الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب العِتق
مدخل
…
كتاب العِتق
قال أهل اللُّغَةِ: العِتْقُ: الْحِرِّيَّةُ، يقال منه: عتق يعتق عتقًا وعتقًا "بكسر العين وفتحها" عن صاحب "المحكم" وغيره، "وعَتِيقَةً"1 وعتاقًا وعتاقة فهو عتيق، وعاتق، حكاها الجوهري وهم عتقاء، وأمة عتيق، وعتيقة، وإماء عتائق، وحلف بالعتاق "بفتح العين" أي: بالإعتاق، قال الأزهري: هو مشتق من قولهم: عتق الفرس: إذا سبق ونجا. وعتق الفرخ: إذا طار واستقل؛ لأن العبد يتخلص بالعتق، ويذهب حيث يشاء، قال الأزهري، وغيره: إنما قيل أعتق نسمة: أنه أعتق رقبة، وفك رقبة، فخصت الرقبة دون سائر الأعضاء، مع أن العتق يتناول الجميع؛ لأن حكم السيد عليه وملكه له كحبل في رقبته وكالغل المانع له من الخروج، فإذا أعتق، فكأن رقبته أطلقت من ذلك.
قوله: "والحرية" يقال: حررت: "بكسر الراء" تحرر حرية: إذا صرت حرًّا.
قوله: "كيف صُرِّفًا الْعِتْقُ والْحُرِّيَّةُ" مصدران ومعنى تصريفهما: أن يشتق منهما فعل ماض ومضارع وأمر واسم فاعل واسم مفعول، وظاهر هذه العبارة هنا وفي التدبير والطلاق: حصول الحكم بكل واحد من الستة، ولا يحصل الحكم بالمضارع، ولا بالأمر؛ لأن المضارع وعد كقولك: أنا أعتق وأدبر، وأطلق، والأمر لا يصلح للإنشاء. ولا هو خبر
1 زيادة من "ط".
فيؤاخذ المتكلم به، فهو عام أريد به الخصوص، والله أعلم.
قوله: "سائبة" تقدم في الْوَلَاءِ1.
قوله: "وجَنِينها" تقدم تفسيره في زكاة الفطر.
قوله: "لا يعتق إلا عَمُودا النَّسَبِ" العمود والعماد: واحد، وجمعه: أعمدة، وعَمَدٌ وعُمُدٌ "بفتحتين وضمتين" وقرئ بهما قوله تعالى:{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} 2.
والعمود معروف، وهو: ما يعمد به الشيء، يقال: عمدته وأعمدته: إذا جعلت له عمادًا فعمودا النسب عند الفقهاء، هم: الآباء والأمهات وإن علوا، والأولاد وإن سفلوا وسموا عمودين استعارة من العمود لغة؛ لأن الإنسان يعمد بهما ويقوى.
قوله: "وإن مَثَلَ بعبده" مثل بوزن ضرب. ومثل "بتشديد الثاء". قال أبو السعادات: مثلت الحيوان أمثل مثلًا: إذا قطعت أطرافه، وشوهت به، وبالقتيل: إذا جدعت أنفه أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه "أي قطعت3. والاسم: المثلة. وأما مثل: بالتشديد فللمبالغة.
قوله: "ويُسْتَسْعى الْعَبْدُ" قال الأزهري: الاستسعاء مأخوذ من
1 هذه الفقرة بتمامها لم ترد في "ط".
2 سورة الهمزة: الآية "9".
3 أي قطعت: كأنه أراد أن يقول: إذا جدعت أنفه أو قطعت أذنه أو مذاكيره، أو شيئًا من أطرافه، ففاته ذلك فاستدركه على اعتبار أن الجدع للأنف وما بقي معروف فيه القطع، وكان بإمكانه ألا يستدرك على غرار قول الشاعر:"من الوافر"، "وزججن الحواجب والعيونا"
فالتزجيج للحواجب والعيون لهن كَحَّلْنَ فذكر زجج للاثنين على إضمار كحلن أو الاكتفاء بزجَّجْنَ.