الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "وَأَسْمَجَهُ" أفعل تفضيل من سمج سماجة، وهو: ضد حسن، واعتدل، والله أعلم.
باب صريح الطَّلَاق وكنايته
الصريح في الطلاق، والعتق، والقذف، ونحو ذلك: هو اللفظ الموضوع له، لا يفهم منه عند الإطلاق غيره.
والصريح: الخالص من كل شيء، ولذلك يقال: نسب صريح، أي: خالص لا خلل فيه، وهذا اللفظ خالص لهذا المعنى أي: لا مشارك له فيه.
والكناية، قال الجوهري: هي أن تتلكم بشيء وتريد غيره، وقد كنيت بكذا عن كذا، وقال ابن القطاع: كنيت عن الشيء: سترته.
والمراد بالكناية هنا: ما يشبه الصريح ويدل على معناه، "فإن لم يشبه الصريح ولم يدل على معناه"1، فليس بصريح ولا كناية، نحو: قومي، واقعدي، وكلي، واشربي.
قوله: "والسَّرَاح" السراح: "بفتح السين": الإرسال، تقول: سرحت الماشية: إذا أرسلتها، وتسريح المرأة: تطليقها، والاسم: السراح، كالتبليغ والبلاغ.
قوله: "وما تَصَرَّفَ منها" تقدم مثله في أول كتاب العتق.
قوله: "مِنْ وَثَاقٍ" الوثاق: "بفتح الواو وكسرها": ما يوثق به الشيء من حبل ونحوه، قال الله تعالى:{فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} 2.
1 ما بين الحاصرتين مستدرك من "ط".
2 سورة محمد صلى الله عليه وسلم: الآية "4".
قوله: "دُيِّنَ" مبني للمفعول، يجوز أن يكون من دين بمعنى ملك.
قال الحطيئة: "من الوافر"
لقد دُيِّنْتِ أمر بنيك حتى
…
تركتهم أَدَقَّ من الطَّحِينِ1
كأنه ملك أمر بنيه، ويجوز أن يكون من: دينت الرجل تديينًا: إذا وكلته إلى دينه فهو قد وكل في بنيه إلى دينه.
قوله: "بِشَيْءٍ لا يَتَبَيَّن" هو مثل أن يكتبه بإصبعه على مخدة أو في الهواء ونحو ذلك.
قوله: "بِهَشْتَمْ""بكسر الباء، والهاء، وسكون الشين المعجمة، وفتح التاء" كذا ضبطناه عنهم ومعناه عندهم: خليتك.
قوله: "مُوْجَبَةٌ""بفتح الجيم" وهو: اسم مفعول من أوجب الشيء: ألزمه، فموجبه: مقتضاه ومطلوبه ومدلوله، تشبيهًا بذلك.
قوله: "أنتِ خَلِيَّةٌ وبَرِيَّةٌ" إلى آخر الباب، الخلية في الأصل: الناقة تطلق من عقالها ويخلى عنها، ويقال للمرأة: خلية، كناية عن الطلاق، قاله الجوهري.
والبَرِيَّةُ: أصله: بريئة "بالهمز"؛ لأنه صفة من برئ من الشيء براءة، فهو بريء. والأنثى. بريئة، ثم خفف همزه كما خفف بريئة: في {خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} 2 فعلى هذا يجوز أنت بريئة بالهمز، وبرية بغير همز.
وبائن، أي: منصلة، من بانت تبين، ويقال: طلقة بائنة: فاعله بمعنى: مفعوله.
1 البيت في "ش" لخطاب المفردة المؤنثة وفي "ط" لخطاب المفرد المذكر، والأول أصح؛ لأن الشاعر يخاطب أمه "مفردة مؤنثة" وكذا ذكره الزمخشري في "أساس البلاغة - دين" ونسبه للحطيئة.
2 سورة البينة: الآية "7".
وبَتَّةٌ: بمعنى مقطوعة، وهي في الأصل: المرة، من بته يبته بتًّا وبتة. يقال: طلقها ثلاثًا بتة، وصدقة بتة، أي: متقطعة، وبتلة بمعنى: منقطعة، من قولهم: بتل الشيء: إذا قطعه، وسميت مريم عليها السلام البتول، لانقطاعها عن1 الرجال، وفاطمة الزهراء البتول، لانقطاعها عن نساء زمانها فضلًا، ودينًا، وحسبًا، وقيل: لإنقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.
قوله: "والْحَرَجُ""بفتح الحاء والراء": الضيق، يقال: حرج "بكسر الراء" يحرج حرجًا "فتحها في المضارع والمصدر" فقولهم في الكناية: أنت الحرج: من باب الوصف بالمصدر مبالغة، أو على حذف المضاف، أي: ذات الحرج.
وخليتك وأنت مخلاة أي: أطلقتك فأنت مطلقة، من قولهم: خلَّى سبيله، فهو: مُخَلَّى، وأنت واحدة، أي: منفردة.
واستبري أصله الهمز؛ لأنه من قولهم: إستبرأت الجارية: إذا تركتها حتى يبرأ رحمها، وتتبين حالها، هل هي حامل، أم لا.
"واعتزلي": اعتزال الشيء: إذا كان بمعزل منه، فمعنى اعتزلي، أي: كوني وحدك في جانب.
وحبلك على غاربك. الغارب: مقدم السنام، فمعنى حبلك على غار بك: أنت مرسلة مطلقة، غير مشدودة، ولا ممسكة بعقد النكاح.
"قوله""ولا سبيل لي عليك" السبيل: الطريق: يذكر ويؤنث، قال الله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} 2 فأنث وقال تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ
1 ما بين الرقمين مستدرك على الهامش في "ش".
2 سورة يوسف: الآية "108".