المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(43) باب دخول مكة - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ٧

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(5) أَوَّلُ كتَابِ الْمَنَاسِكِ

- ‌(1) باب فرض الحجِّ

- ‌(2) بَابٌ: في الْمَرْأَةِ تَحُجُّ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ

- ‌(3) بَابٌ: "لَا صَرُورَةَ

- ‌(4) (بَابُ التِّجَارَةِ في الْحَجِّ)

- ‌(5) بَابٌ

- ‌(6) بَابُ الْكَرِيِّ

- ‌(7) بَابٌ: في الصَّبِيِّ يَحُجّ

- ‌(8) بابٌ: في الْمَوَاقِيتِ

- ‌(9) بَابُ الْحَائِضِ تُهِلُّ بِالْحَجِّ

- ‌(10) بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ

- ‌(11) بَابُ التَّلْبِيدِ

- ‌(12) بَابٌ: في الْهَدْي

- ‌(13) بابٌ: في هَدْيِ الْبَقَرِ

- ‌(14) بَابٌ: في الإِشْعَارِ

- ‌(15) بَابُ تَبْدِيلِ الْهَدْيِ

- ‌(17) بَابٌ: في رُكُوبِ الْبُدْنِ

- ‌(19) بابٌ: كيْفَ تُنْحَرُ الْبُدْنُ

- ‌(20) بَابٌ: في وَقْتِ الإِحْرَامِ

- ‌(21) بَابُ الاشْتِرَاطِ في الْحَجِّ

- ‌(22) بَابٌ: في إِفْرَادِ الْحَجّ

- ‌(23) بَابٌ: في الإِقْرَانِ

- ‌(24) بَابُ الرَّجُلِ يَحُجُّ عَنْ غَيْرِهِ

- ‌(25) بَابٌ: كَيْفَ التَّلْبِيَةُ

- ‌(26) بابٌ: مَتَى يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ

- ‌(27) بَابٌ: مَتَى يَقْطَعُ الْمُعْتَمِرُ التَّلْبِيَة

- ‌(28) بَابُ الْمُحْرِمِ يُؤَدِّبُ غُلَامَه

- ‌(29) بَابُ الرَّجُلِ يُحْرِمُ في ثِيَابِهِ

- ‌(30) بَابُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ

- ‌(31) بَابُ الْمُحْرِمِ يَحْمِلُ السِّلَاح

- ‌(32) بابٌ: في الْمُحْرِمَةِ تُغَطِّي وَجْهَهَا

- ‌(33) بَابٌ: في الْمُحْرِمِ يُظَلَّلُ

- ‌(34) بَابُ الْمُحْرِمِ يَحْتَجِمُ

- ‌(36) بَابُ الْمُحْرِمِ يَغْتَسِلُ

- ‌(37) بَابُ الْمُحْرِمِ يَتَزَوَّج

- ‌(38) بَابُ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ

- ‌(39) بَابُ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِم

- ‌(40) بَابُ الْجَرَادِ للْمُحْرِم

- ‌(41) بَابٌ: في الْفِدْيَةِ

- ‌(42) بَابُ الإِحْصَارِ

- ‌(43) بَابُ دُخُول مَكَّة

- ‌(44) (بابٌ: في رَفْعِ الْيَدِ إِذَا رَأَى الْبَيْتَ)

- ‌(45) بابٌ: في تَقْبِيلِ الْحَجَرِ

- ‌(46) بَابُ اسْتِلَامِ الأَرْكَانِ

- ‌(47) بَابُ الطَّوَافِ الْوَاجِبِ

- ‌(48) بَابُ الاضْطِبِاع في الطَّوَاف

- ‌(49) بَابٌ: في الرَّمَلِ

- ‌(50) بَابُ الدُّعَاء في الطَّوَافِ

- ‌(51) بَابُ الطَّوَافِ بَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌(52) بَابُ طَوَافِ الْقَارِن

- ‌(53) بَاب الْمُلْتَزَمِ

- ‌(54) بَابُ أَمْرِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌(56) بَابُ الْوقُوفِ بِعَرَفَةَ

