الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَرُبَّمَا قَالَ: عنْ عَطَاءٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها. [م 1211، حم 6/ 124، ق 5/ 106]
(53) بَاب الْمُلْتَزَمِ
1898 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: "لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قُلْتُ: لأَلْبَسَنَّ ثِيَابِى، وَكَانَتْ دَارِى عَلَى الطَّرِيقِ، فَلأَنْظُرَنَّ كَيْفَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ، فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَقَدِ اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ،
===
موصولًا (وربما قال: عن عطاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها) فيرويه مرسلًا.
(53)
(بَابُ الْمُلْتَزَمِ)
هو حصة جدار البيت ما بين الباب وركن الحجر، يقال له: الملتزم؛ لأن الحاج إذا أراد الرجوع يستحب له أن يلتزم الملتزم عند الوداع
1898 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان) بن قدامة الجمحي، وقال بعض الرواة فيه: عبد الرحمن بن صفوان أو صفوان بن عبد الرحمن، يقال: له صحبة، وقال البخاري: لا يصح.
(قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت) أي في نفسي: (لألبسن ثيابي، وكانت داري على الطريق، فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه، وقد استلموا البيتَ من الباب إلى الحطيم)(1) هو ما بين الركن والباب، وقيل: الحجر؛ لأن البيت رفع وترك
(1) وحقَّق ياقوت الحموي في بيان الملتزم أن الحطيم ما بين الركن والمقام. [انظر: "معجم البلدان" (5/ 190)]. (ش).
وَقَدْ وَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَطُهُمْ". [حم 3/ 431، خزيمة 3017]
===
هو محطومًا (وقد وضعوا خدودَهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم).
قد كتب على حاشية النسخة المكتوبة في شرح هذا الحديث: لا يخفى أن الملتزم ما بين الباب والركن، فكأن الاستدلال بهذا الحديث بالمقايسة؛ فإنه لما ثبت استلام هذا الموضع يقاس عليه استلام الملتزم "فتح الودود"، أو بأن موضع الملتزم ازدحموا عليه قبل ما كان فارغًا فاستلموا في هذا الجانب من الباب، وليس قوله:"ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم"، نص على أنه صلى الله عليه وسلم كان شريكًا في هذا الفعل أيضًا، "مولانا"، والمراد به حضرة الشيخ مولانا محمد إسحاق الدهلوي رحمه الله.
قلت: قد أخرج الإِمام أحمد هذا الحديث في "مسنده"(1) بطرق مختلفة على ألفاظ مختلفة، فأخرج من طريق أحمد بن حجاج، أخبرنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد بهذا السند على لفظ أبي داود إلا أنه زاد في آخره:"فقلت لعمر: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة؟ قال: صلَّى ركعتين".
وأخرج أخرى بهذا السند قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتزمًا الباب، ما بين الحجر والباب، ورأيت الناس ملتزمين البيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرج أيضًا من طريق عبيدة بن حميد قال: حدثني يزيد بن أبي زياد بهذا السند قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحجر والباب واضعًا وجهه على البيت"، ففي الحديثين الأخيرين تصريح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلتزم إلَّا الملتزم، وأما أصحابه الكثيرون منهم بكثرتهم وازدحامهم لما لم يروا موضعًا في الملتزم للالتزام التزموا ذلك الجدار في يمين البيت.
(1)(3/ 431).
1899 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "طُفْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ،
===
وأنا أظن أن الحديث الطويل رواه الراوي بالمعنى، وكان في الحديث: التزموا البيت من الباب إلى الحجر، بحاء مهملة وجيم مفتوحتين، والمراد به الحجر الأسود، وفهم بعض الرواة أنه حِجْر بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم، والمراد به الحطيم، فرواه بالمعنى على ما فهم، وأورد لفظ الحطيم مكان الحجر، والله تعالى أعلم.
1899 -
(حدثنا مسدد، نا عيسى بن يونس، نا المثنى بن الصباح) بالمهملة الموحدة الثقيلة، اليماني، الأبناوي بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها نون، أبو عبد الله أو أبو يحيى، نزيل مكة، ضعيف اختلط بأخرة، (عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: طفت مع عبد الله) أي ابن عمرو بن العاص، هكذا في جميع النسخ الموجودة عندي، وأخرج ابن ماجه (1) هذا الحديث في "سننه" من طريق عبد الرزاق قال: سمعت المثنى بن الصباح يقول: حدثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: طفت مع عبد الله، فزاد لفظ "عن جده" بعد "عن أبيه".
