الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مِيراث الْمُعْتَقِ بعضُهُ
قنا: "الْقِنُّ" قال ابن سيده وغيره من أهل اللغة: وهو العبد المملوك هو وأبواه.
قال الجوهري: ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، والمؤنث، وربما قالوا عبيد قنان ثم يجمع على أقنة. وهو في اصطلاح الفقهاء: الرقيق، الكامل رقه، ولم يحصل فيه شيء من أسباب العتق ومقدماته، بخلاف المكاتب، والمدبر والمعلق عنقه بصفة، وأم الولد، سواء كان أبواه مملوكين، أو معتقين أو حرين أصليين أو كانا كافرين واسترق هو أو كانا مختلفين.
قوله: "نَزَّلْتُهم أَحْوَالًا" لتنزيلهم أحوالًا طريقان:
أحدهما: أن يقول: للبنت في حريتها النصف، وللأم السدس، والثلث الباقي للأب، وله مع رقهما المال كله، وله الثلثان، وللأم الثلث، مع رق البنت، ولها النصف، وله النصف مع رق الأم، فللبنت نصفان، وهما: مال كامل مقسوم على أربة أحوال، وذلك الربع، وللأم نصف على أربعة بثمن، والباقي للأب.
والثانية: مسألة حريتهما من ستة، ورقهما من أحد، وحرية البنت من اثنين، وحرية الأم من ثلاثة، الكل: من ستة في أربعة بأبعة وعشرين: للبنت ثلاثة في حال، وثلاثة في أخرى وللأم اثنان في حال، وسهم في أخرى، وللأب الكل في حال، والنصف في أخرى، والثلث في أخرى والثلثان في أخرى.
قوله: "فهل تُكَمَّلُ" يجوز بناؤه للمفعول مثقلًا، ويجوز "تَكْمُلُ" بوزن تقتل.
باب الوَلاء
الولاء "بفتح الواو ممدودًا": ولاء العتق، ومعناه: أنه إذا أعتق عبدًا، أو أمة، صار له عصبة في جميع أحكام التعصيب عند عدم العصبة من النسب، كالميراث، وولاية النكاح، والعقل وغير ذلك.
قوله: "وعلى مُعْتَقِيهِ ومُعْتَقِي أَوْلَادِهِ""بفتح التاء فيها" وكذلك ومعتقيهم: اسم مفعول من أعتق.
قوله: "ومن أَعْتَقَ سَائِبَةً" إعتاق العبد سائبة: أن يعتقه ولا ولاء له عليه كفعل الجاهلية، فالعتق على هذا ماض بالإجماع، وإنما اختلف في ولائه، وفي كراهة هذا الشرط وإباحته على كراهته، وعلى أن ولاءه للمسلمين كافة؛ لأنه قصد إعتقاه عنهم.
قوله: "إن كان له عصبة على دين الْمُعْتَقِ""فتح التاء" وإن أسلم الكافر، ورث المعتق "بكسر التاء".
قوله: " وَلَا يَرِثُ مِنْهُ ذُو فَرْضٍ إلا الأَبُ والْجَدُّ" ثم قال بعد ذلك: والولاء لا يورث، ويرث منه ولا يورث متناقض، والجواب: أن تكون "مِن" في "يَرِثُ منه" سببية: أي: ولا يرث به ذو فرض، بدليل قوله بعد: وإنما يورث به، وقد جاءت "مِنْ" للسبية، ومنه قوله تعالى:{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ} 1.
قوله: "والولاء لِلْكُبْرِ""بضم الكاف وسكون الباء": أكبر الجماعة، نقله أبو عبد الله بن مالك في "مثلثه". قال أبو السعادات: يقال: فلان كبر قومه "بالضم": إذا كان أقعدهم في النسب، وهو أن يتسبب إلى جده الأكبر بآباء أقل عددًا من باقي عشيرته، وليس المراد بذلك كبر السن، فلو خلف المعتق أبنين كبيرًا وصغيرًا، فهما سواء، فلو مات الكبير، وخلف ابنًا كبيرًا أكبر من أخيه، كان الولاء كله لأخيه الصغير؛ لأنه ابن المعتق دون ولده الكبير.
قوله: "ثم مَات الْعَتِيقُ" فعيل بمعنى فاعل، من قولهم: عتق العبد، فهو عتيق وعاتق، وليس هو بمعنى فاعل، من قولهم: عتق العبد، فهو عتيق وعاتق، وليس هو بمعنى مفعول كجريح وقتيل؛ لأنه لا يقال:
1 سورة: قريش: الآية "4".
عَتَقْتُ العبد فهو معتوق حتى يكون عتيق بمعنى: معتوق، وقد قيل: إن تسميته معتوق لحن، قلت: وليس بلحن لجواز كونه علمًا منقولًا من معتوق: اسم مفعول من عتقت المال: بمعنى: أصلحته، فلا يكون لحنًا، والله أعلم.
قوله: "وإن أُعْتِقَ الْجَدُّ" أعتق: "بضم الهمزة" مبنيًّا للمفعول، والجد: المراد به: جد أولاد العبد.
قوله: "الحربي" تقدم في أحكام الذمة، والله أعلم.