الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المراد بهما: الميلان الأخضران اللذان بفناء المسجد الحرام، ودار العباس. وفناء المسجد: ركنه.
قوله: "حتى يَأْتِيَ الْمَرْوَةَ" قال الجوهري: المروة: الحجارة البيض البراقة، تقدح منها النار وبها سميت المروة بمكة، وهي المكان الذي في طرف المسعى، وقال أبو عبيد البكري: المروة جبل بمكة معروف، والصفا جبل آخر بإزائه، وبينهما قديد منحرف عنهما شيئًا، والمُشَلَّلُ: هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد، وعلى المشلل كانت مناة.
قوله: "بذلك الشوط" قال ابن عباد وغيره: الشوط: جري مرة إلى الغاية، فالابن قُرْقُول: وهو في الحج، طوفة واحدة، من الحجر الأسود إليه، ومن الصفا إلى المروة.
قوله: "متواليًا" أي غير متفرق، وقد تقدم ذكر الموالاة في الطهارة.
قوله: "ومن كان متمتعاً1 قَطَعَ التبلبية إذا وَصَلَ البيتَ" المراد -والله أعلم: ومن كان معتمراً قطع التلبية إذا استلم الحجر، نص عليه الإمام أحمد رضي الله عنه، ذكره المصنف رحمه الله في "المغني" لكنه في "المقنع" تبع الخِرَقِيَّ رحمه الله في هذه العبارة، والله أعلم.
1 متمتعاً: كذا في "ش" وفي "ط": معتمراً، ومفادهما واحد؛ لأن المتمتع أحرم بعمرة أي هو معتمر ولكن ليس كل معتمر متمتعاً فيهما عموم وخصوص.
باب صفة الحج
قوله: "الذي حَلَّ وغيرِه من المحلين" يقال: حل من إحرامه، فهو حال، وأحل، فهو محل، فاستعمل الشيخ رحمه الله، اللغتين.
قوله: "يومَ التَّرْوِيَةِ" سمي بذلك؛ لأن الناس كانوا يَرْتَوون فيه من
الماء لما بعد، وقيل: لأن إبراهيم عليه السلام، أصبح يتروى في أمر الرؤيا، قاله الأزهري.
قوله: "إلى مِنًى" منى "بكسر الميم وفتح النون مخففة بوزن رِبًا" قال البكري، يذكر ويؤنث، فمن أنث لم يُجْرِه، أي لم يصرفه، قال الفراء: الأغلب عليه التذكير. وقال العرجي في تأنيثه. قوله: "من البسيط"
ليومنا بمنًى إذ نحن ننزلها
…
أشد من يومنا بالعرج أو مِلْكِ1
وقال أبو دهبل في تذكيره: "من البسيط"
سقى مِنًى ثم رواه وساكنه
…
وما ثَوَى فيه واهي الودق منبعق2
وقال الحازمي في أسماء الأماكن: منى "بكسر الميم، وتشديد النون": الصقع قرب مكة، ولم أر هذا لغيره والصواب الأول.
قوله: "فأقامَ بِنَمِرَةَ" نمرة "بفتح النون وكسر الميم بعدها راء": موضع بعرفة. قال الأزرقي: هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة.
قوله: "والدَّفْعُ مُنه" قال صاحب "المطالع" الرفع في السير "يعني بالراء": التعجيل، والدفع فيه: الأنبعاث بمرة.
قوله: "بمزدَلفَةَ" قال البكري في "معجمه" عن عبد الملك بن حبيب: جمع هي المزدلفة، وجمع وقزح والمشعر الحرام، وسميت جمعًا، للجمع بين المغرب والعشاء بها، قاله البكري، وقيل: لاجتماع
1 العَرْجُ "بفتح العين وسكون الراء": منزل بطريق مكة، وفي المصباح: العرج: وزان فلس: موضع بطريق المدينة. مِلْكُ: واد بمكة أو باليمامة.
2 الودق: المطر. والمنبعق: من انبعق المزن: انبعج بالمطر "القاموس - ودق وبعق".
الناس بها، وهو أنسب للاجتماع بها قبل الإسلام.
