الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"ايبر النخل" بكسرها، على لغة من يكسر الباء من مضارعه لأن حركة همزة الوصل تابعة لثالث حرف في غير الفتح، فلذا ضُمَّت الهمزة المذكورة على اللغة الأولى، وكُسِرتْ على اللغة الثانية للقاعدة التي ذكرها ابن الجَزَرِى (1) في قوله:
وَابْدَأْ بَهْمزِ الوَصْلِ مِن فِعْل بِضَم
…
إِن كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الفِعْلِ يُضَمْ
وَاكْسَرْهُ حَالَ الكَسْر وَالفَتْح وَفى
…
الأَسْمَاءِ غَيْر اللامِ كَسْرُها، وَفِي (2)
[اِيجِل، اُيجُل]، [اُيدُد]:
وبما تقرر يتبين وَجْهُ قولِ العِزِّى (3) في فصل المعتل: "والأمر من وَجِل يَوْجِل: "ايجل" أصله: "اِوْجل"، قلبت الواو ياءً، لسكونها وانكسار ما قبلها فإِن انضم ما قبلها عادت الواو فتقول: "يا زيدُ اُيجُل"، تُلفظ بالواو وتُكتب بالياء"(4). ثم قال: "وحكم "وَدَّ يَوَدّ" كحكم "عَضَّ يَعَضّ". وتقول في الأمر: "اُيدُد" كاعْضُضْ" اهـ (5). أي أنك تقول في غير الابتداء: "يا صاحب اُيدُد" بالواو: وإن كنت تكتبه بالياء.
[مجئ الفاء أو الواو قبل (الهمزة من المهموز) أو (الواو من المعتل)]:
[فأْتُوا- وأْتُوا][فأتَزر]
هذا إِذا لم يسبق الهمزة من المهموز أو الواو من المعتل فاءٌ ولا واو. فإِن تقدم عليها أحدهما حُذفت ألف الوصل خطًا من المهموز دون المعتل، وصارت
(1) سبق التعريف به ص (76).
(2)
متن الجزرية ص 13.
(3)
هو عبد الوهاب بن إِبراهيم بن عبد الوهاب الخزرجى الزَّنجانى من علماء العربية. يقال له "العِزّى"، عز الدين. توفي ببغداد سنة 655 هـ. له من التصانيف:"التصريف" -في الصرف و"الهادي"، في النحو و"الكافي شرح الهادى"، وغير ذلك (بغية الوعاة ص 318، 430 كشف الظنون جـ2 ص 1139، الأعلام جـ4 ص 179).
(4)
النص موجود مع شرح السعد على "التصريف" للعزى ص 44.
(5)
شرح السعد على تصريف العزى ص 47.
الهمزة الساكنة متوسطة تنزيلًا، فحينئذ تُكتب ألفًا، لا ياءً ولا واوًا؛ نحو:{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ} [القصص: 49]{وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [يوسف: 93]. ومثله "فأتْزَر"(1) فتنطق بالهمزة ساكنةً في الفعل الماضي أو الأمر، وتكتبها الفًا مهموزةً بدون ياء، ولا تُدْغَم الهمزة في التاء كما نص عليه (القاموس)(2) و (الأشمونى)(3).
[مجئ "ثمَّ- حتّى" قبل (الهمزة من المهموز) أو (الواو من المعتل)]:
وأما إِذا تقدَّمها غير هذين الحرفين مما هو بمنزلة كلمةٍ مستقلة على حرفين فأكثر نحو: "ثُمّ" و "حَتّى": فكما لو لم يتقدمها شىء، مثل قوله تعالى:{ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} [طه: 64] و"حَتّى ائْتَزَر" و"ثمَّ اؤتُمِنَ"، فتكتب بحركةِ ما قبلها عند الابتداء.
والفرق بينهما أن الفاء والواو كجزءِ من الكلمة من حيث إِنه لا يصح الوقف عليهما، ولهذا وُصلت الفاء بما بعدها خطًّا، ولولا المانع الطبيعى من وَصْل الواو بما بعدها لوُصِلت، ولذا يُستَقْبح وضعها في آخر السطر.
ومن ثَمَّ وُصلت واو الضمير وألفه بما قبلهما في "رَضُوا" و"رَضِيَا".
(1) بفتح الزاى والراء في الماضي (فأتَزَرَ) وبكسر الزاى وسكون الراء في الأمر (فأتَزِرْ).
(2)
القاموس المحيط -أزر (باب الراء، فصل الهمزة): قال: "ائْتَزَرَ به، تَأزَّرَ به. ولا تقل، اتَّزَرَ. وقد جاء في بعض الأحاديث، ولعله من تحريف الرواة" اهـ. قال الزبيدى في تاج العروس -وهو شرح على القاموس المحيط-: "قال شيخنا: هو رجاء باطل (أي إِشارة الفيروزآبادى بوقوع التحريف في الحديث)، بل هو وارد في الرواية "الصحيحة" صححها الكرمانى وغيره من شراح البخاري، وأثبته الصاغانى في (مجمع البحرين). والذي في (النهاية) أنه خطأ، لأن الهمزة لا تدغم في التاء، وقال المطرزى: إنها لغة عامية. نعم ذكر الصاغانى في (التكملة): ويجوز أن تقول: (اتَّزَرَ بالمئزر) أيضًا فيمن يدغم الهمزة في التاء، كما يقال: اتَّمنته، والأصل: ائتمنته- راجع تاج العروس جـ3 ص 11 (أزر). وراجع ص (164) عند الكلام عن حديث عائشة: "وكان يأمرنى أن آتَزِر .. ".
(3)
شرح الأشمونى لألفية ابن مالك جـ4 ص 298.