الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(895) - (عن أبى هريرة قال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقام رجل فقال: يا رسول الله عندى دينار قال: تصدق به على نفسك ، قال: عندى آخر قال: تصدق به على ولدك قال: عندى آخر. قال: تصدق به على زوجتك ، قال: عندى آخر. قال: تصدق به على خادمك
، قال عندى آخر ، قال: أنت أبصر " رواه أبو داود.
* حسن.
أخرجه أبو داود (1691) والنسائى (1/351) وابن حبان (828 ـ 830) والحاكم (1/415) وأحمد (2/471) من طريق محمد بن عجلان عن المقبرى عن أبى هريرة به.
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبى.
قلت: وفى ذلك نظر ، فإن ابن عجلان إنما أخرج له مسلم فى الشواهد كما نقله الذهبى نفسه فى " الميزان " عن الحاكم ذاته! ثم هو صدوق متوسط الحفظ كما قال الذهبى ، فهو حسن الحديث ، وقال الحافظ فى " التقريب ":" صدوق ، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة ".
(896) - (وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار
" (ص 215) .
* صحيح.
روى من حديث عبادة بن الصامت ، وعبد الله بن عباس ، وأبى سعيد الخدرى ، وأبى هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وعائشة بنت أبى بكر الصديق ، وثعلبة بن أبى مالك القرظى ، وأبى لبابة رضى الله عنهم.
1 ـ أما حديث عبادة ، فيرويه موسى بن عقبة حدثنا إسحاق بن يحيى بن الوليد عنه مرفوعا به.
أخرجه ابن ماجه (2340) وأحمد (5/326 ـ 327) وأبو نعيم فى " أخبار أصفهان "(1/344) وابن عساكر فى " تاريخ دمشق "(8/44/2) .
قلت: وهذا سند ضعيف ، قال الحافظ فى " الدراية " (ص 373) :" وفيه انقطاع ". يعنى بين إسحاق وعبادة كما يأتى ، وفيه علة أخرى ، وهى جهالة حال
إسحاق هذا ، قال الحافظ فى " التقريب ":" مجهول الحال ". وقال البوصيرى فى " الزوائد "(ق 144/2) : " هذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أنه منقطع ".
وقال فى مكان آخر (137/1) : " هذا إسناد ضعيف ، لضعف إسحاق بن يحيى بن الوليد ، وأيضا لم يدرك عبادة بن الصامت ، قاله البخارى وابن حبان وابن عدى".
قلت: إسحاق لم يضعفه أحد. ولا وثقه غير ابن حبان ، ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة ، فالصواب أنه مجهول.
2 ـ وأما حديث ابن عباس ، فيرويه عنه عكرمة ، وله ثلاث طرق عنه:
الأولى: عن جابر عنه:
أخرجه ابن ماجه (2341) وأحمد (1/313) والطبرانى فى " المعجم الكبير "(3/136/1) .
قلت: وهذا سنده واه ، جابر هو الجعفى قال البوصيرى:" وقد اتهم ".
الثانية: عن داود بن الحصين عن عكرمة به وزاد: " ولجارك أن يضع فى جدارك خشبته " أخرجه الدارقطنى (522) والخطيب فى " الموضح "(2/52 ـ 53) .
ورواه الطبرانى فى " الكبير "(3/127) بدون الزيادة.
قلت: وهذا سند لا بأس به فى الشواهد ، فإن ابن الحصين هذا احتج به الشيخان ، لكنه قال الحافظ فى " التقريب ":" ثقة إلا فى عكرمة ".
قلت: وإنما تكلم فى روايته عنه من قبل حفظه ، وليس فى صدقه ، فهو يتقوى بالطريق الآتية.
الثالثة: رواه ابن أبى شيبة: حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك عن عكرمة به.
ذكره فى " نصب الراية "(4/384 ـ 385) وسكت عليه ، ورجاله ثقات رجال مسلم غير أن سماكا وهو ابن حرب ، شأنه فى روايته عن عكرمة شأن داود بن الحصين تماما ، قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد
تغير بآخره: فكان ربما يلقن ".
3 ـ وأما حديث أبى سعيد الخدرى ، فيرويه عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبى عبد الرحمن الرأى حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن عمرو بن يحيى المازنى عن أبيه عنه ، وزاد:" من ضار ضره الله ، ومن شاق شق الله عليه ".
أخرجه الدارقطنى (522) دون الزيادة ، والحاكم (2/57 ـ 58) والبيهقى (6/69) وقال:" تفرد به عثمان بن محمد ".
قلت: وهو ضعيف كما قال الدارقطنى ، وذكره فى " اللسان ".
وأما الحاكم فقال: " صحيح الإسناد على شرط مسلم "! ووافقه الذهبى.
قلت: وهذا وهم منهما معا ، فإن عثمان هذا مع ضعفه لم يخرج له مسلم أصلا ، وأورده الذهبى نفسه فى " الميزان " وقال:" قال عبد الحق فى أحكامه: الغالب على حديثه الوهم ".
نعم تابعه عبد الملك معاذ النصيبى عن الدراوردى به.