قوله: "ثم يروح إلى الموقف" أي: يذهب، وأكثر ما يستعمل الرواح بعد الزوال، والغدو قبل الزوال، قال الله تعالى:{غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} 1. وحكى الأزهري وغيره، أن الرواح يستعمل بمعنى السير أي وقت كان.
قوله: "إلا بَطْنَ عُرَنَةَ""بضم العين وفتح الراء والنون" قد حددها المصنف رحمه الله، وقال البكري: بطن عرنة، الوادي الذي يقال له مسجد عرفة، وهي مسايل يسيل فيها الماء، إذا كان المطر2، فيقال لها: الجبال وهي: ثلاثة، أقصاها مما يلي الموقف.
قوله: "عند الصَّخَرَاتِ" الصخرات "بفتح الصادر والخاء المعجمة" جمع صخرة "بسكون الخاء وفتحها" وهي الحجارة العظام.
قوله: "وجَبَلِ الرحمة" هو جبيل صغير معروف ثَمَّ3.
قوله: "وإن وافاها" أي: أتاها عن الجوهري وغيره.
قوله: "وعليه السَّكِينَةُ" السكينة "فَعِيْلَةُ" من السكون الذي هو الوقار، وفسر الجوهري، الوقار بالحلم والرزانة.
قوله: "فإذا وجد فَجْوَةً أَسْرَعَ" الفجوة "بفتح الفاء وسكون الجيم": الفرجة بين الشيئين.
قوله: "ما بين المَأْزَمَيْنِ ووادي مُحَسِّرٍ" المأزمان تثنية مأزم "بفتح أوله وإسكان ثانيه وكسر الزاي" كذا قيده البكري وقال: وهما معروفان بين
1 سورة سبأ: الآية "12".
2 المطر: فاعل لفعل كان التامة هنا بمعنى: ظهر، وإلا وجب تقدير خبر منصوب مثل نازلًا أو هاطلًا.
3 كذا في "ش" وفي "ط": "هو جبل صغير معروف هناك وهذا أجود".
عرفة والمزدلفة، وكل طريق بين جبلين، فهو مأزم، وموضع الحرب أيضاً مأزم، قال الجوهري: ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر وعرفة: مأزمين.
ومُحَسِّرٌ "بضم الميم وفتح الحاء، بعدها سين مهملة مشددة مكسورة وبعدها راء" كذا قيده البكري، وهو واد بين مزدلفة ومنى، قيل سمي بذلك؛ لأن فيل أصحاب الفيل، حَسَّر فيه، أي: أعيى، وقال البكري: وهو واد بجمع، وقال الجوهري: هو موضع بمنى.
قوله: "ثم يأتي المَشْعَرَ الحرامَ" المشعر الحرام "بفتح الميم" قال الجوهري، وكسر الميم لغة: وهو موضع معروف بمزدلفة ويقال له: قزح، وقد تقدم أن المشعر الحرام وقزح من أسماء المزدلفة، فتكون المزدلفة كلها سميت بالمشعر الحرام، وقزح تسمية للكل باسم البعض، كما سمي المكان بدرًا باسم ماء به، يقال له: بدر.
قوله: "كما وقَفتنا فيه" الأفصح، وقفت الدابة والرجل بمعنى وفقتهما وكذا وقفت الوقف، وحكى شيخنا رحمه الله أوقفت في الجميع.
قوله: "وأريتنا غياه" يجوز أريتنا إياه، وأريتناه وهو الأفصح، قال الله تعالى:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} 1. وقال تعالى: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} 2 وهي مسألة مقررة في كتب النحو المطولة.
قوله: "كما وعدتنا" الأكثر استعمال وعد في الخير، وأوعد في الشر، قال الشاعر3:"من الطويل"
1 سورة البقرة: "137".
2 سورة هود: الآية "28".
3 هو عامر بن الطفيل، كما في:"تاج العروس".
وإني وإن أوعدتُه أو وَعَدتُه
…
لمخلف إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدِي
وحكى قطرب1، في فعلت وأفعلت، وعد وأوعد في الخير والشر، فالذي جاء في هذا الدعاء، جاء على أفصح اللغتين.
