الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كـ "الرحمن" و"القاهر" وردّه الفَرَّاء (1) وقال: هذا باطل ولا يجوز أن تُحذف إِلا مع "الله"، لأنها كَثُرت معه، فإِذا عدوتَ ذلك، أَثبتَّ الألف، وهو القياس" اهـ (2).
[مواضع حذف ألف (ابن) وتفصيل القول في ذلك]:
وأما ألف "ابْن" فتُحذف في ثلاثة مواضع:
* الأول: إِذا دخلت عليها همزة الاستفهام، كأنْ تقول مُستفهمًا:"أَبْنُك هذا؟ ".
* الثاني: إِذا دخلت عليها ياء النداء، نحو "يا بْن القَاسم"، "يا بْن آدَم"، فتُحذف ألف "ابن" كَراهةَ اجتماع ألفيْن. وقيل: إِن المحذوَف ألف النداء، لا ألف "ابن"، فإِنها اتصلت بالياء، كذا في (الهَمْع)(3).
* الثالث: إِذا وقع "ابن" بين عَلَمْين متناسبيْن؛ بأن يكون ثانيهما أَبًا للسابق، ولو تنزيلًا، بشرط:
- أن لا يُنَوَّن الأول.
- ولم تُقطع همزة "ابن" لضرورة وَزْنٍ.
- وأن يكون "ابن" متصلًا بالعَلَم الأول على أنه نَعْتٌ له غير مقطوع، ولا بدل منه، ولا خبر عنه، ولا مُسْتَفْهَمٌ عنه.
- وأن لا يكون "ابن" أول سطر.
فإِذا توفرت هذه الشروط وجب حذفها صناعةً، ووجب ترك تنوين العَلَم الأول لفظًا كما نص السيوطي (4) في النَّسَب من (جَمْع الجوامع)(5)، وكذا الدَّمامِينى (6) على (المغنى).
(1) تقدمت ترجمته ص 54.
(2)
همع الهوامع جـ 6 ص 318.
(3)
همع الهوامع جـ6 ص 334.
(4)
سبق التعريف به ص 31.
(5)
لم ينص عليه السيوطي في هذا الباب من الكتاب المذكور. ولم أصل إِليه.
(6)
تقدمت ترجمة الدمامينى ص (114). وحاشيته على (مغنى اللبيب) لابن هشام.
وإن فُقِد شرط منها وَجَبَ إِثباتها.
قال الحريرى (1) في (الدُّرَّة): "وإِنما حُذِفت الألف من "ابن" ليُؤْذِنَ تَنزُّله مع الاسم قبله منزلة الشىء الواحد بشدَّةِ اتصال الصفة بالموصوف، وحلوله محلَّ الجزء منه، ولهذه العلة حُذِف التنوين من الاسم قبله ولو نَصْبًا، كأن تقول: "رأيتُ علىَّ بنَ محمَّدٍ"، كما يُحذف من الأسماء المركبة نحو "بَعْلَبَك" (2) ورامُهْرمُز"(3) " اهـ (4).
قال الصَّبَّان (5) في باب النداء: "ولا فرق في العَلَم -في جميع ما ذُكِر- بين الاسم والكنية واللقب على ما صَرَّح به ابن خَرُوف (6). وجزم الراعى بوجوب تنوين المضاف إليه وكتابة ألف "ابن" إِذا كان الموصوف بـ "ابن" مضافًا كما في: "قام أَبو محمَّد ابنُ زَيْدٍ"، واختاره الصَّفَدِى (7) في (تاريخه) بعد نَقْل
(1) تقدمت ترجمة الحريرى ص 32.
(2)
بعلبك: مدينة بالشام، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام. فتحها أبو عبيدة بن الجراح صلحًا بعد أن فرغ من فتح دمشق سنة 14 هـ (انظر معجم البلدان جـ1 ص 454، معجم ما استعجم جـ1 ص 260).
(3)
رامهرمز: مدينة بنواحى خوزستان. وخوزستان اسم لجميع بلاد الخُوز، وهي نواحى أهواز، بين فارس وواسط والبصرة وبلاد اللوز المجاورة لأصبهان. ومعنى (رام) -بالفارسية: المراد والمقصود. وهرمز: أحد الأكاسرة. وكانت العامة يسمونها (رامز) اختصارًا (انظر معجم البلدان جـ3 ص 17، مراصد الاطلاع جـ1 ص 490.
(4)
درة الغواص للحريرى ص 272 - 273.
(5)
تقدمت ترجمته ص (115).
