الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله "يُجْبِرُه""بضم الياء وفتحها" يقال: جبره وأجبره بمعنى: والله أعلم.
باب عقدِ الذِّمَّةِ
قال الجوهري: أهل الذمة: أهل العقد، وقال أبو عبيد: الذمة: الأمان في قوله "يسعى بذِمَّتهم أدناهم" والذمة: الضمان. والعهد أيضاً.
"وهم اليهود والنصارى" اليهود: واحدهم يهودي، ولكنهم حذفوا ياء النسب في الجمع، كزنجي وزنج، جعلوا الياء فيه كتاء التأنيث في نحو شعيرة وشعير.
وفي تسميتهم بذلك خمسة أقوال:
أحدها: قولهم: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} 1.
والثاني: أنهم هادوا من عبادة العجل، أي: تابوا.
والثالث: أنهم مالوا عن دين الإسلام، ودين موسى.
والرابع: أنهم يتهودون عند قراءة التوراة. أي: يتحركون ويقولون: إن السموات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة. قاله أبو عمرو بن العلاء.
والخامس: نسبتهم إلى يهوذا من يعقوب فقيل لهم: اليهوذ بالذال المعجمة، ثم عرب بالمهملة نقله غير واحد.
والنصارى: واحدهم نصران، والأنثى نصرانة بمعنى: نصراني
1 سورة الأعراف: الآية "156".
ونصرانية، نسبة إلى قرية بالشام، يقال لها: نصران، ويقال لها: ناصرة.
قوله: "كالسَّامِرَةِ والْفِرَنْجِ" السامرة: قبيلة من قبائل بني إسرائيل، إليهم نسب السامري.
قال الزَّجَّاجُ: وهم إلى هذه الغاية بالشام معروفون بالسامريين، هكذا نقله ابن سيده وهم في زمننا، يسمون السَّمَرَةَ بوزن الشَّجَرَةِ، وهم طائفة من اليهود مُتشددون في دينهم.
وأما الفَرَنْجُ، فهم الرُّومُ. ويقال لهم: بنو الأصفر، ولم أر أحدًا، نص على هذه التسمية1 والأشبه: أنها لفظة مولدة، ولعلَّ ذلك نسبة إلى فَرَنْجَةَ "بفتح وله وثانيه وسكون ثالثه" وهي جزيرة من جزائر البحر، والنسب إليها فَرَنْجِيّ، ثم حذفت الياء، كقولهم: زنجيُّ وزنج.
وأما المجوس، فواحدهم مجوسي: منسوب إلى المجوسيَّة: وهي نحلةٌ. قال أبو علي: المجوس واليهودُ إنما عُرِّفَ على حدِّ شَعِيْرَةٍ وشَعِيْرٍ، ثم عرف الجمع باللام، ولولا ذلك، لم يجز دُخول الألف واللام عليهم؛ لأنهما معرفتان مؤنثتان، فجريَا في كلامهم مجرى القبيلتين.
قوله: "عَبَدَةَ الأوثان": الأوثان: واحدها وثنٌ، وهو الصَّنَمُ، كأسدٍ، وآسادٍ. هذا كلام الجوهري، وقال غيره: الوثنُ: ما كان غير مصوَّرٍ، وقيل: ما كان له جُثَّةٌ من خشبٍ أو حجر أو فضة، أو جوهر، سواء كان مصوَّراً أو غير مُصَوَّر، والصَّنَمُ: صورة بلا جُثةٍ وقال ابن فارس في "المجمل": الوثن: واحد الأوثان: وهي حَجَارَةٌ كانَتْ تُعْبَدُ.
1 كذا في "ش" وفي "ط": "اللَّفْظَةِ".
قوله: "الصَّابِئُ": الصَّابِيءُ مهموزاً، واحدُ الصَّابئين: وهم: الخارجون من دين إلى غيره. وأصْلُ الصُّبُوءِ الخُروُج، يقال: صبأت النجوم: خرجت من مطالعها. وصبأ نابُ البعير: خرج.
قال قتادة: دعامةُ الأديان خَمْسَةٌ للشيطان وواحد للرحمن:
الصابئون يعبدون الملائكة، ويقرؤون الزبور.
والمجوسُ: يعبدون الشَّمْسَ والقْمَرَ.
والمشركون: يعبدون الأوثان.
واليهود والنصارى.
وقال غيره: الصابئون: طائفة من اليهود.
قوله: "تَهَوَّدَ" أَيْ: صار يَهُودِياً، وتنصَّرَ: أي: صار نصرانيًا.
قوله: "ويُمْتَهَنُون" أي يبتذلون، وهو افتعال من المهنة.
قوله: "وحُلَاهُم": الحِلَى، بكسر الحاء مقصورًا وجمع حلية، كلحيةٍ ولحى. قال الجوهري: ورُبما ضُم. وحكاه غيره أيضًا، والحليَةُ: الصّفَةُ1.
قوله: "لكُلِّ طائفةٍ عريفًا" تقدم في باب ما يلزم الإمام والجيش.
قوله: "ونَقَضَ العَهْدَ": العهد يكون بمعنى اليمن، والأمان، والذمَّة، والحفاظ، ورعاية الحرمة، والوصية، والأنسب به هنا: الذمة المعقودة له.
1 في "الأساس""حِلو": وعرفته بحليته أي بهيئته وعرفتهم بحلاهم يريد بهيئاتهم.