وقوله: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} أي: دفعتم، قاله ابن قتيبة.
قوله: "إلى غفور رحيم" يرفعهما على الحكاية، حكاية قوله تعالى:{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 2 والجار والمجرور في قوله "إلى غفور رحيم" متعلق بمحذوف تقديره: يقرأ إلى "غفور رحيم" و "إلى" داخل على قول مقدر، محكي بعده المرفوع، تقديره: يقرأ إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
قوله: "إلى أن يُسْفِرَ" يقال: أسفر الصبح، بمعنى سفر: لغة نقلها شيخنا أبو عبد الله بن مالك رحمه الله. أي: أضاء، والضمير في "يُسْفِرُ" للصبح؛ لأنه قد تقدم، ويجوز أن يكون للداعي.
"وبأخذ حَصَى الجمار" الجمار، واحدتها جمرة: وهي في الأصل: الحصاة ثم سمي الموضع الذي ترمى فيه الحصيات السبع: جمرة. وتسمى الحصيات السبع: جمرة أيضا، تسمية للكل باسم البعض، والجمار ثلاث: ترمى يوم النحر جمرة العقبة بسبع حصيات، وفي أيام التشريق، يرمي كل يوم ثلاثًا، بإحدى وعشرين حصاة، فلذلك كان عددهن سبعين حصاة.
1 هو محمد بن المستنير أبو علي النحوي. لازم سيبويه وكان به يدلج إليه فإذا خرج وجده على بابه فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل فلقب به مات سنة: "206"هـ، ترجمته في "بغية الوعاة""1/ 242" و "إنباه الرواة""3/ 219"، و"شذرات الذهب""3/ 33" له مصنفات عديدة منها "المثلث" في اللغة.
2 سورة البقرة: الآية "198".
"أَكْبَرَ مِنَ الحِمِّصِ" الحمص، الحب المعروف. قال ثعلب: الاختيار فتح الميم، وقال المُبَرَّدُ: بكسرها، ولم يأت عليه من الأسماء إلا حِلِّزٌ، وهو القصير، وجِلِّق "وهو اسم لدمشق وقيل موضع بقربها، وقيل إنه صورة امرأة كان الماء يخرج من فيها في قرية من القرى وهو أعجمي معرب، حكى ذلك كله الجوهري"1.
"ودُون البُنْدُق" البندق "بضم الباء والدال بينهما نون ساكنة" قال ابن عباد في كتابه البندقة التي يرمى بها، والجمع: البندق2 "عن الجوهري وابن عباد"3.
والعَقَبَةُ، واحدة العقبات، وقد صارت علماً على العقبة التي ترمى عندها الجمرة، وتعريفها بالعلمية بالغلبة، لا باللام، كالصعق والدبران، ونحوهما.
"واحدةً بعد واحدة" واحدة بالنصب، بإضمار فعل. أي: يرمي واحدة، أو على الحال، كأنه قال: بسبع حصيات متفرقة متتابعة، فتكون حالًا من سبع.
"بياض إبْطِهِ" إبطه "بكسر الهمزة": ما تحت الجناح، يذكر ويؤنث، وجمعه: آبَاطٌ.
"قَدْرَ الأُنْمُلَةِ" الأنملة: واحدة الأنامل، وقد تقدم ذكرها في باب السواك.
1 ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".
2 البندق: كذا في "ش" وفي "ط": بنادق وعبارة: عن الجوهري وابن عباد زيادة من "ط" في الجوهري: البندق الذي يرمى به الواحدة بندقة والجمع بنادق.
3 ما بين الحاصرتين زيادة من "ط".
"والحِلَاق" الحِلَاقُ "بكسر الحاء" مصدر حلق حلقاً وحِلَاقاً.
والحلاق أيضا: جمع حلقة، كجفنة وجفان. والحلاق "بالضم" داء في الحلق، وحلاق، اسم للمنية، كقطام.
"والتقصير" مصدر قصر تقصيرًا.
قوله: "أيام منى" هي أيام التشريق أضيفت إلى منى لإقامة الحاج بها لرمي الجمار.
