الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب أهل الزكاة
(859) - (حديث: " إن الله لم يرض بحكم نبى ولا غيره فى الصدقات حتى حكم هو فيها ، فجزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك
". رواه أبو داود (ص 207) .
* ضعيف.
أخرجه أبو داود (رقم 1630) والدارقطنى (218 ـ 219) والبيهقى (4/143 ـ 174 0) عن عبد الرحمن بن زياد أنه سمع زياد بن نعيم الحضرمى أنه سمع زياد بن الحارث الصدائى قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته ـ فذكر حديثا طويلا قال ـ فأتاه رجل فقال: أعطنى من الصدقة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف من أجل عبد الرحمن بن زياد وهو الأفريقى قال الحافظ فى " التقريب ": " ضعيف فى حفظه ، وكان رجلا صالحا ".
وقال الذهبى فى " المغنى ": " مشهور جليل ، ضعفه ابن معين والنسائى ، وقال الدارقطنى: ليس بالقوى ، ووهاه أحمد.
(860) - (حديث: " أن النبى صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر
" (ص 207) .
* صحيح.
وقد جاء عن جماعة من الصحابة منهم عائشة وأبو هريرة ، وأبو بكرة نفيع بن الحارث ، وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدرى وعبد الرحمن بن أبى بكر.
أما حديث عائشة ، فهو من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات:
" اللهم فإنى أعوذ بك من فتنة النار ، وعذاب النار ، وفتنة القبر ، وعذاب القبر ، ومن شر فتنة الغنى ، ومن شر فتنة الفقر ، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال ، اللهم اغسل خطاياى بماء الثلج والبرد ، نق قلبى من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم فإنى أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ".
أخرجه البخارى (11/151 ، 154 ـ فتح) ومسلم (8/75) والسياق له ، والنسائى (2/315 ، 316) والترمذى (2/263) وابن ماجه (3838) والحاكم (1/541) والبيهقى (7/12) وأحمد (6/57 ، 207) .
وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح ".
قلت: واستدركه الحاكم على الشيخين فوهم.
وأما حديث أبى هريرة ، فيرويه حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن سعيد بن يسار عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:" اللهم إنى أعوذ بك من الفقر ، وأعوذ بك من القلة والذلة ، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم ".
أخرجه أبو داود (1544) والنسائى (2/315) وابن حبان فى
" صحيحه "(2443) وأحمد (2/305 ، 325) والبيهقى (7/12) .
قلت: وسنده صحيح ، وأشار النسائى إلى أن له علة فقال:" خالفه الأوزاعى ".
ثم ساق من طريق الوليد عن أبى عمرو ـ هو الأوزاعى ـ قال: حدثنى إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة قال: حدثنى جعفر بن عياض قال: حدثنى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة ، وأن تظلم أو تظلم ".
قلت: لكن الوليد وهو ابن مسلم الدمشقى وإن كان ثقة ، فإنه كثير التدليس والتسوية كما قال الحافظ فى " التقريب " ، فأخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء رواه عن الأوزاعى ، ثم أسقطه الوليد ، فقد رأيت فى مسند الإمام أحمد (2/540) : حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعى به. فابن مصعب هذا وهو القرقسانى صدوق كثير الخطأ كما قال الحافظ أيضا ، فلا يحتج به أصلاً فكيف عند
مخالفته لمثل حماد بن سلمة ، ومن الجائز أن يكون هو الواسطة بين الوليد والأوزاعى ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3842) والحاكم (1/531) ولكنه قال:" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبى!
نعم قد رواه ابن حبان بإسناد آخر عن الوليد صرح فيه بالتحديث من كل راو من رواته ، فقال فى " صحيحه " (2442 ـ موارد) : أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ـ ببيت المقدس ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا الوليد: حدثنا الأوزاعى: حدثنى إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة حدثنى جعفر بن عياض: حدثنى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذه متابعة قوية ، فإن عبد الرحمن بن إبراهيم هو أبو سعيد الدمشقى الملقب ب " دحيم ". وهو ثقة حافظ متقن كما فى "التقريب ".
لكن يبقى النظر فى شيخ ابن حبان عبد الله بن محمد بن سلم ، ولم أقف له على ترجمة. وينبغى أن يكون فى " تاريخ ابن عساكر " لكن نسخة المكتبة عندنا فيها خرم فى العبادلة فالله أعلم.
ومنهم أبو بكرة نفيع بن الحارث يرويه ابنه مسلم بن أبى بكرة قال: " كان أبى يقول فى دبر الصلاة: اللهم إنى أعوذ بك من الكفر ، والفقر ، وعذاب القبر ، فكنت أقولهن ، فقال أبى: أى بنى عن من أخذت هذا؟ قلت: عنك ، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن فى دبر الصلاة ".
أخرجه النسائى (1/198 ، 2/315) وأحمد (5/36 ، 39 ، 44) من طرق عن عثمان الشحام عنه.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم ، وقد أخرجه الترمذى (2/264) والحاكم (1/533) من طريق أبى عاصم النبيل حدثنا عثمان الشحام به إلا أنه قال:" من الهم والكسل ". بدل " من الكفر والفقر ".
وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح ".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبى.
قلت: والرواية الأولى أصح لاتفاق جماعة من الثقات عليها كما سبقت الإشارة إليه ، فرواية أبى عاصم شاذة. ويؤيد ذلك أن له طريقا أخرى عن أبى بكرة ، يرويها جعفر بن ميمون حدثنى عبد الرحمن بن أبى بكرة أنه قال
لأبيه: يا أبت إنى أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافنى فى دينى ، اللهم عافنى فى سمعى ، اللهم عافنى فى بصرى ، لا إله إلا أنت ، تعيدها ثلاثا ، حين تصبح ، وثلاثا حين تمسى ، وتقول: اللهم إنى إعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت ، تعيدها حين تصبح ثلاثا ، وثلاثا حين تمسى. قال: نعم يا بنى إنى سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يدعو بهن ، فأحب أن أستن بسنته ، قال: وقال النبى صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب ، اللهم رحمتك أرجو فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ، وأصلح لى شأنى كله لا إله إلا أنت.
قلت: وهذا سند لا بأس به فى الشواهد جعفر بن ميمون قال الحافظ: " صدوق يخطىء ".
وأما حديث أنس ، فيرويه قتادة عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه: اللهم إنى أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل ، والهرم والقسوة والغفلة ، والعيلة والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر والكفر ، والفسوق والشقاق والنفاق ، والسمعة والرياء ، أعوذ بك من الصمم والبكم ، والجنون والجذام والبرص وسىء الأسقام ".
أخرجه ابن حبان (2446) والحاكم (1/530) من طريقين عن قتادة به.
وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبى.
قلت: إسناده عند الحاكم على شرط البخارى فقط ، فإن فيه آدم بن أبى إياس ولم يخرج له مسلم ، وفى إسناد ابن حبان كيسان وهو أبو عمر القصار وهو ضعيف وثقه ابن حبان!.
والحديث رواه الطبرانى فى " المعجم الصغير "(ص) من طريق آدم