- ‌(57) بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى مِنًى

- ‌(58) بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى عَرَفَة

- ‌(59) بَابُ الرَّوَاحِ إِلَى عَرَفَة

- ‌(60) (بابُ الْخُطْبَةِ بِعَرَفَةَ)

- ‌(61) بَابُ مَوْضِعِ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ

- ‌(63) بَابُ الصَّلَاة بِجَمْعٍ

- ‌(64) بَابُ التَّعْجِيلِ مِنْ جَمْعٍ

- ‌(65) بَابُ يَوْمِ الْحَجِّ الأَكْبَرِ

- ‌(66) بَابُ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ

- ‌(67) بَابُ مَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَة

- ‌(68) بَابُ النُّزُولِ بِمِنًى

- ‌(69) بَابٌ: أَيُّ يَوْمٍ يَخْطُبُ بِمِنًى

- ‌(70) بَابُ مَنْ قَالَ: خَطَبَ يَومَ النَّحْرِ

- ‌(71) بَابٌ: أَيُّ وَقْتٍ يُخْطَبُ يَوْمَ النَّحْرِ

- ‌(72) بَابُ مَا يَذْكُرُ الإِمَامُ في خُطْبَتِهِ بِمِنًى

- ‌(73) بَابٌ: يَبِيتُ بِمَكَّة لَيَالِي مِنًى

- ‌(74) بَابُ الصَّلَاةِ بِمِنًى

- ‌(75) بَابُ الْقَصْرِ لأَهْلِ مَكَّة

- ‌(76) بَابٌ في رمْيِ الجِمَارِ

- ‌(77) بَابُ الْحَلْقِ وَالتَّقْصِير

- ‌(78) بَابُ الْعُمْرَةِ

- ‌(79) (بَابُ الْمُهِلَّةِ بِالْعُمْرَةِ تَحِيضُ فَيُدْرِكُهَا الْحَجُّ فتنْقُضُ عُمْرَتَهَا وَتُهِلُّ بِالْحَجِّ، هَلْ تَقْضِي عُمْرَتَهَا

- ‌(80) بَابُ الْمَقَامِ في العُمْرَةِ

- ‌(81) بَابُ الإفَاضَةِ في الْحَجّ

- ‌(82) بَابُ الْوَدَاعِ

- ‌(83) بَابُ الْحَائِضِ تَخْرُجُ بَعْدَ الإِفَاضَةِ

- ‌(84) بَابُ طَوَافِ الْوَدَاع

- ‌(85) بَابُ التَّحْصِيبِ

- ‌(87) بابٌ: فِى مَكَّةَ

- ‌(88) (بَابُ تَحْرِيمِ مَكَّةَ)

- ‌(89) بابٌ فِى نَبِيذِ السِّقَايَةِ

- ‌(90) بَابُ الإِقَامَةِ بِمَكَّةَ

- ‌(91) بَابُ الصَّلَاةِ في الْكَعْبَةِ

- ‌(92) بابٌ: فِى مَالِ الْكَعْبَةِ

- ‌(93) بابٌ: فِى إِتْيَانِ الْمَدِينَةِ

- ‌(94) بَابٌ: في تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ

- ‌(95) بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ

- ‌(6) أَوَّلُ كِتَابِ النِّكَاحِ

- ‌(1) بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى النِّكَاحِ

- ‌(2) بَابُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ مِنْ تَزْوِيجِ ذَاتِ الدِّينِ

- ‌(3) (بابٌ: في تَزْوِيجِ الأَبْكَارِ)

- ‌(4) (بابٌ: فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: {الزَّانِى لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً})

- ‌(5) بَابٌ: في الرَّجُلِ يُعْتِقُ أَمَتَهُ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا

- ‌(6) بَابٌ يَحْرُمُ مِنَ الرِّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ

