الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن لم يقع عنده الاستعاذة من الفقر والكفر. وفى الصحيحين منه " اللهم إنى أعوذ بك من العجز والكسل ". وفى النسائى (1/318) و" المسند "(3/192) الشطر الأخير منه: " اللهم إنى إعوذ بك من البرص والجنون
…
".
وأما حديث أبى سعيد فيرويه سالم بن غيلان عن دراج أبى السمع عن أبى الهيثم عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر ، فقال رجل: ويعدلان؟ قال: نعم ".
أخرجه النسائى (2/317) وابن حبان (2438) . ثم أخرجاه وكذا الحاكم (1/532) من طريق حيوة بن شريح عن دراج به ، إلا أنه قال:" الد ين " بدل " الفقر ".
وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبى.
قلت: وفى ذلك نظر فإن دراجا قال فى " التقريب ":" صدوق فى حديثه عن أبى الهيثم ضعيف [1] ". وهذا من حديثه عنه.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فقال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: " أعوذ بوجهك الكريم ، وباسمك الكريم من الكفر والفقر ".
قال الهيثمى فى " المجمع "(10/143) : " رواه الطبرانى وفيه من لم أعرفهم "
(861) - (حديث: " اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرنى فى زمرة المساكين
". رواه الترمذى (ص 207) .
* صحيح.
روى من حديث أنس بن مالك وأبى سعيد الخدرى وعبادة بن
الصامت وعبد الله بن عباس.
أما حديث أنس فيرويه ثابت بن محمد الكوفى: حدثنا الحارث بن النعمان الليثى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وزاد: " يوم القيامة ، فقالت عائشة: لم يا رسول الله؟ قال: إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً ، يا عائشة لا تردى المسكين ولو بشق تمرة ، يا عائشة أحبى المساكين وقربيهم ، فإن الله يقربك يوم القيامة ".
أخرجه الترمذى (2/56 ـ 57) وأبو الحسن الحمامى فى " الفوائد المنتقاة "(9/205/251) وأبو نعيم فى " الفوائد "(5/217/1) والبيهقى فى سننه (7/12) وقال الترمذى وغيره: " حديث غريب ".
قلت: يعنى ضعيف ، وعلته الحارث هذا.
قال البخارى: " منكر الحديث " وكذا قال الأزدى.
وقال أبو حاتم: " ليس بالقوى فى الحديث ".
وتناقض فيه ابن حبان فذكره فى " الثقات "(1/17)، وفى " الضعفاء " أيضاً كما فى " التهذيب ". وقال الحافظ فى " التقريب ":" ضعيف ".
وبه عله ابن الجوزى فى " الموضوعات " وقال: " منكر الحديث ". وتعقبه السيوطى فى " اللآلى "(2/325) بقوله: قلت: " هذا لايقتضى الوضع ".
وأقول: الظاهر أن ابن الجوزى حين قال فيه " منكر الحديث " نقله عن البخارى ، فإن هذا قوله كما علمت ، وذلك منه تضعيف شديد منه فقد ذكروا عنه أنه قال:" كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه ".
وهذه صفة المتهمين والكذابين ، ولذلك فإنى أرى أن التعقب المذكور ليس بالقوى.
وأما حديث أبى سعيد فيرويه يزيد بن سنان عن أبى المبارك عن عطاء عنه به دون الزيادة.
أخرجه ابن ماجه (4126) وعبد بن حميد فى " المنتخب من المسند "(ق 110/1) وأبو عبد الرحمن السلمى فى " الأربعين الصوفية "(ق 5/2) والخطيب فى " تاريخ بغداد "(4/111) .
قلت: وهذا سند ضعيف ، أبو المبارك مجهول كما قال الحافظ فى " التقريب ".
وقال الذهبى: " لا يدرى من هو " وقال مرة أخرى: " لا تقوم به حجة لجهالته ".
قلت: وسلفهما فى ذلك إمامان:
الأول: الترمذى فقال فى سننه (2/151) وقد روى له حديثا آخر متنه: " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ": " وأبو المبارك رجل مجهول ".
والآخر أبو حاتم الرازى فقال فى كتاب ابنه (4/2/446) : " هو شبه مجهول ".
وأما جواب البعض عن ذلك بقوله: " فقد عرفه ابن حبان وذكره فى (الثقات) "! فذهول منه عن قاعدة ابن حبان فى التوثيق ، فإنه يوثق المجهولين عند غيره من المحدثين ، وهذا من الأمثلة الكثيرة على ذلك ، بل إنه ليصرح أحيانا فى بعض من وثقهم:" لا أعرفه ، ولا أعرف أباه ". كما قد بينته فى غير هذا الموضع.
