الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تحذف الواو في مضارعه، نحو: وله يؤله ووغر صدره، يوغر ووددت أود، ولم يسمع حذف الواو إلا في يسع ويطأ، قال الجوهري: وإنما سقطت الواو منهما لتعديهما، وما عداهما من هذا النوع لا يكون إلا لازمًا، فلذلك خولف بهما نظائرهما.
قوله: "الاستفاضة" تقدم في القذف1.
قوله: "ومَصْرِفِهِ" مصرفه "بكسر الراء": موضع صرفه، وهو الجهات التي يصرف فيها، فأما مصرفة "بفتح الراء" فهو المصدر.
قوله: "شهادة المستخفي" المستخفي: المتواري. قال الجوهري: ولا تقل اختفيت، والله أعلم.
1 هذه الفقرة لم ترد في "ط".
باب شروط من تقبل شهادَتُهُ
الشروط: جمع شرط، وقد تقدم، ومن تقبل شهادته، أي: الذي يحكم بشهادته.
قوله: "في حال أَهْلِ العَدالة" هو:
أن يكون مسلمًا، عاقلًا، عدلًا، عالمًا بما يشهد به غير متهم.
ذكر المصنف رحمه الله ذلك في "المغني"، وقال السامري، في "المستوعب": لا يختلف المذهب في اشتراط هذه الخمسة.
قوله: "معتوه" تقدم في الطقع في السرقة1.
قوله: {لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} 2: "لا نشتري" جواب
1 هذه الفقرة لم ترد في "ط".
2 سورة المائدة: الآية "106".
القسم أي: يقولون: والله لا نشتري، والهاء في "به" عائدة على لفظ الجلالة أو على الحلف أو على تخريف الشهادة، أو على الشهادة، "ثمنًا" مفعول نشتري؛ لأن الثمن يشترى، كما يشترى المثمن، وقيل: التقدير: ذا ثمن، "ولو كان ذا قربى" أي: ولو كان المشهود له ذا قرابة.
قوله: {وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ} 1 لا نكتم، معطوف على "لا نشتري" وأضاف الشهادة إلى الله؛ لأنه أمر بها، فصارت له، وتقرأ "شهادة" بالتنوين و"الله" بالجر والنصب: فالجر مع قطع الهمزة ووصلها، وبالمد مع قطع الهمزة على حذف حرف القسم بتعويض ودونه.
قوله: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} 2 عثر "بضم العين" أي: اطلع، يقال. عثر على الشيء عثورًا، وعثر في مشيه ومنطقه ورأيه عثارًا، "أنهما" أي: الوصيان. "استحقا إثمًا" أي: استوجبا إثمًا بخيانتهما، وأيمانهما الكاذبة.
قوله: "شَهَادَةُ مُغَفَّلٍ" المغفل "بفتح الفاء": أسم مفعول من غفل، يقال: غفل عن الشيء فأغفله غيره وغفله، جعله غافلًا، فهو مُغْفَلٌ ومُغَفَّلٌ "بتشديد الفاء وتخفيفها مفتوحة فيهما".
قوله: "ولا مَعْرُوفٍ بكثرة الغَلَطِ والنِّسْيَانِ" الغلط: مصدر غلط: إذا أخطأ الصواب في كلامه عن السعدي، والعرب تقول: غلط في منطقته، وغَلِطَ في الحساب، وحكى الجوهري عن بعضهم، أنهما لغتان بمعنى.
والنسيان بكسر النون وسكون السين، مصدر نسي الشيء، وهو
1 سورة المائدة: الآية "106".
2 سورة المائدة: الآية "107".
خلاف الذكر والحفظ، ورجل نسيان "بفتح النون" أي: كثير النسيان.
قوله: "العدالة" العدالة مصدر عدل "بضم الدال عدالة" ضد جار، قال الجوهري: ورجل عدل أي رضى ومقنع في الشهادة، وقوم عدل وعدول، وهو أيضًا القيمة والفدية، والحكم بالحق، والعدل "بالفتح والكسر": المثل "وبالكسر وحده": الوعاء المعروف، وبالضم وحده: جمع عدولٍ: وهو الكبير الجود1.
قوله: "رِيبةٌ" الريبة: التهمة، ورابني الشيء، عرفت منه الريبة.
قوله: "لا يَرْتَكِبُ كَبِيرَةً ولا يُدْمِنُ على صَغِيرَةٍ" الكبيرة: المنصوص عن الإمام أحمد رحمه الله فيها، أنها كل ما أوجب حدًّا في الدنيا، كالزنا، وشرب الخمر، أو وعيدًا في الآخرة كأكل الربا، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، والصغيرة ما دون ذلك، كالغيبة والنظر المحرم.
