الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "أو الوطءَ": الوطء مهموز، يقال: وطئت الشيء برجلي، ووطئَ الرجلُ امرأَتَه يَطَأ فيهما، والله أعلم.
باب التَّيمم
التيمم في اللغة، القصد، قال الجوهري: وأصله التعمد والتوخي، وقوله تعالى:{فَتَيَمَّمُوْا صَعِيْدًا طَيِّبًا} 1 "وقال ابن السكيت"2 أي اقصدوا3، قال المصنف رحمه الله في "المغني"4: ثم نقل في عرف الفقهاء إلى مسح الوجه واليدين بشيء من الصعيد.
قوله: "وهو بَدَلٌ": أي عوض، يقال: بِدْلٌ وبَدَلٌ بوزن: علم وفرس، وقد سمع ذلك في: مثل ومثل، وشبه وشبه، ونِكْل ونَكَل، قال أبو عبيد: لم يسمع في فعل وفعل غير هذه الأربعة الأحرف، وزاد يعقوب، عِشْقٌ وعَشَقٌ وحِرْجٌ وحَرَجٌ، وضِغْنٌ وضَغَنٌ.
قوله: "لِفَرْضٍ ولا لِنَفْلٍ": تقدم ذكر الفرض، وأما النفل، فقال الجوهري: النفل والنافلة، عطية التطوع من حيث لا تجب، ومنه نافلة الصلاة.
قوله: "أو تعذره إلا بزيادة كثيرة" يباح التيمم للعجز عن استعمال الماء لكذا وكذا، ولتعذره إلا بزيادة كثيرة فهو مستثنى من مثبت، والاستثناء من الاثبات نفي، فظاهره أن تعذره في كل صورة مبيح للتيمم إلا في صورة الاستثناء، وهي حُصُولُهُ بزيادة كبيرة على ثمن مثله وحصوله بزيادة كثيرة
1 سورة المائدة: الآية "6".
2 ما بين الحاصرتين سقط من "ش" وأثبتناه من"ط".
3 في "المغني": "أي اقصدوه".
4 انظر "المغني" 1/ 310.
مبيح أيضا للتيمم، فصورة الاستثناء موافقة للمستثنى منه في الحكم.
والجواب عن هذا الإشكال من حيث اللفظ وتصحيحه: أنه مستثنى من منفي معنى فإن قوله: أو تعذره في معنى قوله: وبكونه لا يحصل له الماء إلا بزيادة كثيرة، فيصير الاستثناء مفرغا؛ لأن بزيادة كثيرة متعلق بلم يحصل، والاستثناء المفرغ ما قبل إلا وما بعدها فيه كلام واحد، فيصير معنى هذا الكلام يباح التيمم بأشياء منها حصول الماء بزيادة كثيرة على ثمن مثله أو بثمن يعجز عن أدائه، فإن قلت: فهل لهذا التأويل نظير في كلام العرب؟ قلت: قد ذكر مثل هذا في قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} 1 وقوله تعالى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ} 2 بالرفع فيهما في قراءة في غير السبعة على معنى، لم يفعل ذلك إلا قليل ولم يمتثل إلا قليل، وأنشد أبو علي الفارسي3:"من البسيط".
وبالصريمة منهم منزل خلق
…
عاف تغير إلا النؤي والوتد
على معنى لم يبق منه شيء على حاله إلا النؤي والوتد، وهو نظير ما خرجت به، وإنما تكلمت على إعراب هذا؛ لأن بعض مشايخنا رضي الله عنهم ذكر أن هذه العبارة فاسدة.
قوله "أو ثمن يعجز": الأفصح4 في يعجز، كسر الجيم ويجوز
1 سورة البقرة: الآية 83.
2 سورة البقرة: الآية 249.
3 البيت للأخطل ذكره عبد القادر البغدادي في "شرح أبيات مغني اللبيب" 5/ 126-127 واستشهد به على أنه رفع ما بعد إلا وكان القياس نصبه؛ لأنه بعد موجب تام لأن تغير، بمعنى لم يبق على حاله وهذا يطلب فاعلا أي الفعل تغير فرفع ما بعد إلا على الفاعلية بطريق الاستثناء المفرغ انتهى، "شعر الأخطل" صنعة السكري صفحة:433.