قوله: "إطْلَاق من مَحْظُورِ" الإطلاق: مصدر أطلقت المحبوس ونحوه: إذا خليت سبيله والمحطور في اللغة: الممنوع، وفي الشرع، والحرام: وهو ما تركه راجح على فعله مع المنع من فعله مطلقًا، فالمحرم قبل الحلق والتقصير، كان ممنوعًا من المحظورات، فبأحدهما بعد الرمي، أطلق من هذا المحظور.
قوله: "يعلمهم فيها النَّحْرَ والإفَاضَةَ": النحر: مصدر"نحر" وقد فسره المصنف رحمه الله، في باب الهدي بقوله: فيطعنها بالحربة في الوهدة التي بين أصل العنق والصدر.
والذَّبْحُ: قطع الحلقوم والمريء، والودجين على رواية.
و"الإفَاضَة" مصدر أفاض، قال ابن القطاع: أفاض الحاج: أسرعوا في دفعتهم من عرفة إلى المزدلفة. وأيضًا رجعوا من منًى إلى مكة يوم النحر.
قوله: "يطوف للزيارة" قال الجوهري: زرته أزوره، زورًا وزيارةً وزوارةً أيضا. حكاه الكسائي. أي: قصده. ولهذا الطواف عند الفقهاء، أربعة أسماء. طواف الزيارة، وطواف الإفاضة، والطواف الواجب، وطواف الصدر أضيف إلى الزيارة؛ لأنه يفعل عندها، وأضيف إلى الإفاضة؛ لأنه يفعل بعدها، وأضيف إلى الصدر؛ لأنه يفعل بعده أيضا،
والصَّدر "بفتح الصادر والدال" رجوع المسافر من مقصده.
قوله: "يأتي زَمْزَمَ" زمزم "بالزاي المكررة" غير مصروف للتأنيث والعلمية، والبئر المشهورة المباركة بمكة، قيل سميت بذلك لكثرة مائها، يقال ماء زمام زمزم، وقيل: اسم لها علم وقيل: بل من ضم "هاجر" لها حين انفجرت، وزمها إياهًا وقيل: بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها، وتسمى: برة، والمضنونة، وتكتم "بوزن تكتب"، وهزمة جبريل وشفاء سقم، وطعام طعم، وشراب الأبرار، وطيبة، ذكرها صاحب "المطالع"1.
وقولهم: بئر زمزم: من إضافة المسمى إلى الاسم. كقولهم: سعيد كُرْزٍ: أي: صاحب هذا اللقب.
"لما أَحَبَّ" أي: لما أحب أن يعطيه الله عز وجل من خير الدنيا والآخرة، معتمدًا في ذلك على حديث جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ماء زمزم لما شرب له" رواه ابن ماجه.
قوله: "ويتضَلَّعُ منه" أي: يملأ أضلاعه من الماء. قال الجوهري: تضلع الرجل: أي امتلأ شِبَعًا ورِيًّا.
قوله: "وَرِيًّا وشِبَعًا" يقال: رويت من الماء، أروى رِيًّا، ورَيًّا "بكسر الراء وفتحها" وروي كرضي. وهو ضد الظمأ. والشبع: نقيض الجوع، "وهو بكسر الشين وفتح الباء وكسرها" مصدر شبع، وأما الذي يشبع، فبسكون الباء لا غير.
قوله: "من كل داءٍ" الداء: المرض. يقال: داء الرجل، يداء،
1 وانظر أيضاً "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام": "1/ 404" فقد ذكر لها أكثر من عشرين أسماً.
داءً: إذا أصابه المرض، فهو داء وأداء أيضا، فهو مديء، وأدأته أنا، أصبته بداء يتعدى ولا يتعدى.
قوله: "وامْلَأْهُ من خَشْيَتِكَ" الخَشْيَةُ: مصدر خشي، وله ستة مصادر، نظمها شيخُنَا الإمام أبو عبد الله ابن مالك. فقال:"من البسيط"
خشيتُ خشْيًا ومَخْشَاةً ومَخْشِيَةً
…
وخَشْيَةً وخَشَاةً ثُمَّ خَشَيَانًا
والخَشْيَةُ: الخوف وقال ابن عباس: في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 1 أي: إنما يخافني من خلقي، من علم جبروتي وسلطاني، ففسر يخش، بيخاف. وقال أبو علي الدقاق2: الخوف على مراتب الخوف، والخشية، والهيبة؛ فالخوف من شرط الإيمان، والخشية، من شرط العلم، والهيبة من شرط المعرفة.