أخرجه ابن عبد البر فى " التمهيد " كما فى " نصب الراية " للزيلعى (4/385) وقال:
" قال ابن القطان فى كتابه: وعبد الملك هذا لا يعرف له حال ، ولا يعرف من ذكره ".
وقد رواه مالك فى " الموطأ "(2/745/31) عن عمرو بن يحيى المازنى عن أبيه مرفوعا.
قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد وهذا هو الصواب من هذا الوجه.
4 ـ وأما حديث أبى هريرة فيرويه أبو بكر بن عياش قال: أراه قال: عن ابن عطاء عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ: " لا ضرر ولا ضرورة ، ولا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبته على جداره ".
أخرجه الدارقطنى (522) وقال الزيلعى (4/385) : " وأبو بكر بن عياش مختلف فيه ".
قلت: هو حسن الحديث ، وقد احتج به البخارى ، وإنما علة هذا السند من شيخه ابن عطاء ، وهو يعقوب بن عطاء بن أبى رباح ، وهو ضعيف كما فى " التقريب ".
5 ـ وأما حديث جابر ، فيرويه محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عنه مرفوعا بلفظ:" لا ضرر ولا ضرار فى الإسلام ".
أخرجه الطبرانى فى " الأوسط "(1/141 من زوائد المعجمين) وقال: " لم يروه عن محمد بن يحيى إلا ابن إسحاق ".
قلت: وهو ثقة ولكنه مدلس وقد عنعنه.
6 ـ وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه الواقدى ، أخبرنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبى الرجال عن عمرة عنها ، أخرجه الدراقطنى (522) .
قلت: وسنده واهٍ جدا من أجل الواقدى فإنه متروك.
والطريق الأخرى يرويها نافع بن مالك أبى سهيل عن القاسم عنها ، وله عنه طريقان:
الأولى: قال الطبرانى فى " المعجم الأوسط "(1/141/1) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا روح بن صلاح حدثنا سعيد بن أبى أيوب عن أبى سهيل به.
قلت: وهذا سند واهٍ جدا ، روح بن الصلاح ضعيف ، وأحمد بن رشدين قال الهيثمى (4/110) :" هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال ابن عدى: كذبوه ".
الثانية: قال الطبرانى أيضا: حدثنا أحمد حدثنا عمرو بن مالك الراسبى حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول عن أبى بكر بن أبى سبرة عن نافع بن مالك به.
قلت: هكذا ساقه الهيثمى فى " الجمع بين المعجمين " عقب الطريق الأولى. لم يسم أحمد ، شيخ الطبرانى ، فأوهم أنه ابن رشدين ، وليس به.
فقد ساقه الزيلعى (4/386) عقب الطريق الأولى ، فسماه أحمد بن داود المكى ، ثم لم يذكر الهيثمى كلام الطبرانى عليه ولا على الأول ، وأما الزيلعى فقال:" سكت عن الأول ، وقال فى هذا: لم يروه عن القاسم إلا نافع بن مالك ".
قلت: لكن الراوى عنه أبو بكر بن أبى سبرة ، رموه بالوضع كما فى " التقريب ".
وقد فاتت الهيثمى فى " المجمع " هذه الطريق ، فلم يتكلم عليها البتة.
7 ـ وأما حديث ثعلبة فيرويه إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم عنه به مرفوعا.
أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير "(1/70/1) : حدثنا محمد بن
على الصائغ المكى ، أخبرنا يعقوب بن حميد بن كاسب أخبرنا إسحاق بن إبراهيم به.
قلت: وهذا سند فيه ضعف ، إسحاق بن إبراهيم هو ابن سعيد الصواف قال الحافظ فى " التقريب ":" لين الحديث ".
8 ـ وأما حديث أبى لبابة فيرويه واسع بن حبان عنه.
أخرجه أبو داود فى " المراسيل " كما فى " الدراية " وقال: " وهو منقطع بين واسع وأبى لبابة ".
قلت: فهذه طرق كثيرة لهذا الحديث قد جاوزت العشر ، وهى وإن كانت ضعيفة مفرداتها ، فإن كثيرا منها لم يشتد ضعفها ، فإذا ضم بعضها إلى بعض تقوى الحديث بها وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى ، وقال المناوى فى " فيض القدير ":" والحديث حسنه النووى فى " الأربعين ".
قال: ورواه مالك مرسلا ، وله طرق يقوى بعضها بعضا.
وقال العلائى: للحديث شواهد ، ينتهى مجموعها إلى درجة الصحة أو الحسن المحتج به ".
قلت: وقد احتج به الإمام مالك ، وجزم بنسبته إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال (2/805) من " الموطأ ":" وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار".
وكذلك احتج به محمد بن الحسن الشيبانى فى مناظرة جرت بينه وبين الإمام الشافعى ، وأقره الإمام عليه ، أخرجه أبو نعيم فى " الحلية "(9/76) .
ثم إن للحديث شاهدا يرويه لؤلؤة عن أبى صرمة صاحب النبى صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ضار أضر الله به ، ومن شاق شق الله عليه "