(6)
علي بن محمَّد بن علي بن محمَّد الحضرمي، أبو الحسن، عالم بالعربية أندلسى، من أهل أشبيلية، ونسبته إِلى حضرموت، ولعل أصله منها. مولده سنة 524 هـ. وكان ينتقل في البلاد، ولم يتزوج قط ولا تسرى. توفي سنة 609 هـ بأشبيلية. له كتب منها "تنقيح الألباب في شرح غواص الكتاب" وهو شرح كتاب سيبويه، حمله إِلى سلطان المغرب فأعطاه ألف دينار وله شرح "الجمل" للزجاجى (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ3 ص 335، معجم الأدباء جـ5 ص 420. وانظر الأعلام جـ4 ص 330).
(7)
خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدى، صلاح الدين. أديب مؤرخ، كثير التصانيف. ولد في صفد (بفلسطين) سنة 696 هـ، وإليها نسبته، وتعلم في دمشق، ومهر صناعة الخط، وولع بالأدب وتراجم الأعيان، وتولى ديوان الإِنشاء في صفد ومصر وحلب. توفي في =
الخلاف، واختاره أيضًا إِذا كان المضاف إِليه "ابن" مضافًا" انتهى كلام الصبان (1).
ويَردُّة قولُ (الهَمْع): "ولا فرق في العَلَمْين بين أن يكونا اسمين أو كنيتين أو لقبين أو مختلفين، نحو "هذا زيد بن عمرو" و"هذا أبو بكر بن أبي عبد الله" و"هذا بَطَّةُ بن قُفَّةَ". ويُتَّصوَّر في المختلفين ستة أمثلة، وَحكَى ابن جِنّى (2) عن مُتأخرى الكُتَّاب أنهم لا يحذفون الألف مع الكنية، تقدمت أو تأخرت، قال: وهو مردود عند العلماء على قياس مذهبهم، لأن حذف التنوين مع الكُنى كحذفه مع الأسماء، وإنما هو لجعل الاسمين اسمًا واحدًا، فحذف الألف لأنه توسط الكلمة" اهـ (3).
وقال العلامة الأمير (4) على (المغنى): "وفي حكم العَلَم الشامل للكنية واللقب ما كُنى به عنه من فلان وفلانة" اهـ (5).
وقال الأشمونى (6) يلتحق بالعَلَم: "يا فلان بن فلان"، و"يا ضُلَّ بن ضُلَّ" و"يا سَيِّدَ بن سَيَّد" اهـ (7). و"صَلْمَعه بن قَلْمَعة" و"هَيان بن بيان" و"هىّ بن بيّ".
= دمشق سنة 764 هـ. وله زهاء مائتى مصنف، منها "الوافى بالوفيات" كبير جدًا في التراجم. و"نكت الهميان" ترجم فيه لفضلاء العميان (من مصادر ترجمته الدرر الكامنة جـ2 ص 87، طبقات الشافعية جـ6 ص 94، الوافى بالوفيات جـ1 ص 249. وانظر الأعلام جـ2 ص 315.
(1)
حاشية الصبان على شرح الأشمونى جـ3 ص 144.
(2)
سبقت ترجمته ص 81.
(3)
همع الهوامع جـ 6 ص 318 - 319.
(4)
تقدمت ترجمته ص 111.
(5)
حاشية العلامة محمَّد الأمير على مغنى اللبيب لابن هشام جـ2 ص 173.
(6)
سبق التعريف بالأشمونى ص 82.
(7)
شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ3 ص 143.
كل هذه كناية عمن لا يعرف هو ولا أبوه، فهي عَلَم جِنس كما في (الصَّبَّان)(1).
وقال ابن قُتَيْبة الدّينوَرِى (2) في (الأدب): "وإنْ نسبته إِلى لَقَبٍ قد غلب على اسم أبيه أو صناعة مشهورة قد عُرِف بها -كقولك "زيد بن القاضى" و" محمَّد بن الأمير"- لم تُلْحِق الألف، لأن ذلك يقوم مقام اسم الأب" اهـ (3)، ونقله صاحب (الكليات)(4) وناظم (جَمْع الجوامع)(5).
هذا هو الصواب في النقل، لا ما نقله عنه العلامة الخُضَرِى (6) على (ابن عقيل) في باب النداء (7).
قلت: ومن ذلك "الإِمام بن الخطيب" للفخر الرازى (8)، فإِن أباه كان
(1) حاشية الصبان على شرح الأشمونى جـ3 ص 143.
(2)
تقدمت ترجمة ابن قتيبة ص 33.
(3)
أدب الكاتب ص 163.
(4)
الكليات جـ1 ص 14. وصاحب الكليات هو أبو البقاء الكفوى، تقدمت ترجمته 47.
(5)
ناظم جمع الجوامع هو الفارِسْكُورى (تقدمت ترجمته ص 39) ونظمه لجمع الجوامع للسيوطى اسمه (جوامع الإعراب وهوامع الآداب) - مخطوط.
