الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى " الثقات " أيضاً ، فتناقض.
وقد ذكر العلامة ابن القيم فى " زاد المعاد " أن الحديث لا يصح ، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمة أنه قال:" هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
فليراجع كلامه فى ذلك من شاء (1/181 ـ 182) .
(564) - (وروى أحمد عن ابن عمر مرفوعاً: " إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يكره أن تؤتى معصيته
" (ص 134) .
* صحيح.
قال الإمام أحمد (2/108) : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن نافع عن ابن عمر به.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما كما فى " الترغيب "(2/92) .
ثم رأيته فى ابن حبان (545 و914) رواه عن قتيبة به لكنه زاد حرب بن قيس بين عمارة ونافع.
ثم قال أحمد: حدثنا على بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع به. ومن هذا الوجه رواه الخطيب (10/347) .
قلت: فزاد على وهو ابن المدينى فى إسناده حرب بن قيس ، وقد ذكره ابن حبان فى " الثقات " وذكر البخارى أنه كان رضى ، فإن كان الدراوردى قد حفظ الإسنادين فهو من هذا الوجه من المزيد فيما اتصل من الأسانيد ، لكن الظاهر أن الدراوردى كان يضطرب فى إسناده ، فقد أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب "(ق 89/2) عنه بالوجه الأول.
ورواه على وجه ثالث ، أخرجه الطبرانى فى " الأوسط "(1/104/2) وابن مندة فى " التوحيد "(ق 125/2) وابن عساكر (12/348/1) من طرق أخرى عن عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن حرب بن قيس عن
نافع به.
ثم رواه ابن منده من طريق هارون بن معروف حدثنا عبد العزيز به إلا أنه أسقط من السند حرب بن قيس.
وقال الطبرانى: " لم يدخل بين موسى ونافع حربا إلا الدراوردى ".
قلت: وهو صدوق احتج به مسلم ، إلا أنه كان يحدث من كتب غيره فيخطىء، وقد اضطرب فى إسناد هذا الحديث على وجوه أربعة:
فتارة يرويه عن عمارة بن غزية عن نافع عن ابن عمر.
وتارة يدخل بين عمارة ونافع حرب بن قيس.
وتارة عن موسى بن عقبة بدل عمارة بن غزية ، على الوجهين المذكورين.
ولعل الوجه الثانى هو الأرجح ، لأنه قد توبع عليه ، فقد قال ابن الأعرابى فى معجمه (ق 223/1) : قرأت على على: أنبأنا ابن أبى مريم أنبأنا يحيى بن أيوب حدثنى عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع به.
قلت: ويحيى بن أيوب هو الغافقى المصرى وهو ثقة من رجال الشيخين ومثل ابن أبى مريم واسمه سعيد ، وأما على شيخ ابن الأعرابى فهو ابن داود القنطرى وهو ثقة ، فصح بذلك إسناد الحديث ونجا من الاضطراب المخل بالصحة.
على أن للحديث شواهد من حديث عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأبى هريرة وأنس بن مالك وأبى الدرداء وأبى أمامة وواثلة بن الأسقع.
أما حديث ابن عباس ، فهو بلفظ: "
…
كما يحب أن تؤتى عزائمه ".
أخرجه أبو بكر الشيرازى فى " سبعة مجالس ": (ق 8/1) عن الحسن بن على بن شبيب المعمرى أنبأنا حسين بن محمد بن أيوب السعدى حدثنا أبو محصن حصين بن نمير أنبأنا هشام وهو ابن حسان عن عكرمة عنه ، مرفوعاً به.
وقال:
" قال الحاكم: هذا متن يعرف من حديث ابن عمرو وغيره عن النبى صلى الله عليه وسلم ، لم نكتبه من حديث هشام بن حسان عن عكرمة إلا بهذا الإسناد ، وهذا أحد ما يعد من غرائب المعمرى ".
قلت: كلا فقد توبع عليه ، قال الطبرانى فى " المعجم الكبير (3/139/1) : حدثنا الحسن بن إسحاق التسترى أنبأنا الحسين بن محمد الزراع به.
ومن طريق الطبرانى رواه أبو نعيم فى " الحلية "(6/276) ورواه ابن حبان (913) من طريق ثالث عن الحسين بن محمد به.
والحسين هذا ثقة ، ومن فوقه من رجال البخارى فالسند صحيح وحسنه المنذرى (2/92) ، وقد أخرجه الواحدى فى " الوسيط "(63/1 ـ 2) عن أبى محصن به.
ثم رواه الطبرانى من طريق عباد بن زكريا الصريمى أنبأنا هشام بن حسان به ورجاله ثقات غير الصريمى.
وقال الهيثمى فى " المجمع "(3/162) : " رواه الطبرانى فى الكبير والبزار ورجالهما ثقات ".
وأما حديث ابن مسعود فهو بلفظ: " إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ".
أخرجه الطبرانى فى " الكبير "(3/61/2) : حدثنا أبو مسلم الكشى أنبأنا معمر بن عبد الله الأنصارى حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عنه مرفوعاً.
ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم (2/101) وكذا الطبرانى فى " الأوسط "(1/104/1) وقال: " لم يروه عن شعبة مرفوعاً إلا معمر ومسكين بن بكير الحرانى ".
قلت: ومعمر هذا قال العقيلى: " لا يتابع على رفع حديثه ".
قلت: لكن قد تابعه فى رفع هذا الحديث مسكين هذا ، وقد احتج به
الشيخان ، لكن الطريق إليه لا تصح ، أخرجه ابن عدى فى " الكامل " (ق 327/2) من رواية مصعب بن سعيد عن مسكين به وقال:" لا أعلم رواه غير مصعب بن سعيد عن مسكين عن شعبة ، ومصعب الضعف على حديثه بين ".
وأما حديث عائشة فهو بلفظ: " إن الله يحب أن يؤخذ برخصه ، كما يحب أن يؤخذ بعزائمه قلت: وما عزائمه؟ قال: فرائضه ".
أخرجه ابن حبان فى " الثقات "(2/200) والطبرانى فى " الأوسط " من طريق عمر بن عبيد البصرى ـ صاحب الخمر ـ حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عنها.
وقال الطبرانى: " لم يروه عن هشام إلا عمر ".
قلت: وهو ضعيف كما قال الهيثمى (3/163) .
وأما حديث أبى هريرة فهو من رواية يحيى بن عبيد الله عن أبيه عنه.
أخرجه أبو نعيم فى " أخبار أصبهان "(1/286) .
وهذا سند واهٍجداً ، يحيى متروك متهم بالوضع وأبوه مجهول العدالة.
وأما حديث أنس ، فأخرجه الدولابى فى " الكنى "(2/2/42) بإسناد ضعيف ، وقد وقع فيه تحريف من الطابع ، وله طريق أخرى يأتى بعده.
وأما حديث أبى الدرداء ومن بعده ، فأخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (1/104/1 ـ 2) من طريق عبد الله بن يزيد بن آدم عن أبى الدرداء وأبى أمامة ووائلة [1] بن الأسقع وأنس بن مالك مرفوعاً بلفظ:" إن الله يحب أن تقبل رخصه ، كما يحب العبد مغفرة ربه ".