الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينما أي: في وقت من الأوقات رجل يمشي بطريق؛ أي: في السفر فاشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلبٌ يلهث، بفتح الحاء ويثلث من لهث أخرج لسانه من العطش والحر كذا في (النهاية).
وقال السيوطي: اللهث شدة توارد النفس من تعب وغيره يأكلُ الثرى بمثلثة مفتوحة مقصورة التراب الرطبة أو التراب تحت الأرض من العطش، أي: من شدته وحدته فقال: أي: الرجل في نفسه لقد بلغ هذا الكلب، بالنصب أي: نفسه من العطش مثل الذي بلغ بي، أي: من نفسي فنزل البئر فملأ خفَّه أي: من الماء ماء، ثم أمسك الخفَّ أى: رأسه بِفيه أي: بفمه لاحتياجه إلى يديه في ارتفاعه من البئر حتى رَقِيَ، بكسر القاف أي: صعد إليه فسقى الكلب، فشكر الله له أي: استحسنه وجازاه فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ قال: "في كل ذات كبدٍ رطبة أجر" أي: ثواب عظيم، والكبد بفتح الكاف وكسر الموحدة ثم دال مهملة يقال له باللسان التركي: "جكر" وذكر الترمذي عن مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما امرأة تمشي بفلاة من الأرض اشتد عليها العطش فنزلت بئرًا فشربت ثم صعدت فوجدت كلبًا يأكل الثرى أي: التراب الرطبة من العطش فقالت: لقد بلغ بهذا الكلب مثل ما بلغ مني ثم نزلت البئر فملأت خفها وأمسكته بفيها ثم صعدت فسقته فشكر الله لها ذلك فغفرها" قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرًا قال: "نعم في كل كبد رطبة أجر".
لما فرغ من بيان ما يتعلق بفضل المعروف والصدقة، شرع في بيان ما يتعلق بحق الجار، فقال: هذا
* * *
باب حق الجار
في بيان حق الجار وهو أربعون دارًا من كل جانب من البيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء - أي: بسبب كونه بين أظهرهم - لكرامته على ربه"(1) كما قاله المناوي. محمد قال: ثنا كذا في نسخة.
(1) ضعيف جدًا: أخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 574) والعقيلي في الضعفاء (463) وقال المناوي =
935 -
أخبرنا مالك، أخبرنا يحيى بن سعيد، قال: أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ عمرة حدّثته: أنها سمعت عائشة رضوان الله عليها تقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ ليورّثَنَّهُ".
• أخبرنا مالك، أخبرنا يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني يكنى أبا سعيد القاضي ثقة ثبت كان في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين والمحدثين من أهل المدينة، مات سنة أربع وأربعين ومائة قال: أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: الأنصاري البخاري بالنون والجيم المدني القاضي له اسمه وكنيته واحد وقيل: إنه يكنى أبا محمد ثقة عابدًا كان في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين والمحدثين من أهل المدينة، مات سنة عشرين ومائة أنَّ عمرة أي: بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية كانت في الطبقة الثالثة من طبقات التابعيات من أهل المدينة، ماتت بعد المائة حدّثته: أنها سمعت عائشة رضوان الله عليها تقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما زال جبريل يوصيني بالتشديد والتخفيف أي: أمرني بالجار أو بالإِحسان إليه والشفقة عليه حتى ظننتُ أي: حسبت ليورّثَنَّهُ" أي: ليجعله وارثًا، في أكثر الأصول:"حتى ظننت أنه سيورثه" كما رواه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، وفي رواية البيهقي عن عائشة رضي الله عنها أنه يورثه.
لما فرغ من بيان ما يتعلق بالجار، شرع في بيان ما يتعلق باكتتاب العلم، فقال: هذا
* * *
= في فيض القدير: ضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف وفي الميزان: يحيى هذا ضعفه ابن معين ووهاه أبو داود وقال ابن خزيمة: لا يحتج به ثم أورد له هذا الخبر.
(935)
صحيح: أخرجه البخاري (8/ 12) ومسلم في البر والصلة (140، 141) وأبو داود (5151)(5152) والترمذي (1942، 1943) وابن ماجه (3673)(3674) وأحمد في المسند (2/ 85، 160، 259، 445، 514)(6/ 52، 91، 125، 187، 238) والبيهقي في الكبرى (6/ 275)(7/ 11، 27)(8/ 11) وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 357) والطبراني في الكبير (8/ 166)(12/ 160) وابن حبان (2052) وعبد الرزاق (19745) وأبو نعيم في الحلية (3/ 306، 307)، وابن عدي في الكامل (3/ 949)(5/ 1931)(6/ 2148) والخطيب في تاريخه (4/ 187).