الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المواقيت
1
المواقيت جمع ميقات، وهو الزمان والمكان المضروب للفعل.
قوله: "من ذي الحليفَةِ" ذو الحليفة "بضم الحاء وفتح اللام": موضع معروف مشهور، بينه وبين المدينة ستة أميال، وقيل: سبعة، قاله عياض وغيره.
قوله: "وأهل الشامِ ومصْرَ والمغْرِبَ الجُحْفَةُ" الشام: إقليم معروف، يقال مسهلًا ومهموزًا وشام بهمزة ممدودة، نقل الثلاثة صاحب "المطالع" قال الجوهري: الشام، بلاد تذكر وتؤنث، ورجل شامي، وشام على فعال، وشامي أيضا حكاه سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها سميت بسام بن نوح؛ لأنه أول من نزلها فجعلت السين شينًا تغيرًا للفظ الأعجمي.
والثاني: أنها سميت بذلك لكثرة قراها، وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات.
والثالث: أنها سميت بذلك؛ لأن باب الكعبة مستقبل المطلع، فمن قابل طلوع الشمس، كانت اليمن عن يمينه والشام عن يده الشؤمى.
ومصر: المدية المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السراج ويجوز صرفه
1 جمع أحدهم مواقيت الحج المكانية بقوله:
عرق العراق يَلَمْلَمُ اليَمَنِ
…
وبذي الحليفة يحرم المَدَنِي
والشام جحفة إن مررت بها
…
ولأهل نجد فرن فاستبن
انظر "إرشاد السالك إلى فقه الإمام مالك" الجزء الأول "كتاب الحج".
وترك صرفه، قال أبو البقاء: في قوله تعالى: {اهبِطُواْ مِصْراً} 1.
مِصْراً: نكرة فلذلك انصرف. وقيل: وهو معرفة، وصُرِف لِسُكُونِ وَسَطِهِ، وتركُ الصرف جائزُ، وقد قرئ به، وهو مثل هِنْدٍ ودَعْدٍ، وفي تسميتها بذلك قولان:
أحدهما: أنها سميت بذلك؛ لأنها آخرُ حدود المشرق وأولُ حدود المغرب فهي حد بينهما، والمِصْرُ: الحدُّ. قاله المُفضَّل الضبِّيُ2.
والثاني: أنها سميت بذلك لقصد الناس إياها، كقولهم: مَصَرْتُ الشاةَ: إذا حلبتها، فالناس يقصدونها، ولا يكادون يرغبُونَ عنها إذا تركوها، حكاه ابن فارسٍ عن قوم.
والجُحفَةُ: "بجيم مضمومة ثم حاء مهملةٍ ساكِنَةٍ": قال صاحب "المطالع": هي قرية جامعةُ بمنبَرٍ3 على طريق المدينة من مكة وهي مهيعةُ4، وسميت الجُحفة؛ لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها، وهي على ستة أميالٍ من البحر، وثماني مراحل من المدينة وقيل نحو سبع مراحل من المدينة وثلاث من مكة، والجُحْفَةُ مرفوعٌ ولا يجوز جرُّه عطفاً على ذي الحُليفة؛ لأنه يلزمُ منهُ العطفُ على عاملين، وهو ممنوعٌ.
1 سورة البقرة: الآية "61".
2 هو المفضل بن محمد بن مُعَليّ الضبيِّ النحوي، أبو العباس وقيل أبو عبد الرحمن. كان عالماً بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس. انظر:"بغية الوعاة": "2/ 297".
3 كذا في "ش""بمنبر" وفي "ط": بها منبر. وكلاهما جائز، وهما كناية عن كبرها واتساعها وأنها مسكونة وفي اللسان بلدٌ مهيعٌ واسعٌ. ومهيعة: اسم الجُحفة وقيل موضع قريب منها بين الحرمين الشريفين "القاموس والتاج - هيع".
4 بلاد للعرب: كذا في "ش" وفي "ط": "بلادُ العَرَبِ".
