الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
[طريقة المغاربة في وضع الحركات مع الشَّدَّة]:
وهذه الطريقة الثانية للمشارقة فقط المكسور. وهي طريقة المغاربة في المفتوح والمضموم؛ يجعلون الفتحة والضمة فوق الحرف وتحت الشدة، فيكون شكل المفتوح عندهم على صورة شَكْل المكسور عندنا على الطريقة الثانية، فتنبَّهْ لهذا لئلَّا ترى مثل ذلك في كتابتهم وشَكْلهم فتظنه مكسورًا مع أنه مفتوح.
كما أن شكل الشَّدَّة عند أكثرهم مُنكَّسة، وليست على صورة أسنان السين كما هى عندنا.
*
[الحركات المتولدة بين حركتين (الإِمالة)]:
ومن المعلوم أن أشكال الحركات منحصرةٌ في ثلاث. وأما الحركات لفظًا فلا تنحصر في ذلك، فإِن لهم حركاتٍ أخرى متولدة بين حركتيْن، ويُقال لها:"بَيْنَ بَيْنَ"؛ أي: بين الفتحة والضمة، كما يُنطق بها في نحو "القول" و"الخُوخ" و"الجوخ". أو بين الفتحة والكسرة كما في "الصّيت"، مع أن الصواب كسر الصاد.
وهذه الأخيرة هى التي عَقَدوا لها في النحو باب "الإِمالة". ولكن لم يضعوا لها شَكْلًا. غير أن بعض شُرَّاح (الصحيحين) قال في حديث: "إِمَّا لا فَاصْبروا" و"إِمَّا لا فَلَا تَتَبَايَعُوا"(1) أَنه بإِمالة اللام إِلى الكسرة. ولا تُكتب ياء، بل يُوضع فوق اللام شَكْلة منحرفة علامة الإِمالة.
*
[علامات الحركات عند غير العرب]:
وأما غير العرب فلهم علامات لباقى الحركات السبع عندهم. ولهذا قال الفخر الرازى (2) في المسئلة [8] من الباب [6] من القِسْم الأول من مقدمة
(1) سبق ذكر هذين الحديثين مع تخريجهما ص (233).
(2)
تقدمت ترجمته ص (211).
(تفسيره الكبير) ما نصه: "لَمَّا كان المرجع بالحركة والسكون في هذا الباب إِلى أصوات مخصوصة لم يجب القطعُ بانحصار الحركات في العدد المذكور. قال ابن جِنّى (1): اسم المِفْتاح بالفارسية -وهو كليد- لا يُعرف أن أوله متحرك أو ساكن. قال: وحدثنى أبو على -يعني الفارسي (2) - قال: دخلت بلدةً فسمعت أهلها ينطقون بفتحة غريبة لم أسمعها قبل، فتعجبت منها، وأقمت بها أيامًا، فتكلمت بها، فلما فارقت تلك البلدة نسيتها" انتهى (3).
وبمثله يقول الفقير: وقع لي نظير ذلك لما أقمت مُدّةً في مدينة باريس، ثم رجعت بحمد الله سالمًا (4).
فإِن قيل: قد جعلوا في العربية رموزًا بحروف صغيرة وأشكال أخرى غير الحركات الثلاث ذكرها الأشمونى في (باب الوقف)(5).
(1) سبق التعريف بابن جنى ص (81).
(2)
تقدمت ترجمة أبي على الفارسي ص (81).
(3)
التفسير الكبير جـ1 ص 146.
(4)
راجع ترجمة المؤلف في مقدمة التحقيق.
(5)
شرح الأشمونى على الألفية جـ4 ص 209. قال الأشمونى: "في الوقف على المتحرك خمسة أوجه: الإِسكان والرَّوْم والإِشمام والتضعيف والنقل. ولكل منها حدٌّ وعلامة.
1 -
فالإِسكان: عدم الحركة. وعلامته (خ) فوق الحرف، وهي الخاء من (خف) أو (خفيف).
2 -
والإِشمام: ضم الشفتين بعد الإِسكان في المرفوع والمضموم، للإِشارة إِلى الحركة من غير صوت. والغرض به الفرق بين الساكن والمسكَّن في الوقف. وعلامته نقطة قدام الحرف.
3 -
والروم: هو أن تأتى بالحركلة مع إِضعاف صوتها. والغرض به هو الغرض بالإشمام، فإِنه يدركه الأعمى والبصير، والإِشمام لا يدركه إِلا البصير، ولذلك جعلت علامته (أي: الروم) في الخط أتم، وهو خط قدام الحرف هكذا (-).
4 -
والتضعيف: تشديد الحرف الذي يوقف عليه، والغرض به الإِعلام بأن هذا الحرف متحرك في الأصل، والحرف المزيد للوقف هو الساكن الذي قبله، وهو المدغم وعلامته (ش) فوق الحرف، وهي الشين من (شديد).
5 -
والنقل: تحويل الحركة إِلى الساكن قبلها. والغرض به إما بيان حركة الإِعراب، أو الفرار من التقاء الساكنين. وعلامته: عدم العلامة" اهـ.