- ‌(7) بَابٌ: في لَبَنِ الْفَحْلِ

- ‌(8) بابٌ: فِى رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ

- ‌(9) بَابُ مَنْ حَرَّمَ بِهِ

- ‌(10) بَابٌ: هَلْ يُحَرِّمُ مَا دُون خَمْسِ رَضَعَاتٍ

- ‌(11) بَابٌ: في الرَّضْخِ عِنْدَ الْفِصَالِ

- ‌(12) بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ

- ‌(13) بَابٌ: في نِكَاحِ الْمُتعَةِ

- ‌(14) بابٌ: فِى الشِّغَارِ

- ‌(15) بَابٌ: في التَّحْلِيلِ

- ‌(16) بَابٌ: في نِكَاحِ الْعَبْدِ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ

- ‌(17) بابٌ: فِى كَرَاهِيَةِ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ

- ‌(18) بَابُ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ وَهُوَ يُرِيدُ تَزْوِيجَهَا

- ‌(19) بَابٌ: في الْوَلِيِّ

- ‌(20) بَابٌ في الْعَضْلِ

- ‌(21) بَابٌ: إِذَا أَنْكَحَ الْوَلِيَّانِ

- ‌(22) بابٌ: قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}

- ‌(23) بابٌ: فِى الاِسْتِئْمَارِ

- ‌(24) بَابٌ: في الْبِكْرِ يُزَوِّجُهَا أَبُوهَا وَلَا يَسْتَأمِرُهَا

- ‌(25) بابٌ: فِى الثَّيِّبِ

الفصل: ‌(43) باب دخول مكة

(43) بَابُ دُخُول مَكَّة

1865 -

حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ بَاتَ بِذِى طُوًى حَتَّى يُصْبِحَ وَيَغْتَسِلَ،

===

قال الطيبي (2) رحمه الله: يستدل بهذا الحديث من يوجب القضاء على المحصر إذا حل حيث أحصر، ومن يذهب إلى أن دم الإحصار لا يذبح إلَّا في الحرم فإنهم أمرهم بالإبدال، لأنهم نحروا هداياهم في الحديبية خارج الحرم، انتهى.

وفيه دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ذبحوا دم إحصارهم في أرض الحرم، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله "قاري"(3).

(43)

(بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ)، أي: آدابها

1865 -

(حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم مكة بات) أي أقام ليلًا (بذي طوى) قال العيني (4): ذو طوى مثلثة، وبتخفيفِ الواو: واد معروف بقرب مكة، وقال النووي: هو موضع بباب مكة بأسفلها في صوب طريق العمرة المعتادة ومسجد عائشة، ويُعرَف اليوم بآبار الزاهد، يصرف ولا يصرف، وقال أيضًا: إنه مقصور منون، وفي "التوضيح": هو ربض من أرباض مكة، وطاؤه مثلثة مع الصرف وعدمه والمد أيضًا، وقال السهيلي: واد بمكة في أسفلها.

(حتى يُصْبِحَ) أي يدخل في الصباح (ويغتسل) ولفظ البخاري: "حتى إذا جاء

(1) زاد في نسخة: "أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل ح، ونا".

(2)

انظر: "شرح الطيبي"(5/ 349).

(3)

"مرقاة المفاتيح"(5/ 593).

(4)

"عمدة القاري"(7/ 82).

ص: 265

ثُمَّ يَدْخُلُ مَكَّةَ نَهَارًا، وَيَذْكُرُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ فَعَلَهُ". [خ 1553، م 1259، دي 1927، حم 2/ 16، ق 5/ 71]

1866 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ (1) الْبَرْمَكِيُّ،

===

ذا طوى بات به حتى يصبح، فإذا صلَّى الغداة اغتسل". (ثم يدخل مكة نهارًا).

