الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الطَّلاق في الماضي والمستقبل
باب تعليق الطلاق بالشروط
…
باب تعليق الطلاق بالشروط
قوله: "وأدوات الشَّرط ستة" كذا وقع بخط المصنف رحمه الله: ستة، بالهاء، والوجه: ست بحذفها، ويمكن تخريجه على الحمل على المعنى، على تأويل الأدوات بالألفاظ جمع لفظ، واللفظ، مذكر،
ونظير ذلك قول الشاعر: "من الوافر"
ثلاثةُ أنفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ
…
لَقَدْ جَارَ الزَّمَان على عِيالِي1
والنفس: مؤنثة، لكنها أريد بها الإنسان.
قوله: "وإن، وإذا، ومتى، ومَنْ، وأَيُّ، وكُلَّما".
"إن": المكسورة المخففة الرابطة بين جملتي الشرط والجواب موضوعه للشرط وهو ربط الجزاء بالشرط، فيوجد بوجوده، ويعدم بعدمه من جهته، فإذا قال: إن دخلت الدار فأنت طالق، دار الطلاق بدخول الدار مع دخولها وجودًا، وعدمًا.
ثم تضمنت معناها أسماء، فربطت كربطها وهي المذكورة:
فمنها "إذا": وهي: ظرف لما يستقبل من الزمان غالبًا، متضمنة معنى الشرط غالبًا، فإذا قال: إذا قمت فأنت طالق، كان ذلك شائعًا في الزمن المستقبل، متى حصل قيامها فيه، طلقت.
ومنها "متى": وهي ظرف زمان، متضمن معنى الشرط، شائع في الزمن المستقبل فأي زمن وجد فيه الشرط، تعقبه جزاؤه2.
ومنها "مَن" وهو اسم متضمن معنى الشرط موضوع لمن يعقل، شائع فيه، فإذا قال: من دخلت الدار فهي طالق، أو فهي حرة، كان شائعًا في نسائه، وإمائه، ومنها:
أَيُّ: وهو اسم متضمن معنى الشرط، شائع فيما يضاف إليه كائنًا ما كان كقوله:
"أَيُّ" امرأة قامت فهي طالق، وأي مكان جلست فيه فأنت طالق، وأي زمان حللت فيه فأنت طالق، ونحو ذلك.
1 البيت ذكره ابن هشام في "أوضح المسالك""3/ 215" وهو الشاهد "523" ونسبه للحطيئة.
2 كذا في "ش" وفي "ط": "يعقبه جزاؤه" وهما بمعنى.
ومنها "كُلَّمَا" ف "كل": اسم موضوع للعموم، مقتض للتكرار كما ذكر، و "ما" ظرفية، أي: كل وقت فعلت كذا فأنت طالق، فإن حذفت منها "ما": عمت بحسب ما تضاف إليه، كقولك: كل امرأة تقوم فهي طالق، فهو شائع في النساء، وكل يوم أو موضع جلست فيه فأنت طالق، ونحو ذلك.
قوله: "وكُلُّها على التَّرَاخِي" إذا تجردت عن "لم" فإن اتصل بها "لم" صارت على الفور، إلا أنه إذا علق الطلاق بغير "إنْ" و "إذا" بإيجاد فعل، كان على التراخي؛ لأنه معلق بذلك لا يوجد قبله، وإن علق بالنفي، كان على الفور؛ لأنه إذا قضى عقيب اليمين أي زمن كان لم يوجد فيه الفعل فقد وجدت الصفة، وأما "إنْ" فلا تقتضي وقتًا أصلًا إلا من جهة لزوم الفعل وقتًا يقع فيه، فهي مطلقة في الزمن كله، وأما "إذا" ففيها وجهان: الفور، والتراخي، بناء على الشرط كـ "إن" والظرفية كـ "مَتَى".
قوله: "وإن قال العاميُّ": العامي: منسوب إلى العامة الذين هم خلاف الخاصة؛ لأن العامة لا تعرف العلم، وإنما يعرفه الخاصة، فكل واحد عامي بالنسبة إلى ما لم يحصل علمه، وإن حصل علما سواه.
قوله: "الجزاء" أي: الجواب، فجواب الشرط يسمى جوابًا وجزاءً.
قوله: "بِمُقْتَضَاهُ" أي: مطلوبه.
قوله: "فضرائرها طوالق" جمع: ضرة، سميت به، لما بينهما من المضارة.
قوله: "بالعكس" الْعَكْسُ: مصدر عكس الشيء، رد أخره على أوله، فالعكس هنا عدم وقوع الطلاق بوجود الحمل، وكان يقع الطلاق بوجود الحمل.