الأَصْمَعِىّ"(2). أو "عَمْرو ابن أُخت جذيمة الأَبْرش"(3). أو "القاضى تقى الدين عبد الوهاب ابن بِنت الأعَزّ"(4). ففى ذلك كله تَثْبُتُ الألف وإن كان معدودًا عند النحاة من الكُنْية.
(1) تقدمت ترجمته ص 31.
(2)
هو عبد الرحمن بن عبد الله، ابن أخي الأصمعى، أبو محمَّد. وقيل: أبو الحسن، البصري. من علماء اللغة. ثقة فيما يرويه عن عمه عبد الملك بن قريب الأصمعى المتوفى 216 هـ. وله من الكتب "معانى الشعر". (من مصادر ترجمته الفهرست لابن النديم ص 83، طبقات النحويين واللغويين ص 180).
(3)
لم أصل له إلى ترجمة. وهو جاهلى قديم.
قلت: هو عمرو بن مدى بن نصر أول من ملك من لخم؛ وهو قتل الزَّبَّاء، وملك بعد جزيمة الأبرش الذي يقال له:"شبَّ عمرو عن الطوق" ملك ستين سنة، جزيمة ملك مائة وثمانى عشرة سنة. (من مصادر ترجمته الاشتقاق لابن دريد ص 378، الكامل لابن الأثير 1/ 202)[الناشر].
(4)
هو عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خليفة العلامى المصرى الشافعى. وزير فقيه، وله نظم حسن. ولى الوزارة مع القضاء بمصر، ثم استعفى وتولى التدريس بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعى. وتوفى كهلًا سنة 695 هـ. والعلامى -بالتخفيف- نسبة إِلى (علامة) قبيلة من لخم. وكان القاضى الأعز وزير الملك الكامل بن أيوب جده لأمه، فعرف بابن بنت الأعز (من مصادر ترجمته: فوات الوفيات جـ1 ص 256، النجوم الزاهرة جـ8 ص 82. وانظر الأعلام جـ3 ص 315).
ولعل ذلك لقلة اشتهاره في الاستعمال، والحذف إِنما هو للتخفيف فيما يكثر استعماله ودورانه بينهم على الألسنة.
ومثال المصدّرة بالأُمّ: "عبد الله بن أُمّ عَبْد"(في ابن مسعود)(1). و"عَمْرو بن أم مَكْتوم"(2) و"أَشْعَب بن أُم حمَيْدة"(المشهور بالطامع (3) و"قنعت بن أم صاحب"(4)(من الشعراء)، وكذا "ابن أم قاسم النّحوى"، وهو "المُرَادِى" شارح (الألفية) كما في (كَشْف الظُنون)(5).
قالوا: ويُشترط في العَلَم المضاف إِلى "ابن" كونُه اسمًا ظاهرًا لأَبِيه،
(1) سبقت ترجمته ص 69.
(2)
تقدمت ترجمته ص 351.
(3)
أشعب الطامع، واسمه شعيب، واسم أبيه جبير. وفي اسم أمه ثلاثة أقوال: أحدها "جعدة" مولاة أسماء بنت أبى بكر الصديق رضي الله عنهما. والثانى "أم حُميدة" -بضم الحاء- والثالث "أم حَميدة" بفتح الحاء. ولد سنة 9 هـ، وعمر دَهرًا طويلًا، وكان قد أدرك زمن عثمان رضي الله عنه، وقرأ القرآن وتنسك. وله أخبار طريفة. واتفقوا على أنه مولى، ولكن اختلفوا في ولائه على أربعة أقوال، فقيل: مولى عثمان بن عفان، وقيل: عبد الله بن الزبير، أو سعيد بن العاص، أو فاطمة بنت الحسين (ترجمته في تاريح بغداد جـ7 ص 37، وفيات الأعيان جـ2 ص 471 - 475).
