الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجهاد
مدخل
…
كتاب الجهاد
الجهاد مصدر جاهد جهاداً ومجاهدة، وجاهد: فاعل، من جهد: إذا بالغ في قتال عدوه وغيره. ويقال: جهده المرض وأجهده: بلغ به المشقة، وجهدت الفرس وأجهدته، استخرجت جهده، نقلها أبو عثمان، والجهد بالفتح: المشقة وبالضم: الطاقة، وقيل: يقال: بالضم والفتح في كل واحد منها فمادة "ج هـ د" حيث وجدت، ففيه معنى المبالغة وهو في الشرع: عبارة عن قتال الكفار خاصة.
قوله: "الواجِد لِزادِه" الزاد: الطعام يتخذ للسفر، وألفه منقلبة عن واو، والمزود "بكسر الميم" ما يجعل فيه الزاد.
قوله: "وأَقَلُّ ما يُفْعَلُ مَرَّةٌ" أقل: مرفوع بالابتداء. ومرة: بالرفع خيره، ونصب "مرةً" ضعيف جداً.
قوله: "أو حُصِر""هو بالصاد المهملة" وقد تقدم معناه في الفوات والإحصار.
قوله: "وغَزْو البَحْر" الغزو: قصد العدو في دارهم. عن ابن القطاع: غزا يغزو غزوًا والاسم: الغزاة، فهو غاز، والجمع: غزاة وغُزَّى، وغُزِيٌّ "بضم الغين وفتحها1 مع تشديد الياء".
والبحر بسكون الحاء، ويجوز فتحها عند الكوفيين.
قوله: "مع كُلُّ بَرٍّ وفاجر" قال صاحب "المطالع": يقال: رجل بارٌّ
1 في المصباح: وجمع الغزاة: غَزِيٌّ على فعيل مثل الحجيج.
وَبَرٌّ، إذا كان ذَا نفع وخير ومعروف. ومن أسمائه تعالى: البر، وأما الفاجر هو الرجل المنبعث في المعاصي "والمحارم"1.
قوله: "وتمامُ الرِّباطِ": الرباط: مصدر رابَطَ، رباطًا، ومرابطة: إذا لزم الثغر مخيفًا للعدو. وأصله من: ربط الخيل؛ لأن كلًّا من الفريقين يربطون خيلهم مستعدين لعدوهم.
قوله: "لزوم الثَّغْرِ": الثغر: تقدم تفسيره في باب صلاة الجماعة2.
قوله: "تَجِبُ الهِجْرَةُ": تقدم في "الإمامة".
قوله: "من ضِعْفِهِمْ" الضعف: بكسر الضاد، أي: من مثليهم.
وسيذكر إن شاء الله تعالى في "الوصايا".
قوله: "إلا مُتَحَرِّفِيْنَ لِقِتَالٍ أو مُتَحَيِّزِيْنَ إلى فئة" التحرف: أن ينصرفوا من ضيق إلى سعة أو من سفل إلى علو، أو من مكان منكشف إلى مستتر ونحو ذلك.
"والتَّحَيُّزُ": أن ينضموا إلى جماعة يقاتلون معهم.
قوله: "إلَّا أَنْ يغلِبَ على ظَنِّهِم الظَّفَرُ" أي: فيستحب لهم الثبات، نص على ذلك في "الكافي" وإلا فظاهر كلامه هنا أنه يجب.
قوله: "من المُقَامِ""هو بضم الميم": الإقامة، يقول: أقام مقامًا، وقامَ مقامًا.
قوله: "تَبْيِيْتُ الْكُفَّارِ" أي: الإيقاع بهم ليلًا.
قوله: "بالمِنْجَنِيْقِ": قال أبو منصور موهوب اللغوي: المنجنيق:
1 ما بين الحاصرتين مستدرك من "ط".
2 في "ط": الثغر: موضع المخافة من حصن أو غيره، وقال أبو السَّعَادَات: موضع الإخافة من أطراف البِلاد.
