الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وضمها" ذكره شيخنا1 في "مُثَلَّثِهِ" والجوهري رحمه الله لم يطلع على غير الفتح، فلذلك قال: فص الخاتم والعامة تقول: فص بالكسر، والله أعلم.
1 يريد ابن مالك صاحب "الألفية" في النحو.
باب ذكر ما في الكتاب من الأسماء
النبي صلى الله عليه وسلم
…
باب ذكر ما في الكتاب من الأَسْمَاءِ
فنبدأ بذكر:
النبي صلى الله عليه وسلم
ثم بذكر غيره على ما شرطت في أول الكتاب1.
"نَسَبُ الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم"2
أما نبينا صلى الله عليه وسلم فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة، بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، إلى هنا إجماع الأمة وما وراءه فيه اختلاف، واضطراب. والمحققون ينكرونه، ومن أشهره: عدنان بن أد بن أدد بن مقوم بن ناحور -بالنون والحاء- بن ثيرح بن يعرب بن يسجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن تبارك وتعالى -بن تار- وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، بن لامك ابن متو شلخ بن خنوخ بن يرد مهليل ويقال: مهلايل بن قينن، ويقال: قينان ابن يانش، ويقال: انش، ويقال: أتوسن بن شيث بن آدم صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء.
1 انظر ص "6". وفي "ط": "فنبدأ بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بذكر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ثم بذكر مصنف الكتاب رحمه الله تعالى، ثم بباقي الأسماء على حروف المعجم.
2 ما بين الحاصرتين من "ط".
كنية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم 1
المشهور أبو القاسم، وكناه جبريل عليه السلام: أبا إبراهيم، وله أسماء كثيرة أفرد لها الحافظ أبو القاسم بن عساكر كتابًا في "تاريخه" بعضها في "الصحيحين" وبعضها في غيرهما، منها، محمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب، والمنفي، وخاتم الأنبياء، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، ونبي التوبة، والفاتح.
قال أبو بكر بن العربي المالكي الحافظ في "شرح التِّرْمِذِيّ": قال بعض الصوفية: لله عز وجل ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، قال ابن العربي: فأما أسماء الله تعالى فهذا العدد حقير2 فيها. وأما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا. ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب وأجاد.
وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب، بن لؤي بن غالب.
ولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وقيل: بعده بثلاث سنين3 وقيل: بأربعين، وقيل: بعشر، والصحيح الأول، واتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين من شهر
1 في "ط": "كنية الرسول صلى الله عليه وسلم".
2 يريد: قليلًا أو يسيرًا.
3 كذا في "ش" وفي "ط": "بعده بثلاثين سنة" والذي عليه المحققون الأول، انظر "محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية" للخضري:"1/ 62" و "مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور: "1/ 34" و "جامع الأصول""12/ 221-222" بتحقيق "محمود الأرناؤوط" طبع دار ابن الأثير ببيروت.
ربيع الأول، قيل: يوم الثاني، وقيل الثامن، وقيل العاشر، وقيل: الثاني عشر، وتوفي ضحى يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس، وقيل: ليلة الأربعاء، وله ثلاث وستون سنة، وقيل خمس وستون، وقيل: ستون، والأول أشهر وأصح.
كان صلى الله عليه وسلم، ليس بالطويل البائن ولا القصير ولا الأبيض الأبهق ولا الآدم، ولا الجعد القطط ولا السبط، توفي ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، كث اللحية شثن الكفين، أي: غليظ الأصابع، ضخم الرأس والكراديس، أدعج العينين، طويل أهدابهما، دقيق المسربة، إذا مشى تقلع، كأنما ينحط من صبب، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، حسن الصوت، سهل الخدين، ضليع الفم، أشعر المنكبين والذراعين، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة أو كبيضة الحمامة، إذا مشى كأنما تطوى به الأرض، يجدون في لحاقه وهو غير مكترث.
كان له ثلاثة بنين، القاسم، وبه كان يكنى ولد قبل النبوة وتوفي وهو ابن سنتين، وعبد الله، ويسمى الطيب والطاهر؛ لأنه ولد بعد النبوة، وإبراهيم ولد بالمدينة، ومات بها سنة عشر وهو ابن سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرًا.
وكان له أربع بنات، زينب، امرأة أبي العاص بن الربيع، وفاطمة امرأة علي بن أبي طالب، ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان بن عفان.
وكان له أحد عشر عمًّا، الحارث، وهو أكبر أولاد عبد المطلب وبه كان يكنى، وقثم، والزبير، وحمزة، والعباس، وأبو طالب، وأبو لهب، وعبد الكعبة، وحجل "بحاء مهملة مفتوحة ثم جيم ساكنة".