4 كذا في "ش" وفي "ط": "الأصح".
فتحها في المضارع، وكسرها في الماضي، حكاها الفراء لغة لبعض قيس، وحكاها ابن القطاع1 وغيره، والعجز في كلام العرب: أن لا يقدر على ما يريده.
قوله: "يَكْفي بعضَ بَدَنِهِ": يكفي بفتح الياء لا غير، وكثير ممن لا تحقيق له يضمها، وليس لضمها وجه.
قوله: "لزمه طلبه2 في رحله": رحل الرجل، "بفتح الراء" مسكنه، وما يستصحبه من الأثاث عن الجوهري.
قوله: "على حسب حاله": حسب "بفتح الحاء والسين"، أي على قدر حاله، قاله الجوهري.
قوله: "إلا بِتُرَابِ": التراب معروف، وفيه، سبع لغات، تُرَاب، وتَوْرَب، وتَيْرَب، وتُرْبٌ، وتُرْبَة وتَوْرَابٌ، وَتَرْبَاءٌ، وجمع التراب، أَتْرِبَة وَتِرْبَانٌ، كله عن الجوهري.
قوله: "ذو غُبَار لا يجوز التيمم به كالجَص": ذو بمعنى صاحب، وهو صفة لموصوف محذوف، أي شيء ذو غبار "أو جامد ذو غبار"3 ويقال: غُبَار، وغُبَرَة، بمعنى واحد، والجص "بكسر الجيم وفتحها"
1 هو أبو القاسم، علي بن جعفر البغدادي الصقلي بن القطاع المصري الدار والوفاة، كان من أئمة الأدب واللغة، وله تصانيف نافعة، ولد ونشأ في صقلية، وقرأ العلم على فضلائها كابن عبد البر وأمثاله ورحل عن صقلية لما أشرف على تملكها الإفرنج، له ترجمة في "وفيات الأعيان": 3/ 322، و"شذرات الذهب": 6/ 74 وكانت وفاته سنة: 514هـ، وأجود تصانيفه "كتاب الأفعال".
2 ما بين الحاصرتين مستدرك من "ط" وهو موافق لما في "المقنع" ص 34 بتحقيقنا.
3 ما بين الحاصرتين سقط من "ش" واستدركناه من ط.
معروف، ويسمى في زمننا الجبصين، قال أبو منصور اللغوي1: وليس بعربي صحيح.
قوله: "إلى كوُعَيْه": واحدهما كوع "بضم الكاف" ويقال "فيه"2: كاع أيضا، وهو طرف الزند الذي يلي "أصل" الإبهام، وطرفه الذي يلي الخنصر كُرْسُوعٌ "بضم الكاف""ويقال للمفصل رسغ ورسغ"3.
قوله: "بِرَاحَتَيْه": واحدتهما راحة: وهي بطن اليد، وقيل: هي اليد كلها، وجمعها راحات وراح، عن ابن سيده.
قوله: "الذراع" تقدم في نواقض الوضوء4.
قوله: "إبهامُ اليمنَى" قال الجوهري: الإبهام: الإصبع العظمى، وهي مؤنثه وحكي تذكيرها كما ذكره النووي في "تحرير التنبيه"5 والجمع أباهم وأباهيم أيضا حكاه الجوهري.
قوله: "في المِصْرِ" قال الجوهري: المصر واحد الأمصار، والمصران، البصرة والكوفة، ومصر المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السَّرَاج6.
1 هو موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن الجواليقي، أبو منصور صاحب كتاب "المعرب" وفاته سنة: 540 هـ له ترجمة في "سير أعلام النبلاء": 20/89 و "شذرات الذهب" 6/207-208 قال ابن السمعاني في حقه: إمام اللغة والأدب وهو متدين ثقة ورع.
2 ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".
3 ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".
4 انظر ص " ".
5 انظر "تحرير التنبيه" ص 49.
6 هو أبو بكر محمد بن السري، المعروف بابن السراج أحد العلماء المذكورين، وأئمة النحو المشهورين مات سنة "316" هـ له ترجمة في "شذرات الذهب": 4/ 79 و "بغية الوعاة" 1/ 109.