الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كفحت الدابة وأكفحتها: إذا تلفيت فاها باللجام تضربها به، وهو من قولهم: لقيته كفاحًا، ويقال: كبختها "بالخاء المعجمة" ذكره الإمام أبو عبد الله بن مالك في كتاب وفاق الاستعمال.
قوله: "والرَّائض" قال أهل اللغة: راض الدابة رياضة ورياضًا، علمها السير فهو رائض، والقباء تقدم في باب محظورات الإحرام1.
1 انظر ص "208".
باب السَّبْق
قال الأَزْهَرِيُّ: السبق: مصدر سبق يسبق سبقًا، والسبق "محركة الباء": الشيء الذي يسابق عليه، حكى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: السبق، والخطر والندب، والفرع، والوجب، كله الذي يوضع في النصال، والرهان، فمن سبق أخذه، الخمسة بوزن الفرس، وقال الأزهري أيضًا: النصال في الرمي والرهان في الخيل، والسباق يكون في الخيل والرمي.
قوله: "والمزاريق" المزاريق: جمع مزراق "بكسر الميم" قال الجوهري: المزراق: رمح قصير، وقد زرقه بالمزراق.
قوله: "بين عربي وهجين، ولا بين قوس عربي وفارسي" العربي: منسوب إلى العرب، والهجين تقدم في الجهاد.
قوله: وأما القوس، فالأكثر تأنيثها، وتذكيرها لغة، قال الجوهري: القوس يذكر ويؤنث والذي بخط المصنف رحمه الله عربي وفارسي، وقد أصلحه بعضهم في بعض النسخ: عربية وفارسية، ولا ينبغي أن يغير إذا كان لغة، والقوس العربي: هو قوس النبل، والفارسي: قوس النشاب، قاله الأزهري.
قوله: "تَحْدِيدُ الْمَسَافَةِ والْغَايَةِ" المسافة في اللغة: البُعْدُ، قاله الجوهري، وقال ابن عباد: بعد المفازة، وهي المسافة، ثم هو في الاصطلاح: عبارة عن المقدار زمانًا، أو مكانًا، وأما الغاية، فقال الجوهري: الغاية: مدى الشيء والجمع: غايٌ، وقال ابن عباد: الغاية: مدى كل شيء وقصاراه، وحكى الأزهري عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: الغاية: أقصى الشيء.
قوله: "الْقِمَار" تقدم تفسيره في كتاب الحجر1.
قوله: "إلا أن يدخلا بينهما محللًا" المحلل: اسم فاعل من حلل الشيء: جعله حلالًا؛ لأنه حلل الجعل بدخوله بينهما، وفيه ثلاث لغات: محل ومحلل، وحال؛ لأن في فعلة ثلاث لغات: حلل كسلم، وأحل كأعد، وحل كمر، فاسم الفاعل من الثلاث على ما ذكر، حكى اللغات الثلاث أبو السعادات وغيره.
قوله: "يكافئُ فرسَه" مهموزاً أي: يساوي، قال الجوهري: كل شيء ساوى شيئًا فهو مكافئ له.
قوله: "ومَنْ صَلَّى" أي: من جاء ثانياً، والمصلي: هو الثاني من خيل الحلبة، وهي عشرة: المجلي، ثم المصلي، ثم المسلي، ثم التالي، ثم المرتاح، ثم الحظي، ثم العاطف، ثم المؤمل، ثم اللطيم، ثم السُّكَيْتُ، ويقال له: الفِسْكِلُ. هكذا ذكرها المصنف في "الكافي" وقد نظمها شيخُنَا الإمام أبو عبد الله بن مالك في هذين البيتين: "من البسيط".
خيلُ السِّبَاق المُجَلِّي يقتفيه مُصَلِّي
…
والْمُسَلِّي وَتَالٍ قَبْلَ مُرْتَاحِ
وَعَاطِفٌ وَحَظيٌّ والمؤْمَل واللِّـ
…
لَطِيمُ والفِسْكِلُ السُّكَيْتُ يا صاح
1 انظر ص "307".
قال الجوهري: السكيت مثل الكميت "وقد تشدد" وقال الأزهري: السُكَيْتُ: هو الفسكل والفِسكُول والْمُفَسْكَلُ، يقال: فُسْكِلَ، أي: أخر، قال الجوهري: وهو القاشور.
قوله: "إذا تماثلت الأَعْنَاقُ" الأعناق: جمع عنق "بضم العين والنون وقد تسكن النون" وتذكر وتؤنث كله عن الجوهري.
قوله: "أن يَجْنَبَ" قال ابن سيده: جنب الفرس والبعير بجنبه جنبًا فهو مجنوب وجنيب.
قوله: "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ" قال أبو السَّعادات: الجلب "يعني بفتح اللام" في الزكاة، بأن ينزل1 المصدق موضعًا، ويجلب الأموال إليه، ليأخذ صدقتها، ويكون في السياق بالزجر للفرس والصياح عليه، حثًّا على الجري.