ويزيد بن سنان ضعفه الجمهور وقال البخارى: " مقارب الحديث " وفى رواية الترمذى عنه فى المكان المشار إليه آنفا: " ليس بحديثه بأس ، إلا رواية ابنه محمد عنه فإنه يروى عنه مناكير ".
قلت: وهذا ليس من رواية ابنه عنه. على أنه لم يتفرد به ، فقد رواه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبى مالك الدمشقى عن أبيه عن عطاء بن أبى رباح به ، وزاد:" وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة ".
أخرجه ابن بشران فى " الأمالى "(ق 72/2) والحاكم (4/322) والبيهقى (7/13) وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبى! ثم السيوطى!
وهذا عجيب منهم خاصة الذهبى ، فقد أورد يزيد بن خالد هذا فى " الضعفاء " وقال: قال النسائى: " ليس بثقة ".
وذكره فى " الميزان " وساق أقوال الأئمة فيه وكلها تتفق على تضعيفه وساق له أحاديث مما أنكرت عليه هذا أحدها.
وقال الحافظ فى " التقريب ": " ضعيف مع كونه فقيها ، وقد اتهمه ابن معين ".
وأما حديث عبادة بن الصامت فيرويه بقية بن الوليد حدثنا هقل بن زياد حدثنا (عبيد بن زياد والأوزاعي)[1] حدثنا جنادة بن أبى أمية حدثنا عبادة بن الصامت مرفوعا به.
أخرجه تمام فى " فوائده " والضياء المقدسى فى " الأحاديث المختارة "(ق 65/1 ـ 2) من طريق الطبرانى.
قلت: وهذا سند رجاله ثقات معروفون غير عبيد بن زياد الأوزاعى ، فلم أجد له ترجمة فى شىء من كتب الرجال التى وقفت عليها ، نعم قال السيوطى فى " اللآلى " (2/325) بعد أن عزاه {لـ} تمام: "
أخرجه ابن عساكر فى " تاريخه " وقال: قال أبو سعيد على بن موسى السكرى الحافظ النيسابورى: عبيد شامى غزير [2] الحديث ، قيل: إنه ثقة. ووجد بخط أبى الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الحافظ حدثنا محمد بن يوسف بن بشر
الهروى أخبرنى محمد بن عوف بن سفيان الطائى قال: عبيد بن زياد الأوزاعى الذى روى عنه الهقل بن زياد سألت عنه بدمشق فلم يعرفوه ، {قلت له} فالحديث الذى رواه هو منكر؟ قال: لا ما هو منكر ".
قلت: ولم أر هذه الترجمة فى " باب من اسمه عبيد " من " تاريخ دمشق " من نسخة المكتبة الظاهرية ، وهى نسخة فيها خرم فى كثير من المواطن ، فمن الجائز أن تكون سقطت من ناسخها ، أو أورد ذلك فى باب آخر.
وجملة القول أن عبيد بن زياد الأوزاعى ينبغى أن يعد فى جملة المجهولين ، إذ أنه مع إغفالهم الترجمة فى كتب الرجال ، فليس فيما سبق عن ابن عساكر ما يعتد به من التوثيق ، وقد قيل فى اسمه: عبد الله أو عبيد الله بن زياد ، أخرجه البيهقى فى " سننه " (7/12) من طريق موسى بن محمد مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه قال: حدثنا هقل بن زياد أنبأ عبد الله (وفى نسخة: عبيد الله) ابن
زياد حدثنا جنادة بن أبى أمية به.
قلت: وسواء كان الصواب عبد الله أو عبيد الله فإنى لم أعرفه أيضا ، وموسى ابن محمد العثمانى لم أجد له ترجمة ، ومن ذلك تعلم ما فى قول ابن الملقن فى " الخلاصة " (ق 126/1) بعد أن عزاه للبيهقى:" ولا أعلم له علة "!
وأما حديث ابن عباس ، فيرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعا.
أخرجه الشيرازى فى " الألقاب " ، لكن طلحة بن عمرو متروك.
والخلاصة: أن جميع طرق هذا الحديث لا تخلو من مادح [1] ، إلا أن مجموعها يدل على أن للحديث أصلا ، فإن بعضها ليس شديد الضعف ، كحديث أبى سعيد ، وحديث عبادة ، (وقدموا الضياء كمن رأيت)[2] ، والحديث بمجموعهن أحسن ، وقد جزم العلائى بصحته ، ثم (أن حجر الفقه)[3] فى " أسمى المطالب فى صلة الأقارب "(ق24/2) .
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
[1]{كذا فى الأصل ، ولعل الصواب: قادح}
[2]
{كذا فى الأصل ، ولعل الصواب: وقد رواه الضياء كما رأيت}
[3]