الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعَلِيٌّ رضي الله عنه، يُعَبِّرُ عَنْهُ، وَالنَّاسُ بَيْنَ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ". [السنن الكبرى للنسائي 4094، ق 5/ 140، حم 3/ 477]
(72) بَابُ مَا يَذْكُرُ الإِمَامُ في خُطْبَتِهِ بِمِنًى
1957 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِىِّ قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
===
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله: أن الروايات في خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجته مختلفة، والظاهر أنه خطب أيامًا بل خطب من السابع إلى انقضاء النسك جميعًا ولا ضير فيه، وهو الظاهر من حاله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يذكرهم كل حين لا سيما وهم يومئذ أحوج ما كانوا إلى الذكر والعظة، وأكثر ما كانوا يومًا، فلا ينبغي أن ترجع روايات الخطب إلى أنه خطب ثلاثة أو أربعة.
وأما ما ذهب إليه علماؤنا - رحمهم الله تعالى - من أن الإِمام يخطب سابع ذي الحجة، ثم التاسع، ثم الحادي عشر، فإنما قصدوا التيسير على الناس؛ لأن في اجتماعهم كل يوم وهم يكلؤون أمتعتهم ويصلحون أقمشتهم حرجًا بهم، وليس يريدون أن الزيادة على تلك الخطب ممنوعة أو بدعة، والله أعلم، انتهى.
(وعلي رضي الله عنه يعبر عنه) بأنه رضي الله عنه كان بينه وبين الناس الذين كانوا بعيدًا من الإِمام، فيبلغهم صوته ويفهمهم مراده (والناس بين قائم وقاعد) أي بعضهم قائم، وبعض منهم قاعد.
(72)
(بَابُ مَا يَذْكُرُ الإمَامُ في خُطْبَتِهِ بِمِنًى)
1957 -
(حدثنا مسدد، نا عبد الوارث، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وَنَحْنُ بِمِنًى فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا، حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِى مَنَازِلِنَا! فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ، فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ [فِى أُذُنَيْهِ]، ثُمَّ قَالَ:«بِحَصَى الْخَذْفِ» ،
===
ونحن بمنى فَفُتِحَت أسماعنا) أي زادت قوة سماعنا (حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعلِّمهم مناسكهم) أي أحكام الحج (حتى بلغ الجمار، فوضع إصبعيه السبابتين في أذنيه ثم قال: بحصى الخذف).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله: وهذه الخطبة إما أن يكون خطبها ثامن يوم من ذي الحجة، فالبلوغ في قوله:"حتى بلغ" بلوغ حديثه، يعني أنه ذكر فيه المسائل حتى ذكر مسألة رمي الجمار، أو يكون في غير يوم الثامن بل في يوم النحر أو بعده، فالبلوغ بلوغ نَفْسه الشريفة، والمعنى أنه أخذ يذكر لهم المسائل حتى إذا وصل عند الجمر أدخل مسبحتيه في صماخي أذنيه ليمُدَّ صوته، فنادى بقوله:"بحصى الخذف" أي: ارموا بها.
وإن لم يكن ذكر الأذنين كما في نسخة، فتوجيه العبارة ممكن بنحو آخر أيضًا، وهو أنه حين وصل إلى الجمرة أشار إلى الناس بمسبحتيه، يريهم كيفية الرمي، وقال بلسانه: ارموا بحصى الخذف، فذكر مقدار الحصى باللسان، وبَيَّن وجه الرمي بالبنان.
أو يكون ذلك على معنى بلوغ الحديث أيضًا إلى ذكرها، فإنه ذكر المسائل حتى إنه ذكر مسألة رمي الجمار، ومد صوته بإدخال أصبعيه في أذنيه، وقال: أو يكون المعنى حتى انتهى إلى الجمرة، وضع أصبعيه المسبِّحتين على باطن إبهاميه، وقال أي رمى بحصى الخذف (1).
فعلى هذا يكون ذلك بيانًا من الراوي لكيفية رميه صلى الله عليه وسلم الجمرة، وأيًّا ما كان
(1) بفتح خاء وسكون ذال معجمتين: رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما، تأخذ بين سبابتيك تخذف به، أو بمخذفة من خشب، كذا في "شرح اللباب"(ص 241)، وفي "لغات الصراح": سنكَريزه زدن. (ش).