والجَنَبُ: بالتحريك في السابق، أن يجنب فرسًا إلى فرسه، فإذا فتر المركوب، تحول إلى المجنوب، وفي الزكاة أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، وقيل: أن يجنب رب المال بماله: أي: يبعده لحتاج العامل إلى الإبعاد في طلبه واتباعه، هذا معنى ما ذكره مفرقًا.
قوله: "في المناضَلَة" هي: مفاعلة من النَّضْلِ: "وهو"2 السَّبْق: يقال: ناضله نضالًا ومناضلة، وقد تقدم في أول الباب.
قوله: "عددِ الرِّشْقِ" الرشق: "بفتح الراء": الرمي نفسه، والرِّشْقُ:"بالكسر": الوجه من السهام ما بين العشرين إلى الثلاثين،
1 كذا في "ش" وفي "ط": "يترك" والمصدق: هو الذي يأخذ صدقات النَّعَمِ.
2 ما بين قوسين زيادة يقتضيها السياق.
يرمي بها رجل واحد وهذا معنى ما ذكره الأزهري، وقال أبو عبد الله السامري1: وليس للرشق عدد معلوم عند الفقهاء، بل أي عدد إتفقا عليه.
وعدد الإصابة أن يقال: الرشق عشرون، والإصابة خمسة، أو نحو ذلك.
قوله: "هل هو مفاضَلَةٌ" وقد فسرها رحمه الله. وقال في "المغني" وتسمى: مفاضَلَةً ومُخَالَطَةً2، وقال أبو الخطاب: لابد من معرفة الرمي هل هو مبادرة، أو مخالطة، أو مفاضلة، فجعل المخالطة غير المفاضلة.
قوله: "فإنْ قَالَا خَواصِلُ فالإِصَابَةُ: سَبْعَةُ أَنْواع" ذكر المصنف هنا منها أربعة:
أولها: الخَوَاصِل "بالخاء المعجمة والصاد المهملة" قال الأزهري: الخاصل الذي أصاب القرطاس، وقد خصله: إذا أصابه. وخصلت مناضلي أخصله خصلًا: إذا نضلته وسبقته.
الثاني: الْخَوَاسِق "بالخاء المعجمة والسين المهملة" وقد فسره رحمه الله، قال الأزهري والجوهري: الخازق "بالخاء والزاء المعجمتين": والمقرطس بمعنى الخاسق.
والثالث: الْخَوَارِقُ: "بالخاء المعجمة والراء" وقد فسره بأنه: ما خرق الغرض، ولم يثبت فيه، ورأيته مضبوطًا في نسخة المصنف
1 هو محمد بن عبد الله بن الحسين السامري، المعروف بن سنينة. وقد مر ذكره والتعريف به وبكتابه "المستوعب" في الفقه. وانظر "المنهج الأحمد":"4/ 136-137".
2 "مخالطة" كذا في "ش" وفي "ط""مُخَاطَة".
رحمه الله بـ "المقنع"1 و "خوازِق""بالزاي" ولا أراه يستقيم؛ لأنه قد تقدم النقل عن الأزهري والجوهري أن الخازق بالزاي: لغة في الخاسق، فهما شيء واحد، وقد فسر الخوازق بغير ما فسر به الخواسق فتعين أن يكون بالراء، لئلا يلزم الاشتراك، أو المجاز، وكلاهما على خلاف الأصل. والأصل في الألفاظ التباين، ولعل ضبطه بالزاي من غير المصنف والله أعلم.
الرابع: الخواصِرُ "بالخاء المعجمة والصاد والراء المهملتين" وقد فسرها رحمه الله. قال السامري: ومنه الخاصرة؛ لأنها من جانبي الرجل.
الخامس: الْمَوَارِقُ: وهو ما خرق الغرض ونفذ منه. ذكره المصنف في "المصنف" و "الكافي" وذكر الأزهري أنه يقال له: الصادر.
السادس: الخوارِمُ: وهو ما خرم جانب الغرض. ذكره في "المغني".
السابع: الْحَوَابي: وهو ما وقع بين يدي الغرض ثم وثب إليه، ومنه يقال: حبا الصبي، هكذا ذكره في "المغني" وليست الخوارم والموارق من شرط صحة المناضلة كذا ذكر السامري.
قوله: "مَعْرِفَةُ قَدْرِ الغَرَضِ وطولِه" الغرض: هو الشيء الذي ينصب ليرمي. قال الجوهري: الغرض الهدف الذي يرمى فيه، وقال الأزهري: الهدف ما وضع وبني من الأرض، والغرض: ما نصب في الهواء. وقال السامري: الغرض: هو الذي ينصب في الهدف، والصواب حذف الواو من "وَطولِه"، كما ذكر في "الكافي"، وقال
1 انظر "المقنع" ص "213" بتحقيقنا.
صاحب "المحرر": ولا بد من معرفة الغرض، صفة وقدرًا؛ لأن قدر الغرض: طوله وعرضه وسمكه.
قوله: "مَنْ لَهُ مزيةٌ" الْمَزِيَّةُ: الفَضِيْلَةُ، يقال: له عليه مَزِيَّةٌ، والجمع: مَزَايا، عن الجوهري.