قال النووي (2): هذا الحديث دليل لمن قال: يستحب للمحرم دخول مكة نهارًا لا ليلًا، وهو أصح الوجهين لأصحابنا. وبه قال ابن عمر وعطاء والنخعي وإسحاق بن راهويه وابن المنذر. والثاني: دخولها ليلًا ونهارًا سواء لا فضيلة لأحدهما على الآخر، وهو قول القاضي أبي الطيب والماوردي وابن الصباغ والعبدري من أصحابنا. وبه قال طاوس والثوري، وقالت عائشة وسعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز: يستحب الدخول ليلًا وهو أفضل من النهار، والله أعلم.

وفي "لباب المناسك"(3): ولا بأس بدخوله (4) ليلًا ونهارًا، ولكن دخوله نهارًا أفضل، وفي "فتاوى قاضي خان": المستحب أن يدخلها نهارًا لما كان ابن عمر رضي الله عنه لا يقدم مكة، الحديث.

(وبذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله) أي المبيت بذي طوى، والاغتسال، ثم دخول مكة نهارًا، قال الحافظ في "الفتح" (5): قال ابن المنذر: الاغتسال عند دخول مكة مستحب عند جميع العلماء، وليس في تركه عندهم فدية، وقال أكثرهم: يجزئ منه الوضوء، وقال الشافعية: إن عجز عن الغسل تيمَّم.

1866 -

(حدثنا عبد الله بن جعفر) بن يحيى بن خالد بن برمك (البرمكي) أبو محمد البصري، نشأ بالبصرة، ثم سكن بغداد، ذكره ابن حبان في

(1) في نسخة: "عبد الله بن جعفر بن يحيى".

(2)

انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم"(5/ 9، 10).

(3)

"شرح القاري على اللباب"(ص 126، 127).

(4)

بدخوله، أي: بدخول الحرم، وقال القاري: والصواب: بدخولها، أي: مكة.

(5)

"فتح الباري"(3/ 435).

ص: 266

حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ. (ح): وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَابْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ يَحْيَى. (ح): وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (1) ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا (2) ، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى

===

"الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: ثقة، وقال ابن خنزابة: صدوق، وقال مسلمة: ثقة.

(نا معن) بن عيسى، (عن مالك، ح: وحدثنا مسدد وابن حنبل، عن يحيى) القطان، (ح: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، أنا أبو أسامة) جميعًا، كما في نسخة، أي يحيى القطان وأبو أسامة يرويان مجتمعين (عن عبيد الله) كلاهما أي مالك بن أنس وعبيد الله يرويان (عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكة من الثنية العليا).

قال الحافظ (3): كل عقبة في جبل أو طريق عال فيه تسمى ثنية، والمراد بها كَداء بفتح الكاف والمد، قال أبو عبيد: لا يصرف، وهذه الثنية هي التي ينزل منها إلى المُعَلَّى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها: الحَجُون، بفتح المهملة وضم الجيم، وكانت صعبة المرتقى، فسهَّلها معاوية، ثم عبد الملك، ثم المهدي على ما ذكره الأزرقي، ثم سهل في عصرنا هذا منها سنة إحدى عشرة وثمان مائة موضع، ثم سُهِّلت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيد في حدود عشرين وثمان مائة، انتهى.

(وبخرج من الثنية السفلى) وهي كُدى بضم الكاف مقصور، وهي عند باب شبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان، وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السابع.

(1) زاد في نسخة "جميعًا".

(2)

زاد في نسخة: "قالا عن يحيى عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يدخل مكة من كداء من ثنية البطحاء". (ش).

(3)

"فتح الباري"(3/ 437).

ص: 267

زَادَ الْبَرْمَكِيُّ: يَعْنِي ثَنِيَّتَيْ مَكَّةَ (1) ". [خ 1575، م 1257، جه 2940، حم 2/ 29، دي 1928]

1867 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:"أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ". [خ 1533، م 1257، حم 2/ 142]

===

قلت: وما رأيت الباب ولا أثرًا منه حين حضرتها سنة ثلاث وتسعين بعد الألف والمائتين.

