الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الخلع
الْخُلُعُ: أن يفارق امرأته على عوض تبذله له، وفائدته: تخلصها من الزوج على وجه لا رجعة له عليها، إلا برضاها وعقد جديد، وهل هو فسخ أو طلاق؟ على التفصيل المذكور في الباب.
يقال: خَلَعَ امْرَأَتَهُ خُلْعًا، وخالعها مخالعة، واختلعت هي منه، فهي خالع، وأصله: من خلع الثوب.
قوله: "وَمَعَ الأَجْنَبِيِّ" مثاله: أن يقول الأجنبي: اخلع زوجتك على كذا، فيفعل، فيصح الخلع، ويلزمه العوض.
قوله: "على رَضَاعِ وَلَدِهِ" أي: على إرضاعها إياه، ورضاع: مصدر رضع رضاعًا، فكأنه قال: على أن يرضع ولدها منها عامين بإرضاعها.
قوله: "على هَرَوي فَبَانَ مَرْوِيًّا" الهروي: منسوب إلى هراة: كورة من كور العجم تكلمت بها العرب.
ومَرْوِيٌّ "بسكون الراء": منسوب إلى مَرْو: وهو بلد. والنسبة إليه مروزي على غير قياس، وثوب مروي على القياس.
قوله: "حَابَاها" تقدم في الحجر والشركة.
قوله: "فهو من رأس المال" المراد: أنه حاباها في الخلع نفسه1،
1 في الخلع نفسه: في "ش" و"ط": في نفس الخلع والمثبت هو الصحيح؛ لأن التوكيد يأتي بعد المؤكد وفي نفس وعين ومثيلاتهما يجب أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكد.
مثل أن سألته الخلع على ألف، فخلعها على مئة، فهذه المحاباه غير معتبره من الثلث؛ لأن له أن يطلقها بغير عوض، فبالعوض اليسير بطريق الأولى، ولا يصح حمل هذه العبارة على أنه خالعها وحاباها في شيء آخر، مثل أن خالعها، ثم باعها ما قيمته ألف: بخمسمائة لوجهين1:
أحدهما: أن المحاباة مع الأجنبي، من الثلث، لا من رأس المال، والمخالعة: قصارها أن يكون كالأجنبي.
والثاني: أنهم قد أفردوا هذه المسألة، فقالوا: وإن طلقها في مرض موته، أو وصى لها بأكثر من ميراثها، لم تستحق أكثر من ميراثها، ومحاباتها في البيع في معنى الوصية، والله أعلم.
قوله: "بِمَهْرِها فَما دُونَ وبما عَيَّنَتْهُ فَمَا دُونُ""دون" في الموضعين: مبني على الضم لنية الإضافة.
قوله: "حال البينونَةِ" البينونة: مصدر بَانَ يَبِينُ بَيْنًا وبينونة: إذا ذهب أو زال، فحال الفراق حال بينونة.
1 العبارة مضطربة في "ش" والتصويب من "ط".