الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "في الكعبة" قال الجوهري: الكعبة: البيت الحرام. يقال: سمي بذلك لتربعه، وقيل: لعلوه ونتوئه وسميت المرأة كاعبا، لنتوء ثدييها، والله أعلم.
باب استقبال القبلة
قال الواحدي: القِبْلَةُ: الوجهة، وهي الفعلة من المقابلة، والعرب تقول: ماله قبلة ولا دِبْرَة: إذا لم يهتد لجهة أمره.
وأصل القبلة في اللغة: الحالة التي يقابل الشيء غيره عليها، كالجلسة للحال التي يجلس عليها1، إلا أنها الأو صارت كالعلم للجهة التي تستقبل في الصلاة، قال ابن فارس: سميت بذلك؛ لأن الناس يقبلون عليها في صلاتهم.
قوله: "في السَّفَر" السَّفَرُ: قطع المسافة، وجمعه أسفار. قال ثعلب: سمي بذلك؛ لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، من قولهم سفرت المرأة عن وجهها إذا أظهرته، وحكى الفراء: سَفَرَتْ وأَسْفَرَتْ.
قوله: "إِصَابَةُ العَيْنِ": معناه: استقبال نفس الكعبة2، قال الجوهري: وعين الشيء، نفسه.
قوله: "إصابة الجهة" الجهة: أصلها وجهة. قال الوحدي: الوِجْهَةُ: اسم للمتوجه إليه.
1 أي هي مصدر هيئة أو اسم هيئة.
2 كذا في "ش" و "ط" والأفصح أن يقال: الكعبة نفسها؛ لأنه توكيد معنوي بالنفس يجب أن يأتي بعد المؤكد ويحتوي على ضمير يعود على المؤكد، ومثل نفس في ذلك العين والذات. والتوكيد المعنوي يرفع احتمال إرادة غير الظاهر فإذا قلت: قدم الأمير نفسه بالقادم هو الأمير وليس نائبه أو عمه أو جده، انظر "شرح الأشموني على ألفية ابن مالك""3/ 73".
قوله: "بِمَحَارِيبِ المسلمين" المحاريب: واحدها محراب، قال الفراء: المحاريب صدور المجالس، ومنه سمي، محراب المسجد، والمِحْرَابُ: الغرفة، نقله عن الجوهري.
قوله: "وأثبتها القطب" حكى ابن سيده في "المحكم" في القطب "ضَمُّ القاف وفَتْحُها وَكَسْرُها".
قال المصنف رحمه الله في "المغني"، وآكدها القطب الشمالي، وهو نجم خفي حوله أنجم دائرة، كفراشة الرحا في أحد طرفيها الفرقدان، وفي الآخر الجدي، وبين ذلك أنجم صغار، متقوسة ثلاثة من فوق وثلاثة من أسفل، تدور هذه الفراشة حول القطب دوران فراشة الرحا حول سفودها في كل يوم وليلة دورة، في الليل نصفها، وفي النهار نصفها، والقطب لا يبرح مكانه، في جميع الزمان.
وقيل: إنه يتغير تغيرًا يسيرًا لا يتبين ولا يؤثر، وهو نجم خفي يراه حديد النظر إذا لم يكن القمر طالعا.
قوله: "ومنازلهما"، أي: منازل الشمس والقمر، وهي ثمانية وعشرون منزلا، وهي، الشرطان1، والبطين والثريا، والدبران،
1 الشَّرَطَانِ: محركة نجمان من الحمل وهما قرناه، وعن الزمخشري وابن سيده هما أول نجم من الربيع قالت الخنساء:"من الطويل"
ماروضة خضراء غصن نباتها
…
تضمن رياها لها الشَّرَطَان
ومن العرب من يعد معهما نجما ثالثا فيقول: هذا المنزل ثلاثة نجوم، ويسميها الأشراط
قال العجاج: "من الرجز"
ألجأه رعد من الأشراط
…
وريق الليل إلى أراط
ومن أشراط بمعنى أول نجم الربيع: صار أوائل كل أمر يقع أشراطه.
وأُراط "وتفتح الهمزة" اسم مكان انظر "التاج": "شرط" و "أرط".
والهَقْعَة، ُ والهَنْعَة، والذراع، والنَّثْرَةَ، والطَّرْفُ، والجبهة، والزُّبْزَةُ، "بضم الزَّاي"، ويقال لها: الخَرَتَانُ أيضا، والصرفة، والعواء "مشددا ممدودا ومقصورا" والسماك والغَفْرُ والزُبَانا: بضم الزاي مقصور، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذَّابِحُ وسعد بلع وسعد السعود، وسعد الأخبية، والفرغ المقدم، والفرغ المؤخر "بالغين المعجمة فيهما" وبطن الحوت، ويقال له: الرشاء، فهذه ينزل القمر كل ليلة منزلا منها، والشمس تنزل في كل منزل منها ثلاثة عشر يوما، فيكون عودها إلى المنزل الذي نزلت به عند تمام حول كامل من أحوال السنة الشمسية.
فهذه المنازل يكون فيما بين غروب الشمس وطلوعها أربعة عشر منزلا، ومن طلوعها إلى غروبها مثل ذلك، ووقت الفجر منها منزلَان، وقت المغرب منزل، وهو نصف سدس سواد الليل، وسواد الليل اثنا عشر منزلًا، هكذا ذكره المصنف في "المغني".
قوله: "الجَنُوُب""بفتح الجيم وضمها" يقال: جنبت الريح وأجنبت إذا هَبَّتْ جُنُوبا "بضم الجيم" والاسم الجنوب "بفتح الجيم".
قوله: "والشمال" مقابلتها والشمال فيه سبع لغات مشهورة، قد نظمها شيخنا الإمام أبو عبد الله بن مالك رحمه الله تعالى في هذا البيت، وهو:"من البسيط"
ريح الشمال شمول شيمل وكذا
…
شمل شَمْأَلُ أيضا شَامَلٌ شَمَلُ
وزاد صاحب "الواعي" شمالا ككتاب، وشميلا كعليم، فصارت تسعا، يقال: شملت الريح وأشملت إذا هبت شمالا.
والدبور "بفتح الدال وبضم الباء مخففة" والصبا مقصور كعصا، يقال: صبت الريح وأصبت، إذا هبت صبًا، ويجوز كتابة الصبا بالألف والياء، لقولهم، صبوان وصبيان.
قوله: "شطر وجه المصلي الأيمن". الشطر: الناحية، والأيمن منصوب نعتا لشطر وجه.
قوله: "ويتبع الجاهل" المراد بالجاهل، الجاهل بأدلة القبلة، وإن كان مجتهدًا في غيرها.
قوله: "يقلده" التقليد: لغة وضع الشيء في العنق مع الإحاطة به، ويسمى ذلك قلادة، وهو في عرف الفقهاء: قبول قول غيره من غير حجة، أخذًا من هذا المعنى، ولا يسمى الآخذ بالكتاب والسنة والإجماع: مقلدًا.