الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب السِّواك
السِّواك: العود الذي يُتَسَوَّكُ به، وكذلك المسواك، بكسر الميم، قال ابن فارس1: سمي بذلك؛ لكون الرجل يردده في فمه ويحركه، يقال: جاءت الإبل هزلى تساوك، إذا كانت أعناقها تضطرب من الهزال، وذكر صاحب المحكم، أن السواك يذكر ويؤنث وجمعه سُوُك، ككتاب وكُتُب، وذكر أنه يقال: في جمعه سُؤْك بالهمز.
قوله: "بعد الزَّوال": زوال الشمس: ميلها عن كبد السماء.
قوله: "عند الصلاة": حيث جاء ظرف غير متمكن للزمان والمكان، تقول: عند الليل وعند الحائط، وفيها ثلاث لغات: كسر العين، وفتحها، وضمها، ذكرها الجوهري وغيره، وقد أدخلوا عليها من حروف الجر "من" خاصة كما أدخلوها على لدن، لا يقال: مضيت إلى عندك، ولا إلى لَدُنْكَ، "جميع ذلك عن الجوهري"2.
قوله: "رائحة الفم": الفم معروف، وفيه ثلاث لغات: فتح الفاء، وضمها، وكسرها، وأصله فُوُهُ3 حذفت هاؤه استثقالا؛ لاجتماع الهاءين في الإضافة، ثم عوض عن واوه ميما، حكى تثليث الفاء شيخنا أبو
1 هو، أحمد بن فارس بن زكريا الرازي، صاحب "مقاييس اللغة" و "المجمل في اللغة" مات سنة 395هـ، انظر:"سير أعلام النبلاء": 17/ 103 و "شذرات الذهب": 4/ 480.
2 ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".
3 كذا ضبطه بضم الفاء والواو، وقال في "القاموس" و "المصباح" أصلح: فَوَهٌ وجمعه أَفواهٌ مثل: سَبَبٍ وأَسْبَابٍ.
عبد الله بن مالك في "مثلثه"1، وذكر الباقي الجوهري2.
قوله: "فإن استاك بأُصْبُعِهِ": الأصبع معروفة تذكر وتؤنث، وفيها عشر لغات: فتح الهمزة مع فتح الباء وضمها وكسرها، وضم الهمزة مع فتح الباء وضمها وكسرها، وكسر الهمزة مع فتح الباء وضمها وكسرها، والعاشرة: أُصبُوع، بضم الهمزة والباء بعدها واو، واللغات العشر في الأُنْمُلَة إلا مدَّ الباء، فلا يقال أنموله، والأنامل رؤوس الأصابع عن الجوهري، وقال ابن عباد، الأُنْمُلَة، المفصل الذي فيه الظفر، قال ابن سيدة: هي طرف الأُصْبُع.
وقوله: "في الجنايات": وقطع الوسطى من تلك الأصبح من آخر لم تكن له عُليا، لا ينافي ذلك لكونها حينئذ طرف الأصبع.
قوله: "ويستاك عرْضًا": معنى استياكه عرضا، أن يستاك من ثناياه إلى أضراسه، وذلك عرض بالنسبة إلى الأسنان، وطول بالنسبة إلى شق الفم.
قوله: "ويدَّهن غِبًّا" أي: يدهن يوما ويدع يوما، مأخوذ من غب الإبل، وهو أن ترد الماء يوما وتدعه يوما، وأما الغب في الزيارة، فقال الحسن: في كل أسبوع، يقال:"زر غبًّا تزدد حُبًّا"3.
1 قوله في "مثلثه": يريد به كتاب "إكمال الإعلام بتثليث الكلام"، وقد مضى ذكره ضمن سياق التعريف بمؤلفه ص 8.
2 وردت في حاشية "ط" تفصيلات لم نر من الضرورة بمكان إثباتها، فمجال القول في الفم واسع، وفي كتب اللغة زيادة لمستزيد.
3 رواه البزار والبيهقي في: "الشعب" عن أبي هريرة مرفوعا، وله طرق كلها ضعيفة، ومع ذلك فقد قال الحافظ السخاوي رحمه الله: بمجموعها يتقوى الحديث، انظر:"كشف الخفاء": 1/ 438.
