الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول في حذف الهمزة من الحشو وحذفها من الطرف
قد عَرفتَ مما سبق في فصلها (1) أنها لا تُسَهَّل في أول الكلمة، وإنما التي يعتريها ذلك ما كانت حَشْوًا أصالةً، أو عَرَضَ لها التوسُّط، أو كانت طرفًا ظاهرًا أو تقديرًا.
[مواضع حذف الهمزة الحشوية والمتوسطة عارضًا]:
فأما التي في الحشو والمتوسطة عارضًا فتُحذف في حالتين:
الأولى: وتحتها ثلاث صور:
1 -
أن تكون مسبوقة بحرف مدٍ كصورتها، بأن تكون مفتوحة والسابق ألف نحو "تَثَاءَب" و"تَسَاءَلا" ونحو "جَاءَه" للمفرد، و"كِسَاءَه" و"جَزَاءَه" حال النصب، بخلاف ما إِذا كانت مضمومة، نحو "التَّثَاؤُب"، و"عَطاؤُه" و"جَزَاؤُه" حال الرفع، أو كانت مكسورة نحو "التَّنَائِف"(2) و"الشَّمائِل" و"البَائِع" و"قَضَائِهِ" و"كِسَائِهِ" حال الجر.
2 -
أو أن تكون مسبوقة بواو ساكنة وهي غير مكسورة، نحو "السَّمَوْءَل"(3) و"تَوْءَم" و"ضَوْءَه" و"وُضُوءَه"، بخلاف ما إِذا كانت الهمزة مكسورة كـ "مَوْئِل" و"ضَوْئِهِ" و"وُضوئِهِ"، فإِنها تُرسم حينئذ
(1) راجع عن ذلك ص 159.
(2)
التَّنائف: جمع التَّنُوفة، وهِى المفازة، والتنوفة من الأرض المتباعدة ما بين الأطراف، وقيل: التي لا ماء بها ولا أنيس، وإن كانت معشبة "لسان العرب - تنف".
(3)
السَّمْأَل والسَّمَوْءَل: الظل، والسَّمَوْءَل والسَّمْوَّل: اسم رجل "سريانى معرب" - "لسان العرب - سمأل".
بحرف حركتها.
3 -
أو أن تكون مسبوقة بياء ساكنة أيضًا، سواء كانت هى -أي الهمزة- مفتوحة (نحو "جَيْئَل")(1)، أو مكسورة مثل {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} (2) أو مطلقًا (نحو "شَيْئك" و"فَيْئك"، مضافَيْن للضمير بالحركات الثلاث) فتُحذف الهمزة في ذلك كله، للإِدغام في غير الألف، وللتسهيل فيها، وكراهة اجتماع المِثْلَيْن.
والثانية: أن يكون بعد الهمزة حرف مَدٍ كصورتها لو صُوِّرتْ، ولم يكن ذلك المد ألف الضمير، ولا ياء المخاطبة، ولا ياء المتكلم، ولا ياء نِسْبة، وذلك نحو "قَرَءُوا" و"اقْرَءُوا" و"يَقْرَءُون" و"لم يَقْرَءُوا" و"رُءُوس".
وفي "المسْتَهْزِءُون" الخلاف المتقدم في "سُئِلَ" و"يَسْتَهْزِءُون"، لكن العمل على مذهب الأخفش (3) في رسم الهمزة المضمومة بعد الكسرة ياء دون مذهب "س"(4) القائل بحذفها كما قدمناه في الباب الثاني.
ولا تُحذف الهمزة من نحو "شَئَيْتُ" و"ضَئِيل"، لئلا يلتبس بفعل.
وخرج بقولهم: (حرف مد) علامة التثنية في نحو "الرجلين المسْتَهْزِئَيْن". وبقولنا: (ولم يكن المد ألف الضمير. . . إِلخ) ما إِذا كان المدُّ ضميرًا أو غيره مما ذُكِر معه، نحو "إِنَّهما قَرَأَا" و"لم يَقْرَأَا" و"سَيَقْرَأَان" و"يا هِندُ لا تَقْرَئِى" و"أَنَت رِدْئِى" و"هَذَا جُزْئِى"، ففى ذلك لا تحذف لئلا يَلْتبس المسند للاثنين
(1) جَيْئَل وَجْيئلة "معرفة من غير ألف ولام": الضَّبُع "لسان العرب - جأل".
(2)
سورة الأعراف، الآية "165" قال الله تعالى:{وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} .
(3)
تقدمت ترجمته ص 167.
(4)
رمز المؤلف بالحرف "س" إِلى سيبويه. راجع ترجمته ص 41.