اختلف فيه أهل العربية: فقال قوم: ميمُه زائدة، وقيل: بل أصلية، ويقال: منجنيق ومنجنيق1 "بفتح الميم وكسرها" وقيل: الميم والنون، في أول زائدتان، وقيل: أصليتان، وهو أعجمي مُعَرَّبٌ، وحكى الفراء. منجنوق بالواو، وحكى غيره، منجليق، وقد جنق المنجنيق. ويقال: جَنَّقَ "بالتشديد".
قوله: "وفي حَرْقِ شَجَرِهِم" يقال: أحرق الشيء إحراقًا، وحرقه تحريقًا، فالحرق اسم مصدر.
قوله: "لِيُغْرِقَهُم""بتخفيف الراء وتشديدها" على أنه معدى "أغرق" بالهمزة والتضعيف.
قوله: "ولا راهبٌ" ولا شيخ فإن" الراهب، اسم فاعل من رهب، إذا خاف. وهو مختص بالنصارى كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا، وترك مَلَاذَّهَا، والزهد فيها، والعزلة عن أهلها، وتعمد مشاقها، وجمعه: رهبان، ويجمع على رهابين ورهابنة، والرهبنة: فعلنة.
والشيخ: من جاوز الخمسين إلى آخر العمر، نص عليه المصنف في "الكافي" فقال أبو اسحق إبراهيم الأطرابلسي2 في "الكفاية". فإذا رأى الشيب. فهو أشيب وأشمَط، فإذا استبانت فيه السن فهو شيخ، فإذا ارتفع عن ذلك فهو مسن، فإذا ارتفع عن ذلك فهو فَحْمٌ وقَحْرٌ، فإذا قارب الخطو فهو دالف، فإذا زاد على ذلك فهو هَرِمٌ وَهِمٌ3 فإذا ذهب عقله من الكبير فهو خرف. وللشيخ جموع سبعة، نظمها شيخنا الإمام أبو
1 مَنْجَنِيق ومنجنيق زيادة من "ط".
2 في "ط": الطَّرَابُلسي.
3 وهم: كذا في "ش" والقاموس وفي "ط": "رِهْمٌ" وهو تصحيف، ومثل هم رحمه "بكسر الهاء فيهما "القاموس - همم".
عبد الله بن مالك في بيت فقال: "من البسيط"
شيخٌ شُيُوخٌ ومَشْيُوخَاء مَشْيَخَةٌ
…
شِيَخَةٌ، شِيْخَةٌ شِيخَانُ أشياخُ1
قوله: "تَتَرَّسوا بهم" أي: تستروا بهم. قال الجوهري: التترس، التستر بالترس.
قوله: "بين الاسترقاقِ والمنَّ والفِداءِ": فالاسترقاق: إتخاذ الأسير رقيقًا، والمن عليه إطلاقه بغير شيء، والفداء: أن يبدله بأسير في أيدي العدو أو بمال.
والفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر، وإذا فتح أوله قصر لا غير، حكى ذلك الجوهري.
قوله: "إلّا غَيْرَ الْكِتَابي" استثناء ممن يخير الإمام فيه بين الأمور الأربعة، فإن الأسرى ثلاثة أضرب:
ضَرْبٌ لا يجوز قتلُهم وهم النساءُ، والصبيان.
وضرب يخير فيهم بين الأمور الأربعة، وهم الرجال من أهل الكتاب ومن يقر بالجزية من المجوس، وضرب يخير فيهم بين القتل والمن والفداء.
وفي الاسترقاق روايتان: وهم الرجال ممن لا يقر بالجزية، كذا نص عليه في "المغني".
قوله: "رَقُّوا في الحال": بفتح الراء: أي: صاروا أرقاء، بمجرد الإسلام، ولا يجوز ضم رائه بحال.
1 وقد أوصل في القاموس العدد إلى أحد عشر جمعًا والأربعة الأخرى هي: شيُوخ "بكسر الشين"، ومشِيخة "بكسر الشين"، ومَشْخاءُ، "بفتح الميم وسكون الشين وضم الهمزة بلا واو"، ومشايخ.