قوله: "ويكتحل وتِرًا": "بكسر الواو وفتحها"1 معنى الوتر، أن يكتحل ثلاثا في كل عين، وقيل: ثلاثا في العين اليمنى واثنين في اليسرى، ذكرهما المصنف في "المُغْنِي".
قوله: "ويجب الختان": الختان في حق الرجل قطع جلدة غاشية حَشَفَة الذّكَرِ، ومن المرأة قطع بعض جلدة عالية مشرفة على الفَرْج، ولا يجب على النساء في أصح الروايتين.
قوله: "ويكره القَزَع": القزع بفتح القاف والزاي، أخذ بعض شعر الرأس، وترك بعضه، نص على ذلك ابن سيدة في "المحكم" وكذا فسره الإمام أحمد في رواية بكر بن محمد عن أبيه.
قوله: "ودخوله المسجد": المسجد، بفتح الميم، وكسر الجيم، ويجوز فتحها2، حكاهما الجوهري وغيره، وهو المكان المتخذ للصلاة، وقال أبو حفص الصقلي: ويقال: مَسْيِد بفتح الميم، حكاه غير واحد3.
قوله: "مع الذكر": قال الإمام أبو عبد الله بن مالك في " مثلثه" الذكر بالقلب، يضم ويكسر، يعني: ذاله.
قوله: "والبَدَاءَةُ بالمضمضة"4: البداءة بالشيء، تقديمه على
1 ما بين معقوفتين زيادة من "ط".
2 فتحها: أي فتح الجيم، وفتح الجيم هو القياس؛ لأنه اسم مكان من الثلاثي المضموم العين في الضارع "سَجَدَ - يَسْجُدُ" ولكن المسموع فيه كسر الجيم ويشبهه في ذلك: المطلع والمشرق والمغرب والمنبت والمجزر والمتفرق والمسكين، انظر:"الجمل في النحو" للزاجي صفحة: 388.
3 انظر: التاج "سود" حيث قال: "مَسْيِد": لغة في "مَسْجِد" ذكره الزركشي، ونقل عن شيخ له أنه مولد.
4 في "ش": "البداية" وأثبتنا لفظ "ط"؛ لأنه موافق للفظ كتاب: "المقنع" ص "27" بتحقيقنا.
غيره، وفيها عشر لغات1: بَدَأة كبقرة، وبُدْأة كغرقة، وبُداءة كملاءة، وبدوؤة كمروؤة، ووبَدِيئَة كخطيئة، وبَدْء كخبء، وبُدَاهة على البدل بوزن مُلاءة، وبداءة كسحابة، وبداة بوزن فلاة، فأما بداية بلفظ هداية، فلم أرها مصرحا بها، لكن تتخرج على لغة من قال بديت الشيء وبديت به بغير همز، وهي لغة الأنصار، قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:"من الرجز":
باسم الإله وبه بَدِينا
…
ولو عبدنا غيره شقينا
فحبَّ ذا ربًّا وحبَّ دِينا2
فيكون حينئذ كهداية وكفاية وسراية، ويقال في الفعل، بد الشيء وأبدأه وابتدأه وبدئت به بكسر الدال مهموزًا.
قوله: "بالمضمضة والاستنشاق": المضمضة في اللغة، تحريك الماء في الفم، وفي الشرع وضع الماء فيه، وإن لم يُحَرِّكْهُ، والاستنشاق، إدخال الماء أو غيره في الأنف.
قوله: "والمبالغة فيها": المبالغة في المضمضة إدارة الماء في أقاصي الفم ولا يحمله وَجُورًا3 وفي الاستنشاق، اجتذاب الماء بالنفس
1 وفيها عشر لغات كذا في "ش" وفي "ط": وفيها أربع لغات واقتصر على أربع بينما ذكر في "ش" عشر لغات، ولهم في البداية أقوال: فمنهم من قال إنها عامية "المطرزي في المغرب"، وعدها ابن بري من الأغلاط "التاج" وقال ابن القطاع هي لغة أنصارية "الوجه الذي ذكره المصنف واستشهد له نقلًا عن التاج".
2 ذكره التاج: "بدأ" و "بدي" واقتصر على الشطرين الأول والثاني، وهو في اللسان والصحاح "بدأ" والجمهرة: 3/ 202، انظر حاشية التاج: 1/ 138.
3 الوَجُورُ: "وِزان رَسُول": الدواء يصب في الفم: "المصباح - وَجَرَ".