قوله: "ولا تقبل شهادة فاسق" تقدم تفسير الفاسق في الأذان2.
قوله: "أو الاعْتِقَاد" الاعتقاد: من أفعال القلوب، وهو "افتعال" من عقد القلب على الشيء: إذا لم يزل عنه، وأصل العقد: ربط الشيء بالشيء، فالاعتقاد: ارتباط القلب بما انطوى عليه ولزمه.
قوله: "المُتَدَيِّنِ به" المتدين "بوزن المتكلم": اسم فاعل من تدين بكذا: إذا جعله دينه يقال: دان بكذا دينا وتدين به، فهو دين، ومتدين، والضمير في به للاعتقاد.
قوله: "متأولًا" المتأول: هو صارف اللفظ عن ظاهره لدليل وشروطه ثلاثة:
1 كذا في "ش": "الكبير الجود" وفي "ط": "الكثير الجود" وهما بمعنى.
2 هذه الفقرة لم ترد في "ط".
أن لا يمكن حمله على ظاهره.
وجواز إرادة ما حمله عليه.
والدليل الدال على إرادته.
قوله: "استعمال الْمُروءَةِ" المروءة "بالهمز، بوزن سهولة": الإنسانية، قال الجوهري: ولك أن تشدد، وقال أبو زيد: مرؤ الرجل: صار ذا مروءة، فهو مريء على فعيل وتمرأ: تكلف المروءة.
قوله: "ما يُجَمِّلُهُ ويزينُهُ" جمله كذا: جعله جميلًا، وزانه وأزانه وزينه بمعنى، والزين نقيض الشين.
قوله: "شهادة المُصَافِعِ" المصافع، مفاعل من صفع، قال السعدي: وصفعه صفعًا: ضرب قفاه بجمع كفه، وقال ابن فارس: الصفع معروف، وقال الجوهري: الصفع: كلمة مولدة، فالمصافع إذن: من يصفع غيره، ويمكن قفاه من غيره فيصفعه.
قوله: "والْمُتَمَسْخر" المتمسخر، اسم فاعل من تمسخر، وهو تمفعل من سخر فالمتمسخر يفعل ويقول أشياء تكون سببًا؛ لأن يسخر منه، أي: يتهزأ به.
قوله: "والرَّقَّاص" الرقاص: من أمثله المبالغة: فهو الكثير الرقص. يقال: رقص، يرقص رقصًا، فهو رقاص، ورقص الآل: اضطرب، والشراب: أخذ في الغليات، والرقص معروف.
قوله: "واللاعب بالشَّطَرَنْجِ والنَّرْدِ" الشطرنج: فارسي معرب وهو هذا المعروف، قال أبو منصور اللغوي: وبعضهم يكسر شينه ليكون على مثال من أمثلة العرب، كجردحل: وهو البعير الشديد الضخم، والنرد: معروف أيضًا، وهو أعجمي معرب.
قوله: "بِمُبَاضَعَةِ أَهْلِهِ" المباضعة: المجامعة: وكذلك البضاع.
قوله: "كالنَّخَالِ والنَّفَاطِ، والْقَمَّامِ، والزَّبَّالِ، والمُشَعْوِذِ، والقرَّادِ والْكَبَاشِ" النخال: مبالغة في ناخل: يقال: نخل الشيء نخلًا: نقى رديئة، ونخل الدقيق: غربلته، والمنخل:"بضم الميم الخاء": ما ينخل به، فالنخال هنا، هو الذي يتخذ غربالًا أو نحوه يغربل به ما في مجاري السقايات، وما في الطرقات من حصى وتراب ليجد في تلك شيئًا من الفلوس والدراهم وغيرها.
والنَّفَّاطُ: اللعاب بالنفط: مثل لبان وتمار.
والْقَمَّامُ: فعال: من قم البيت: إذا كنسه، والقمامة: الكناسة، والجمع: قمام فالقمام الكناس.
والزَّبَّالُ: معروف، وهو الذي صناعته الزبل كنسًا ونقلًا وجمعًا غير ذلك.
والمشعوذ: من الشعوذة، قال ابن فارس: ليست من كلام أهل البادية وهي خفة في اليدين، وآخذة كالسحر، وقال السعدي: الخفة في كل أمر.
والقراد: الذي يلعب بالقرد، ويطوف به في الأسواق ونحوها، مكتسبا بذلك.
الكباش: الذي يلعب بالكبش ويناطح به، وذلك من أفعال السفهاء والسفلة.
قوله: "شهادة البدوي على القروي" البدوي: منسوب إلى البدو، وهي البادية، والنسب إليه بدوي بفتح الباء، والقروي: نسبة إلى القرية "بفتح الراء" في القروي، فالبدوي ساكن البادية والقروي ساكن القرية، والله أعلم.