(4)
هو قعنب (وليس قنعت) بن ضمرة، من بني عبد الله بن غطفان. من شعراء العصر الأموى ويقال له:"ابن أم صاحب". كان في أيام الوليد بن عبد الملك، وله هجاء فيه. توفي نحو سنة 95 هـ (له ذكر في كتاب [من نسب إِلى أمه من الشعراء] لابن حبيب -ضمن مجموعة (نوادر المخطوطات) نشر عبد السلام هارون).
(5)
حسن بن القاسم بن عبد الله، شمس الدين المرادى المعروف بابن أم قاسم النحوى المتوفى سنة 749 هـ أحد شراح ألفية ابن مالك في النحو (كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون جـ1 ص 152. وهو مفسر أديب. مولده بمصر، وشهرته وإقامته بالمغرب. وله من الكتب أيضًا: "شرح الشاطبية" في القراءات، "تفسير القرآن"، "إِعراب القرآن" (له ترجمة في الدرر الكامنة جـ2 ص 32، شذرات الذهب جـ6 ص 160 - 161).
لا ضميرًا ولا لفظ أَبِيه، فلا تُخذف الألف من:"هذا زَيْدُ ابنُه". وكذا من "زِياد ابن أَبِيه"(1)، وهو الذي استلحقه معاوية بنَسَبِه، وجعله من أولاد أبى سفيان، وكان أبوه قبل الاستلحاق "عُبيْدًا" كما ذَكَر قصتَه ابنُ خَلِّكان (2) في صفحة [441] في ترجمة "يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَرَى"(3) فلهذا كانوا يسمونه تارة "زياد بن أبي سفيان" وتارةً بـ"زياِد بن أُمّية"، وتارة بـ "زياد ابن أَبيه".
أقول: وهلَّا جعلوه مثل المكَنَّى عنه، فلا أَقَلَّ من أَن يكون مثل "هىّ بن بىّ"(للرجل المجهول ذَاتًا وأَبًا)، أو "فلان بن فلان"، أو "جابر بن حَبَّة"(للخُبْز)، أو "الحارث بن هَمَّام": الذي في (مقامات الحريرى)(4). إِلا أن يُقال: إِن الأول وما بعده أَعلامُ أجناسٍ كما يُؤخذ من كلام الصَّبَّان (5).
(1) زياد بن أبيه. أمير من الدهاة القادة الفاتحين الولاة. من أهل الطائف أختلفوا في اسم أبيه فقيل: عبيد الثقفى، وقيل: أبو سفيان. ولدته أمه سمية (جارية الحارث بن كلدة الثقفى) بالطائف وتبناه عبيد الثقفى (مولى الحارث بن كلدة) وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره، وأسلم في عهد أبى بكر. وكان كاتبًا للمغيرة بن شعبة، ثم لأبي موسى الأشعرى أيام إِمرته على البصرة، ثم ولاه علي بن أبي طالب إِمرة فارس. ولما توفي علىّ امتنع زياد على معاوية وتحصن في قلاع فارس، وتبين لمعاوية أنه أخوه من أبيه (أبى سفيان) فكتب إِليه بذلك فقدم زياد عليه وألحقه معاوية بنسبه سنة 44 هـ، فكان عضده الأقوى، وولاه البصرة والكوفة وسائر العراق، فلم يزل في ولايته إلى أن توفي سنة 53 هـ. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور جـ9 ص 72 - 90، وانظر الأعلام جـ3 ص 53).
(2)
سبقت ترجمته ص 43.
(3)
وفيات الأعيان جـ 6 ص 356 - 357. وهو يزيد بن زياد بن ربيعة الملقب بمفرغ الحميرى، أبو عثمان. شاعر غزل. وهو الذي وضع "سيرة تُبَّع وأشعاره". كان من أهل تبالة (قرية بالحجاز مما يلي اليمن) واستقر بالبصرة. وكان هجاءً مقذعًا، وله مديح. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان. جـ6 ص 342، معجم الأدباء جـ7 ص 297، سير أعلام النبلاء جـ3 ص 522).
(4)
مقامات الحريرى ص 270، 370، 383، 557.
(5)
راجع كلام الصبان ص (347) وتقدمت ترجمته ص 115.