(زاد البرمكي: يعني ثَنِيَّتي مكة) وهذا تفسير غير مفيد؛ فإنه معلوم لكل واحد من السياق أنهما ثنيتان بمكة، وكذلك فسَّرهما البخاري في "صحيحه" بقوله: قال أبو عبد الله: كداء وكدًى موضعان، قال الحافظ (2): وهذا التفسير غير مفيد.

1867 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج) من المدينة إذا سافر إلى مكة (من طريق الشجرة) أي الشجرة التي كانت بذي الحليفة (ويدخل من طريق المعرَّس) بالضم، ثم الفتح، وتشديد الراء، وفتحها: مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَرِّسُ فيه ثم يرحل لغزوة أو غيرها. كذا في "المعجم"(3).

فمطابقة هذا الحديث بالباب: أن هذا الحديث والحديث المتقدم واحد، أخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق عبد الله بن نمير بهذا السند فجعلهما حديثًا واحدًا، وأما أبو داود المؤلف أو شيخه عثمان فقطعه وجعله حديثين.

(1) زاد في نسخة: "وحديث مسدد أتم".

(2)

"فتح الباري"(3/ 438).

(3)

"معجم البلدان"(5/ 155).

ص: 268

1868 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَدَاءَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وَدَخَلَ فِى الْعُمْرَةِ مِنْ كُدًى،

===

1868 -

(حدثنا هارون بن عبد الله، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه) عروة، (عن عائشة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم) مكة (عام الفتح) أي فتح مكة (من كداء من أعلى مكة، ودخل) مكة (في العمرة من كدىً).

قال ابن القيم في "زاد المعاد"(1): وكان في العمرة يدخل من أسفلها، انتهى.

ولكن قال العيني (2) في شرح هذا الحديث حديث عائشة: وفيه استحباب الدخول إلى مكة من الثنية العليا، والخروج من السفلى، سواء فيه الحاج والمعتمر، ومن دخلها بغير إحرام، انتهى.

قلت: هذا الحديث رواه الجماعة إلَّا الترمذي، وليس فيه ما زاد أبو داود من قوله:"ودخل في العمرة من كدىً"، وقد أخرج البيهقي (3) هذا الحديث من طريق هارون بن عبد الله البزاز، ثنا أبو أسامة، قال: وحدثنا القاسم، ثنا أبو كريب، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:"أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة، وخرج في العمرة من كدًى، قال هشام: فكان أبي يدخل منهما كلاهما، قال: وكان أبي كثيرًا ما يدخل من كُدًى. لفظ القاسم: وقالوا: ودخل في العمرة من كُدًى، وكان عروة يدخل منهما جميعًا، وكان أكثر ما يدخل من كُدًى، وكان أقربهما إلى منزله".

رواه البخاري في "الصحيح" عن محمود، عن أبي أسامة، وقال في متنه:"ودخل عام الفتح من كداء، وخرج من كُدًى من أعلى مكة"، ورواه مسلم

(1)(2/ 224).

(2)

"عمدة القاري"(7/ 124).

(3)

"السنن الكبرى"(5/ 71).

ص: 269

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عن أبي كريب، وقال في متنه:"دخل عام الفتح من كداء، ولم يذكر العمرة"، وذكر قول هشام. ففي تخريج البيهقي هذا التصريحَ بأن ما وقع في رواية أبي داود من قوله:"ودخل في العمرة من كدىً" غير معتمد.

وحاصله أن هذا الحديث فيه جزآن: أولهما: دخل عام الفتح من كداء، وهذا الجزء الأول متفق عليه، ليس فيه شائبة اختلاف، والجزء الثاني فوقع فيه اختلاف كثير، أما أبو داود فقال:"ودخل في العمرة من كدىً"، وخالفه البخاري فقال:"وخرج من كُدًى من أعلى مكة"، فخالف في ثلاثة أمور:

أولها: أن البخاري قال: "خرج" بدل "دخل"، وثانيها: أنه ترك ذكر العمرة، وثالثها: قال: من كدىً من أعلى مكة، فكون كدىً من أعلى مكة وَهْمًا من أبي أسامة.