وقد أخرجه البيهقي (2) بسند أبي داود ولم يزد فيه لفظ "عن جده". فالظاهر أن لفظ "عن جده" غير محفوظ؛ فإنه قد أخرج البيهقي هذا الحديث من طريق علي بن عاصم، أبنا ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله بن عمرو بن العاص، فرأيت قومًا قد التزموا البيت، فقلت له: انطلق بنا نلتزم البيت مع هؤلاء، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلما فرغ من طوافه التزم البيت (3) بين الباب والحجر، قال:
(1) سنن ابن ماجه (2962).
(2)
"السنن الكبرى"(5/ 92، 93).
(3)
كذا في الأصل، وفي "السنن الكبرى":"التزم ما بين الباب والحجر".
فَلَمَّا جِئْنَا دُبَرَ الْكَعْبَةِ قُلْتُ: أَلَا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَأَقَامَ (1) بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ، فَوَضَعَ صَدْرَهُ، وَوَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ، وَكَفَّيْهِ هَكَذَا: وَبَسَطَهُمَا بَسْطًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ". [جه 2962، ق 5/ 93]
1900 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِىُّ
===
هذا والله المكان الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم التزمه، كذا قال:"مع أبي"، وإنما هو جده، فإنه شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو.
ولو كان ما وقع في رواية ابن ماجه من قوله: "عن جده" محفوظًا فعلى هذا أيضًا ضمير لفظ "قال: طفت" يرجع إلى شعيب لا إلى جده.
(فلما جئنا دُبُرَ الكعبة)، ولفظ رواية ابن ماجه:"فلما فرغنا من السبع، ركعنا في دبر الكعبة"(قلت) أي لعبد الله بن عمرو: (ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار، ثم مضى) أي لاستلام الحجر (حتى استلم الحجر) ولفظ رواية ابن ماجه: "فاستلم الركن"(وأقام بين الركن) أي ركن الحجر (والباب) أي باب البيت، وهذا هو المتلزم، (فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا: وبسطهما بسطًا) ولفظ ابن ماجه: "ألصق صدره ويديه وخدّه إليه". (ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله).
1900 -
(حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، نا يحيى بن سعيد، نا السائب بن عمر المخزومي) هو السائب بن عمر بن عبد الرحمن بن السائب المخزومي، حجازي، قال أحمد وابن معين: ثقة، وقال أبو حاكم (2): لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(1) في نسخة: "فأقام".
(2)
كذا في الأصل، وهو خطأ، والصواب:"أبو حاتم"[انظر: "تهذيب التهذيب" (3/ 449)].
قال: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّهُ كَانَ يَقُودُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُقِيمُهُ عِنْدَ الشُّقَّةِ الثَّالِثَةِ مِمَّا يَلِى الرُّكْنَ الَّذِى يَلِى الْحَجَرَ مِمَّا يَلِى الْبَابَ، فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُنْبِئْتَ
===
(قال: حدثني محمد بن عبد الله بن السائب) المخزومي، عن أبيه أنه كان يقول ابن عباس، الحديث، وعنه السائب بن عمر المخزومي، وقيل: عن السائب، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن عباس وعبد الله بن السائب، وقال أبو عاصم: عن السائب بن عمر، عن محمد بن عبد الرحمن المخزومي: كنت عند عبد الله بن السائب فأرسل إليه ابن عباس يسأله أين صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الحديث، وفيه فقال: أصبت، قال أبو حاتم: مجهول، هكذا في "تهذيب التهذيب".
(عن أبيه) أي عبد الله بن السائب (أنه) أي عبد الله بن السائب (كان يقول ابن عباس) بعد ما كف بصره في آخر عمره (فيقيمه) أي ابن عباس (عند الشقة) بضم الشين ويكسر: الناحية والقطعة (الثالثة) وصفها بكونها ثالثة، ولم أر من تعرض لبيان وجه كونها ثالثة، والذي أظن أن الجدار القبلية منقسم على ثلاث قطعات: أولهما قطعة من الركن العراقي إلى الباب، والقطعة الثانية التي فيها الباب، والقطعة الثالثة التي تسمى الملتزم، فلعله لهذا الوجه جعلها ثالثة.
(مما يلي) أي يتصل (الركن الذي) صفة الركن (يلي الحجر) أي الأسود (مما يلي الباب) أي من الجانب الآخر، ومعناه من الركن إلى الباب ومن الباب إلى الركن وهو الملتزم.
(فيقول له ابن عباس) أي لعبد الله بن السائب: (أُنبئتَ) بصيغة الخطاب بحذف همزة الاستفهام، فإن في رواية النسائي:"فقال ابن عباس: أما أنبئت؟ ". وفي "مسند أحمد بن حنبل"(1): "فقلت - يعني القائل ابن عباس-: لعبد الله بن السائب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم ههنا؟ فيقول: نعم"، انتهى.
(1)"مسند الإِمام أحمد"(3/ 410).