قوله: "وتلي مَسْجِدَ الخَيْفِ" قال أهل اللغة: الخَيْفُ: ما انحدر عن غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، وبه سمي مسجد الخيف، قال الأزرقي: هو مسجد بمنى عظيم واسع فيه عشرون بَابًا.
قوله: "سِقَايَةَ الحَاجِّ" السِّقَايَةُ "بكسر السين": مصدر كالحماية، والرعاية، مضاف إلى المفعول فأهل سقاية الحاج، هم القائمون بها، وكان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، يلي ذلك في الجاهلية والإسلام، فمن قام بذلك بعده إلى الآن فالرخصة له.
"والرِّعَاءُ""بكسر الراء ممدُودًا": جمع راعٍ، كجائع وجياع،
1 سورة فاطر: الآية "28".
2 هو الحسن بن علي النيسابوري الزاهد العارف شيخ الصوفية أخذ مذهب الشافعي عن القفال والحصري وغيرهما وبرع في الأصول وفي الفقه وفي العربية وكان زاهد زمانه وعالم أوانه مات سنة: "406" هـ ترجمته في "شذرات الذهب": "5/ 40" و"العبر": "3/ 95" وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "1/ 169".
ويجمع على رعاةٍ، كقاض وقضاة وعلى رعيان، كشاب وشبان.
قوله: "مَبيتٌ""هو بفتح الميم" مصدر بات ييت ويبات بَيْتُوتَةً ومبيتًا، قال ابن الأثير: كل من أدركه الليل فقد بات، نام أم لم ينم.
وقام ابن القطاع وأبو عثمان: بات يفعل كذا: إذا فعله ليلًا، لا يقال: بمعنى نام. وقال صاحب "المحيط": ويستعمل في النهار أيضا.
قوله: "في المُلْتَزِمِ" المُلْتَزَمُ: اسم مفعول من التَزَمَ، قال ابن قرقول: ويقال له: المدعى، والمتعوذ سمي بذلك: بالتزامه للدعاء، والتعوذ، وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب، قال الأزرقي: ذرعه أربعة أذرع.
قوله: "اللهم هذا بيتُك" إلى آخر الدعاء، تقدم في التشهد، وكذلك "عَبْدُكَ وأَمَتُكَ" تقدم ذكر الأمة في ستر العورة.
قوله: "سَخَّرْتَ لي" أي: ذللت لي من خلقك أي: من مخلوقك، "بنعمتك" أي: إنعامك علي، والنعمة: اليد والصنيعة والمنة، واتساع المال.
"وأداء نسكي""مَمْدُوْدًا" اسم للتأديه.
"وإلا فَمُنَّ الآن" الوجه فيه ضم الميم وتشديد النون، وبه قرأته على من قرأه على مصنفه على أنه صيغة أمر من: من يمن، مقصود به الدعاء والتعوذ، ويجوز كسر الميم وفتح النون، على أنها حرف جر لابتداء الغاية.
و"الآن": الوقت الحاضر، وهو مبني على الفتح، لعلة ليس هذا موضع ذكرها1.
1 سبب بنائه على الفتح: العلة في بناء الأسماء شبه الحرف، ومن أنواع الشبه التي أشار إليه الخضري في حاشيته على شرح بن عقيل لألفية بن مال: الشبه الجمودي وهو أن يكون الاسم على حالة واحدة لا يثنى ولا يجمع أي عدم التصرف في لفظها بوجه من الوجوه كالحرف وهذا ينطبق على: الآن، وقد ذكر ذلك في التسهيل أيضاً انظر "حاشية الخضري على ابن عقيل":"1/ 29" وانظر أيضاً "الجمع على الجمع" للسيطي: "1/ 17- 18".