الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "إلا الماخِضُ" الماخض: الحامل التي دنا وقتها، ذكره صاحب "المطالع" وغيره.
قوله: "اندَمَلَ غيرَ ممتنع". قال الجوهري: اندمل الجرح: أي: تماثل، وقال غيره: اندمل: إذا صلح، "والله أعلم"1.
1 عبارة: "والله أعلم" زيادة من "ط".
باب صيدِ الحرمِ ونباتِهِ
قال الجوهري: الحَرَمَانِ، مكة والمدينة، والحرم قد يكون الحرام، ونظيره، زمن وزمان، وقال الحازمي1: مكة، حرم الله، والمدينة، حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحد حرم مكة من طريق المدينة ثلاثة أميال دون التنعيم، عند بيوت نفار، ومن طريق العراق على ثنيته رجل بالمنقطع2 على تسعة أميال، ومن طريق الجعرانة في شعب ابن خالد على تسعة أميال3، ومن طريق
1 هو الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم، كان فقيهًا حافظًا زاهدًا ورعًا متقشفًا حافظًا للمثوبه والأسانيد غلب عليه علم الحديث وصنف فيه تصانيف مشهورة منها "الناسخ والمنسوخ" في الحديث لم يصنف في فنه مثله، مات رحمه الله سنة:"584" هـ ترجمته في "سير أعلام النبلاء": "12/ 167"
و"شذرات الذهب": "6/ 462".
2 في بعض المصادر: على بنية خل بالمقطع "بضم الميم وفتح القاف وفتح الطاء مشددة" و "المقطع" أيضاً واردة فيه "بضم الميم وإسكان القاف وفتح الطاء بلا تشديد" انظر تاريخ مكة للأزرقي. ولهم في سبب تسمية المقطع قولان: قطعت منه أحجار الكعبة، أو كانوا يقطعون ما يعلقونه من قشر شجر الحم عنده إذا عادوا كل ذلك عن الأزرقي.
3 على تسعة أميال كذا في الأصل وفي بعض المصادر "كشفاء الغرام" و "شرح الغاية" ذكر: سبعة وثمانية وعشرة وستة أميال على اختلاف الروايات.
الطائف على عُرْنَةَ من بَطْن نَمِرَة سَبْعَةُ أميال، ومن طريق جدة، منقطع الأعشاش على عشرة أميال هكذا نقله أبو الخطاب عن شيخه القاضي أبي يعلى.
قوله: "وحشيشه". قال الجوهري: الحشيش ما يَبِسَ من الكلأ، ولا يقال له رطبًا حشيش وكذا نقله غيره. والهشيم كالحشيش والخلا مقصورًا، والعشب الرطب والكلأ يطلق على الجميع ذكر الجوهري الجميع مفرقا في أبوابه.
قوله: "والإِذْخِر" الإذخر "بكسر الهمزة والخاء" نبت طيب الرائحة، الواحدة إِذْخِرَةٌ.
قوله: "ويَحْرُمُ صَيْدُ المَدِيْنَةِ" المدينة: علم على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو علم بالغلبة لا بالوضع، ولا يجوز نزع الألف واللام منها إلا في نداء، أو إضافة وجمعها مُدْنٌ، ومُدُنٌ، ومدائِنُ، وسئل أبو علي الفسوي عن همزه. فقال: من جعله من قولهم: مدن بالمكان إذا أقام همزه، ومن جعله "مَفْعِلَه" من دين إذا ملك لم يهمزه كما لم يهمز معايش، ولها أسماء منها: طَيْبَة وطَابَةَ، ويَثْرِب، وتقدم في الاعتكاف.
قوله: "للرّحْل والْعَارِضَة والْقَائِمَة" قال الجوهري: الرَّحْلُ: رَحْلُ البعير، وهو أصغر من القتب.
"والعارضَةُ": ما يسقف به المحمل. قال ابن سيده: العارض سقائف المحمل1، وعوارضُ البيت: خَشَبُ سقفه المعرضة2، وعارضة الباب: مساك العَضَادَتَيْنِ من فوق.
1 "العارض سَقَائِفُ المَحْمَلِ" كذا في "ش" وفي "ط": "العارض المحمل" بسقوط سقائف.
2 "المُعَرَّضَة" كذا في "ش" وفي "ط": "المَعْرُوْضَة".
"والقائمة" إحدى قائمتي الرَّحْلِ التي في مُقَدَّمِهِ ومؤخره عن أبي السعادات.
قوله: "ومن حشيشها لِلْعَلَفِ" العَلَفُ1: "بفتح اللام" ما تأكله البهائم. يقال: علف الدابة وأعلفها.
قوله: "ما بين ثَوْرٍ إلى عَيْرٍ" أما عير: فهو جبل معروف بالمدينة مشهورٌ، مع أنه قد أنكره بعضهم، قال مصعب الزبيري: ليس بالمدينة عير ولا ثور، وأما ثور: فهو جبل بمكة معروف، فيه الغار الذي توارى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار ومعه أبو بكر رضي الله عنه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"المدينة حرم ما بين عير إلى ثور"2. قال القاضي عياض أكثر الرواة في البخاري ذكروا عيرًا، فأما ثور فمنهم من كنى عنه بكذا، ومنهم من ترك مكانه بياضًا؛ لأنهم اعتقدوا ذكر ثَوْرٍ خطأ، قال أبو عبيد: أصل الحديث من عير إلى أحد وكذا قال الحازمي وجماعة، وقيل: الرواية صحيحة والتقدير حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أو حرم المدينة تحريما، مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف. وهذا كله؛ لأنهم لا يعرفون ثورًا بالمدينة. وقد أخبرنا الإمام العلامة ذو الفنون عفيف الدين، عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري، قال صحبت طائفة من العرب من بني هاشم وكنت إذا صحبت العرب، أسألهم عما أراه من جبل، أو واد أو غير ذلك، فمررنا بجبل خلف أحد، فقلت: ما يقال لهذا الجَبَل؟ قالوا: هذا جبل ثَوْرٍ. فقلت: ما تقولون!؟ فقالوا: هذا ثور معروف من زمن آبائنا وأجدادنا فنزلت فصليت ركعتين والله أعلم.
1 لفظ: "العلف" مستدركه على الهامش في "ش".
2 رواه البخاري رقم "1870" ومسلم رقم "1370" من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.