الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رددناه إلى أحمد بن حنبل، وكان أعلم أهل زمانه.
وقد صنف في مناقبه من المتقدمين والمتأخرين، جماعة كابن منده والبيهقي، وشيخ الإسلام الأنصاري، وابن الجوزي، وابن ناصر، وغيرهم، وشهرة إمامته ومناقبه وسيادته وبراعته وزهادته، ومجموع محاسنه كالشمس إلا أنها لا تغرب رضي الله عنه وحشرنا في زمرته.
ولد رضي الله عنه في ربيع الأول سنة أربع وستين ومئة، وتوفي ببغداد يوم الجمعة لنحو من ساعتين من النهار لا ثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين ومئتين والمشهور من ربيع الآخر رضي الله عنه، صنف "المسند" ثلاثون ألف حديث1 و"التفسير" مئة ألف وعشرون ألفًا، و"الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ" و"حديث شعبة" و"المقدم والمؤخر" في القرآن و" جوابات القرآن" و"المناسك" الكبير والصغير، وأشياء أخر، وليس هذا مكان استقصاء مناقبه، والله أعلم.
1 وهو موسوعة حديثية كبرى، تصدى لتحقيقها في مصر قبل سنوت طويلة العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر، فأخرج قرابة ثلثه.
ثم قام بتحقيقه كاملًا شيخنا العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط، وشاركه العمل به عدد من زملائنا، ونشرته مؤسسة الرسالة.
حنبل بن إسحاق
1
حنبل بن إسحاق بن حنبل، أبو علي الشيباني، ابن عم الإمام أحمد.
سمع أبا نعيم: الفضل بن دكين، وأبا غسان مالك بن إسماعيل،
1 ترجمته وأخباره في: "تاريخ بغداد""8/ 286" و "سير أعلام النبلاء": "13/ 51"، و "شذرات الذهب":"3/ 307" ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور: "19/ 109" و"المنهج الأحمد": "1/ 264".
وعفان بن مسلم، وسعيد بن سليمان، وعارم بن1 الفضل، وسليمان بن حرب، والإمام أحمد في آخرين.
حدث عنه: ابنه عبيد الله، وقيل: عبد الله، وعبد الله البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر الخلال وغيرهم.
ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، فقال: كان ثقة ثبتًا، قال الدارقطني: كان صدوقًا، وذكره الخلال فقال: قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وإذا نظرت في مسائله، شبهتها في حسنها وجودتها بمسائل الأثرم.
وكان رجلًا فقيرًا، خرج إلى عكبرا، فقرأ مسائله عليهم، روينا بالاسناد إلى حنبل بن إسحاق قال: جمعنا عمي، أنا وصالح، وعبد الله2، وقرأ علينا" المسند" وما سمعه منه -يعني تمامًا- غيرنا، وقال لنا: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من تسعمائة وخمسين ألفا، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه، وإلا فليس بحجة.
وعن بعض الشيوخ بعكبرا قال: حضرنا عند حنبل بن إسحاق حين قدم عكبرا فنزل بعكبرا، فلما اجتمع إليه أصحاب الحديث، قال لهم: اكترينا هذه الغرفة لسنكنها، فإذا كثر الناس، خشينا أن نضر، فإذا اجتمعتم خرجنا إلى المسجد، وتوفي بواسط في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومئتين رحمه الله.
1 كذا في "ش" وفي "ط": "عامر بن الفضل" وهو خطأ.
2 في "ش" و"ط": "جمعنا عمي لي ولصالح وعبد الله" والتصحيح من "شذرات الذهب": "3/ 308".