وضرار، والغيداقُ، أسلم منهم حمزة والعباس، وكان أصغرهم سنًّا وهو الذي كان يلي زمزم بعد أبيه، وكان أكبر سنًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نظمت أسماؤهم في هذين البيتين:"من الخفيف"
قُثَمٌ والزُّبَيْرُ حَمْزَةُ والْعَبَّاسُ
…
حَجْلٌ أَبُو طَالِبِ أَبَو لَهَبٍ
وضِرارٌ غَيْدَاقُ ثُمَّتَ عبدُ
…
الكعبة الحارِثُ أَعْمَامُ سَيِّدِ الْعَرَبِ
ونظمهم بعضهم بقوله "من الكامل"
قثم وحمزة والزبير وحارث
…
حجل وعباس وعبد الكعبة
ضرار وغيداق أبو طالب كذا
…
أبو لهب أعمام خير البرية1
وعماته ست، صفية وهي أم الزبير، أسلمت وهاجرت وتوفيت في خلافة عمر رضي الله عنه، وعاتكة، قيل: أنها أسلمت، وبرة وأروى وأميمة، وأم حكيم، وهي البيضاء وقد نظمت أسماؤهن في بيت وهو:"من الطويل".
أُمَيْمَةُ أَرْوى بَرَّةٌ وَصَفِيَّةٌ
…
وَأُمَّ حَكِيمٍ واخْتِمَنَّ بِعَاتِكَهْ
وأما أزواجه: فأولهن خديجة، ثم سودة، ثم عائشة، ثم حفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وميمونة، وجويرية، وصفية، هؤلاء التسع بعد خديجة، توفي عنهن، وكان له سرديتان، مارية، وريحانه.
وأما مواليه صلى الله عليه وسلم: فكثيرون نحو الخمسين من الرجال والعشر من الإمام على اختلاف في بعضهم.
فأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان أحسن الناس خلقًا وخلقًا، وألينهم كفًّ، أطيبهم ريحًا،
1 ما بين الرقمين ليس في "ط" وهو مستدرك في هامش "ش" بخط مغاير.
وأحسنهم عشرة وأشجعهم1، وأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية، لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى، وكان خلقه القرآن، وكان أكثر الناس تواضعًا، يقضي حاجة أهله، ويخفض جناحه للضعفة، ما سئل شيئًا قط فقال: لا، وكان أحلم الناس، وأشد حياءً من العذراء في خدرها، القريب والبعيد والقوي والضعيف عنده في الحق سواء.
ما عاب طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، ولا يأكل متكئًا ولا على خوان، ويأكل ما تيسر، وكان يحب الحلواء والعسل، ويعجبه الدباء، وقال: نعم الإدام الخل، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، ويكافئ على الهدية.
ويخصف النعل ويرقع الثوب، ويعود المريض، ويجيب من دعاه من غني ودني وشريف، ولا يحقر أحدًا.
وكان يقعد تارة القرفصاء، وتارة متربعًا، وتارة يتكيء، وفي أكثر أوقاته محتبيًا بيديه.
وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس في الإناء2 ثلاثًا خارج الإناء.
ويتكلم بجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا لتفهم.
ولا يتكلم في غير حاجة ولا يعقد ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى.
1 كذا في "ش": "وأشجعهم" وفي "ط": "وأخشعهم" وهو حسن، وإن شئت فأجمع بينهما، وقل: وأحسنهم عشرة وأشجعهم وأخشعهم وأعلمهم بالله
…
إلخ.
2 كذا في "ش" وفي "ط": "في الشراب" وهما بمعنى.
وركب، الفرس والبعير والحمار، والبغلة وأردف على ناقة، وعلى حمار ولا يدع أحدًا يمشي خلفه.
وعصب على بطنه الحجر من الجوع، وفراشه من أدم حشوه ليف، وكان متقللًا من أمتعة الدنيا كلها، وقد أعطاه الله مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها، واختار الآخرة عليها.
وكان كثير الذكر دائم الفكر، جُلُّ ضحكه التبسُّمُ.
ويحب الطيب، ويكره الريح النتنة.
ويمزح ولا يقول إلا حقا، ويقبل عذر المعتذر.
وكان كما وصفه الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} 1 الآية.
وكانت معاتبته تعريضًا، ويأمر بالرفق ويحث عليه وينهى عن العنف، ويحث على العفو والصفح، ومكارم الأخلاق.
وكان مجلسه مجلس حلم وحياء وأمانة وصيانة وصبر وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، أي: لا تذكر فيه النساء، يتعاطفون فيه بالتقوى ويتواضعون، ويوقر الكبار ويرحم الصغار، ويؤثرون المحتاج، ويخرجون أدلة على الخير، وكان يتألف أصحابه ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويتفقد أصحابه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا يجزي: السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولم يضرب خادمه ولا امرأة ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فقد جمع الله تعالى له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم، وآتاه علم الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز وما لم يؤت
1 سورة التوبة: الآية "129".