قوله: "وأهل اليمن يَلَمْلَم" قال صاحب "المطالِعِ": اليَمَنُ: كل ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور، وقال الجوهري: اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمني ويمانٍ مخففةٌ والألف عوضٌ من ياء النسبة فلا يجتمعان قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيٌّ بالتشديد. قال أُميةُ بنُ خلف: "من الوافر"
يمانيًا يظلُّ يشدُّ كيرًا
…
وينفح دائما لهب الشُّواظِ1
فقوله:
و"الرُّكْنُ الْيَمَاني" في باب دخول مكة، الجيد تخفيف الياء.
ويلملم: قال صاحب "المطالِعِ": أَلَمْلَم ويقال: يلملم: وهو جبل جبال تهامة على ليلتين من مكة والياء فيه بدلُ من الهمزة وليست بمزيدة، وحكى اللغتين فيه الجوهري وغيره.
قوله: "ولِنَجْدٍ قَرْنٌ" نجد: "بفتح النون وسكون الجيم" قال صاحب "المطالع": وهو ما بين جُرَش2 إلى سواد الكوفة، وحده مما يلي المغرب: الحجاز عن يسار الكعبة، ونجد كلها من عمل اليمامة. وقال الجوهري: ونجد من بلاد العرب، وهو خلاف الغور. والغور: هو تهامة كلها وكلما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر.
وَقَرْنٌ: "بسكون الراء بلا خلاف" قال صاحب "المطالع": وهو ميقاتُ نجدٍ، على يوم وليلة من مكة، ويقال له: قرنُ المنازل وقرنُ
1 البيت أنشده في "التاج - يمن" وهو فيه منسوبٌ لأمية بن خلف الهذلي لا لأمية بن خلف بن وهب جبار قريش، والبيت أيضاً في اللسان.
2 جُرَش: "بالضم ثم الفتح وشين معجمة": من مخاليف اليمن من جهة مكة
…
وقيل إن جرش مدية عظيمة باليمن وولاية واسعة ولهم في سبب تسميتها أقوال انظر "معجم البلدان": "2/ 147".
الثعالب، ورواه بعضهم بفتح الراء، وهو غلط، إنما "قَرَن" بفتح الراء، قبيلة من اليمن. آخر كلامه.
وقد غلط غيره من العلماء من ذكره بفتح الراء، وزعم أن أُوَيْسًا القَرَني رضي الله عنه منه، إنما هو من قرن بالتحريك وبطن من مراد1.
قوله: "وأهل المَشْرِقِ ذاتُ عِرْقٍ" ذات عرق2: منزل معروف من منازل الحاج، يحرم أهلُ العراق بالحج منه، سمي بذلك؛ لأن فيه عرقًا، وهو الجبل الصغير، وقيل: العرق من الأرض: سبخةٌ تُنبتُ الطرفاء3.
قوله: "شوالُ" تقدم في كتاب الصيام4.
قوله: "وذو القَِعْدَةِ وعَشْرٌ من ذي الحَجَّةِ" قال صاحب "المطالع": ذو القعدة "بالفتح والكسر" سمي بذلك؛ لأن العربَ قَعَدَتْ فيه عن القتالِ تعظيماً له. وقيل: لقُعُودهم فيه في رحالهم وأوطانهم. وذو الحَّجَة "بالفتح" وأجاز بعضم الكسر، وأباه آخرون.
1 هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني من سادات التابعين، أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره مات سنة:"37" هـ. انظر: "سير أعلام النبلاء": "4/ 19" و "شذرات الذهب": "1/ 214".
2 قال المصباح: ذات عِرْقٍ: ميقات أهل العراق وهو من مكة نحو مرحلتين.
3 الطَّرْفَاءُ: شجر: وهي أربعة أصناف منها الأثل والوحدة طرفاءُ: وفي التاج الطرفاءُ: من الحمض وقد تتحمض به الإبل إذا لم تجد حمضاً غيره وعن سيبويه: الطرفاء واحد وجمع وقيل واحدتها طرفاءة، وعن ابن جني: من قال طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث ومن قال طرفاءه فالتاء عنده للتأنيث والهمزة عنده زائدة لغير التأنيث.
4 انظر ص "189".