الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع الحديث من جماعة منهم، محمد بن المظفر في آخرين. صنف "الإرشاد" في المذهب.
وكانت له حلقة بجامع المنصور يفتي ويشهد، صحب أبا الحسن التميمي وغيره من شيوخ المذهب، ولي قضاء الكوفة مرتين، ولاه القادر بالله.
روي عن رزق الله، قال: زرت قبر الإمام أحمد صحبه القاضي الشريف أبي علي، فرأيته يقبل رجل القبر، فقلت له: في هذا أثر؟ فقال لي أحمد، في نفسي شيء عظيم، وما أظن أن الله يؤاخذني بهذا، أو كما قال.
ولد في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الآخر، سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن بقرب الإمام أحمد رحمه الله.
محمد بن الحسين الفرَّاء
1
محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، وهو القاضي السعيد الإمام أبو يعلى، قال ولده القاضي أبو الحسين: في كتاب "الطبقات" الذي أخبرنا به2 الإمام الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن 3 يوسف بن محمد قراءة عليه: أخبركم الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن
1 ترجمته وأخباره في: "المنهج الأحمد": 2/ 354 و"تاريخ بغداد": 2/ 256 و"طبقات الحنابلة": 2/ 193 و"المنتظم": 8/ 243 وشذرات الذهب: 5/ 252.
2 كذا في "ط" وفي "ش": الذي أصابه.
3 ما بين الرقيمن سقط من "ش" والمثبت من "ط".
إبراهيم بن أحمد المقدسي، أخبرنا عبد المغيث بن زهير الحربي، أخبرنا القاضي أبو الحسن رحمه الله فقال: الوالد السعيد أبو يعلى كان عالم زمانه، وفريد عصره، ونسيج وحده وقريع دهره، وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي، والحظ الرفيع عند الإمامين: القادر، والقائم، وأصحاب أحمد رحمه الله له يتبعون ولتصانيفه يدرسون ودرسون، وبقوله يفتون، والفقهاء على اختلاف مذاهبهم وأصولهم كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون ويطيعون وبه ينتفعون وبالائتمام به يقتدون.
وقد شوهد له من الحال ما يغني من المقال، لا سيما مذهب إمامنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل واختلاف الروايات عنه، وما صح لديه منه مع معرفته بالقرآن وعلومه والحديث والفتاوى والجدل، وغير ذلك من العلوم مع الزهد والورع والعفة والقناعة، وانقطاعه عند الدنيا وأهلها واشتغاله بسطر العلم وبثه، وإذاعته ونشره.
وكان والده أبو عبد الله، أحد شهود الحضرة بمدينة السلام وصحب ابن حامد إلى أن توفي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة وتفقه عليه وبرع في ذلك.
ولد-يعني القاضي أبا يعلى- لتسع وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة، وتوفي ليلة الاثنين بين العشاءين، تاسعة عشر رمضان وصلى عليه أخي أبو القاسم يوم الاثنين بجامع المنصور ودفن في مقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.