قال الحافظ (1): كذا رواه أبو أسامة فقلَّبه، والصواب ما رواه عمرو وحاتم، عن هشام:"دخل من كداء من أعلى مكة".

ويمكن توجيهه أن قوله: "من أعلى مكة"، بيان وتفسير للفظ "كداء"، كان في الجزء الأول تأخر عن محله لعدم التباسه بالشهرة.

وأما مسلم فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" من حديث أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة"، قال هشام:"وكان أبي يدخل"، الحديث.

فخالف مسلم أبا داود في أنه لم يذكر الجزء الثاني من الحديث، ولا ذكر العمرة، فلعله فعل ذلك لما وقع فيها من الاختلاف والاضطراب.

ثم أخرجه البيهقي بطريقين: أحدهما من طريق هارون بن عبد الله،

(1)"فتح الباري"(3/ 437).

ص: 270

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

عن أبي أسامة، وهو طريق أبي داود أيضًا، فلفظ سياقه:"وخرج في العمرة من كدىً"، وهذا مخالف صريح لسياق أبي داود، فإن فيه:"دخل في العمرة".

وثانيهما من طريق القاسم، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، ولفظ هذا السياق:"وقالوا: ودخل في العمرة من كدىً"، وهذا السياق موافق لسياق أبي داود، ولكنه زاد لفظ:"وقالوا"، ليدل على أن هذا اللفظ قائلوه مجهولون (1)، فهذا كله يدل على أن هذا اللفظ غير معتمد، والله أعلم.

(1) قلت: وقع هنا تسامح من الشيخ (سامحه الله ورفع درجاته ومتَّعنا بعلومه وبركاته) في نقل إسناد "البيهقي" ثم في توضيحه، وإليك تمام لفظ "البيهقي" بإسناده ومتنه: أخبرنا أبو عمرو الأديب، أبنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان النسوي وأبو يعلى الموصلي وعبد الله بن صالح صاحب البخاري قالوا: ثنا هارون بن عبد الله البزاز نسبه الحسن، ثنا أبو أسامة (قال وحدثنا) القاسم، ثنا أبو كريب، ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة، وخرج في العمرة من كدىً، قال هشام: فكان أبي يدخل منهما كلاهما، قال: وكان أبي كثيرًا ما يدخل من كدى - لفظ القاسم، وقالوا: ودخل في العمرة من كدىً، وكان عروة يدخل منهما جميعًا، وكان أكثر ما يدخل من كدى وكان أفربهما إلى منزله - رواه البخاري في الصحيح

إلخ.

قلت: فأبو بكر يرويه عن شيوخه الثلاثة - الحسن وأبي يعلى وعبد الله - كلهم عن هارون عن أبي أسامة

، وأيضًا يروي عن شيخه القاسم عن أبي كريب عن أبي أسامة

، فاختلف لفظ شيوخه الثلاثة (الآخذين عن هارون) عن لفظ شيخه القاسم (الآخذ عن أبي كريب)، فلفظ القاسم:"وخرج في العمرة من كدى" ولفظهم: "ودخل في العمرة من كدى" كما في حديث أبي داود، فلا مخالفة بين لفظ أبي داود وبين لفظ "البيهقي" في حديث هارون أصلًا، نعم توجد المخالفة بين حديث هارون وبين حديث أبي كريب الذي تفرَّد عنه القاسم بلفظ:"وخرج في العمرة من كدىً" عند "البيهقي"، هذا! وقد اتضح بما ذكر أن لفظ:"ودخل في العمرة من كدى" قائلوه ليسوا بمجهولين، بل هم هؤلاء الثلاثة المذكورون، ومنشأ الخطأ فيما أرى- والله أعلم - الشرطة الحائلة بين "كدى" وبين "لفظ القاسم" في النسخة المطبوعة لسنن البيهقي من الهند ثم في المصورة عنها، فإنها توهم أن "وقالوا ودخل

إلخ" هو لفظ القاسم وليس كذلك، والله تعالى أعلم.

ص: 271