(6)
هو محمَّد بن مصطفى بن حسن الخضرى فقيه شافعى، عالم بالعربية. مولده سنة 1213 هـ في دمياط (بمصر). ودخل الأزهر فمرض وصُمَّت أذناه، فعاد إِلى بلده. واشتغل بالعلوم الشرعية والفلسفية، واستخرج طريقة لمخاطبته بأحرف إِشارية بالأصابع فتعلمها منه أصحابه فكانوا يخاطبونه بها. وتوفى سنة 1287 هـ. من كتبه:"حاشية على شرح ابن عقيل" في النحو. و"رسالة في مبادئ علم التفسير" و"أصول الفقه" وغير ذلك (ترجمته في الأعلام للزركلى جـ7 ص 100 - 101).
(7)
حاشية الخضرى على شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك جـ2 ص 74 (طبع دار إِحياء الكتب العربية، عيسى البابى الحلبى 1937 م -1356 هـ). وعبارته التي نقلها عن ابن قتيبة الدينورى خطأ: "قال الدينورى في كتاب الرسم: أو للقب غلب على أبيه أو صناعة اشتهر بها كجاء زيد بن الأمير أو القاضى -زاد الطبلاوى في نظم له: أو لأمه كعيسى بن مريم- فكل ذلك تثبت فيه الألف".
(8)
تقدمت ترجمته 211.
مشهورا بخطيب الرَّى (1). ومثله "الإِمام بن السُّبْكِى" و"البَدْر بن الدَّمامينى"(2) و"بَدْر الدين بن النَّاظم"(3) و"محمَّد بن الجَزَرِى"(4).
وكَل ما حُذف منه ألف "ابن" يُحذف التنوين من الاسم قبله.
[حذف ألف (ابنة)]:
ومثل "ابن": "ابنة" في هذا الحكم كما في "الأشمونى"(5)، ورجحه الصَّبَّان (6)، خلافًا لما في "الأدب"(7)، وإن قلَّده صاحب "الكُلّيات" في موضع (8)، وقد خالفه في موضع آخر.
بخلاف "بِنْت"، فليست مثل "ابْنَة".
وقال في "الهمع": (وشرَطَ ابن عصفور (9) أن يكون "ابن" مُذكَّرًا)، يعني بخلاف "ابنة"، قال أبو حيان (10): وهو خلاف ما جَزَمَ به ابن مالك (11) من إِلحاق "فلانة بنة فلان" بـ "فلان بن فلان" اهـ (12).
(1) راجع التعريف بالرى ص 68.
(2)
تقدمت ترجمته ص 114.
(3)
هو محمَّد بن محمَّد بن عبد الله بن مالك الطائى، أبو عبد الله، بدر الدين المعروف بابن الناظم، أي ابن ناظم الألفية "ألفية ابن مالك"، نحوى، من أهل دمشق مولدا ووفاة، سكن بعلبك مدة، توفي سنة 686 هـ، وله شرح علي الألفية يعرف بشرح ابن الناظم، و"المصباح" في المعانى والبديع، وله غير ذلك "من مصادر ترجمته: البداية والنهاية -طبع دار الغد العربى-جـ7 ص 317، النجوم الزاهرة جـ7 ص 373، شذرات الذهب جـ5 ص 398. وانظر الأعلام جـ7 ص 31".
(4)
تقدمت ترجمته ص 86.
(5)
شرح الأشمونى على الألفية جـ3 ص 143، وسبق التعريف بالأشمونى ص 82.
(6)
حاشية الصبان على شرح الأشمونى جـ3 ص 143، قال الصبان:"الفرق بين (ابنة) و (بنت) أن (ابنة) هى (ابن) بزيادة التاء، بخلاف (بنت) فإِنها بعيدة الشبه، أو كثرة استعمال (ابنة) في مثل هذا التركيب دون (بنت) "، وقد سبق التعريف بالصبان ص 115.
(7)
أدب الكاتب ص 163. قال ابن قتيبة: "تكتب (هذه هند ابنة فلان) بالألف وبالهاء، فإِذا أسقطت الألف كتبت (هذه هند بنت فلان) بالتاء".
(8)
الكليات جـ1 ص 14.
(9)
هو علي بن مؤمن بن محمَّد الحضرمي الإشبيلى، أبو الحسن المعروف بابن عصفور حامل لواء العربية بالأندلس في عصره، من كتبه "المقرب" في النحو، و"الممتع" في الصرف، وله كتب كثيرة، مولده سنة 597 هـ، وتوفى سنة 669 هـ من مصادر ترجمته: فوات الوفيات جـ2 ص 93، شذرات الذهب جـ5 ص 330، وانظر الأعلام جـ5 ص 27".
(10)
تقدمت ترجمته ص 32.
(11)
تقدمت ترجمته ص 31.
(12)
همع الهوامع جـ6 ص 319.