الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(12) بَابٌ: في الْهَدْي
1749 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِىُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، الْمَعْنَى، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِى ابْنَ أَبِى نَجِيحٍ -: حَدَّثَنِى مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِى هَدَايَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَلًا
===
فإن قلت: في هذا التلبيد بظاهره مخالفة لما روي عنه صلى الله عليه وسلم سأل رجل فقال: ما الحاج؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشعث التفل"، والشعث انتشار الشعر وتفرقها. قلت: ليس فيهما مخالفة أصلًا؛ لأن المراد من الشعث ترك الزينة، والتلبيد ليس بزينة، بل هو دفع أذى انتشار الشعر.
(12)
(بَابٌ: في الْهَدْى)
بفتح، فسكون، وبفتح فكسر مشددة، وهو ما يُهدَى إلى الحرم من النعم، شاة كانت أو بقرة أو بعيرًا، الواحدة هدية
1749 -
(حدثنا النفيلي، نا محمد بن سلمة، ثنا محمد بن إسحاق، وثنا محمد بن المنهال، نا يزيد بن زريع، عن) محمد (بن إسحاق، المعنى) أي معنى حديث محمد بن سلمة ويزيد بن زريع واحد (قال: قال عبد الله -يعني ابنَ أبي نجيح-: حدثني مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه وضع المظهر موضع المضمر (جملًا)(2) مفعول لأهدى، أي أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم جملًا
(1) في نسخة: "ح، وثنا".
(2)
فيه حجة لمالك أن الهدي لا يختص بالإناث، بل يعم الذكور أيضًا خلافًا للشافعي إذا قال: يختص بالإناث، كذا في "المنتقى"(2/ 308)، و"المدونة"(1/ 308)، ولا يصح حكايته خلاف الشراح، نعم فيه خلاف لابن عمر، كذا في "الأوجز"(7/ 492، 493). (ش).
كَانَ لأَبِي جَهْلٍ في رَأسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ. قَالَ ابْنُ مِنْهَالِ: بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، زَادَ النُّفَيْلِيُّ: يَغِيظُ بِذلِكَ الْمُشْرِكِينَ". [حم 1/ 261، خزيمة 2897، ك 1/ 467]
===
(كان لأبي جهل)(1) في هداياه (في رأسه) أي أنفه (بُرَة) البرة بضم الموحدة وفتح الراء المخففة، قال أبو علي: أصله بروة لأنها تجمع على برات وبرون كثبات وثبون (فضة) بالإضافة.
قال القاري (2): قال الشارح: أي في أنفه حلقة فضة، فإن البرة حلقة من صفر ونحوه تجعل في لحم أنف البعير، وقال الأصمعي: في أحد جانبي المنخرين، لكن لما كان الأنف من الرأس قال في رأسه على الاتساع، والأظهر أنه مجاز المجاورة من حيث قربه من الرأس لا من إطلاق الكل على البعض.
(قال ابن منهال: برة من ذهب) قال القاري: ويمكن التعدد باعتبار المنخرين. (زاد النفيلي: يَغيظ بذلك المشركين) بفتح حرف المضارعة أي يوصل الغيظ إلى قلوبهم في نحر ذلك الجمل.
قلت: خاتمة: جمله أجمل منه، فإنه نحو (3) في سبيل الله، وأكل منه رسوله وأولياؤه.
(1) أشكل على الحديث ما في "الترمذي" برقم (815) أن جمل أبي جهل كان في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والراجح ما في أبي داود كما بسط في "الكوكب"(2/ 88 - 89)، و"الأوجز"(7/ 490 - 492). (ش).
(2)
"مرقاة المفاتيح"(5/ 528).
(3)
وفي "الخميس"(1/ 22) روي أن جمله نَدَّ من بين الهدايا، وذهب إلى مكة، ودخل داره، فتعاقبه جَمَّالُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأراد سفهاء قريش أن لا يردوه، فمنعهم سهيل بن عمرو، وهو مؤسس بنيان الصلح، وقال لهم: إن تريدوه فأعرضوا عليه صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل، فإن قبل فأمسكوه، فقال عليه السلام:"لو لم يكن للهدي لقبلت" فنحره أيضًا، انتهى. (ش).