الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه أحمد (5/356) من طريق محمد بن إسحاق عن سلمة به.
ورجاله ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق. لكنه لم يتفرد به ، فقد أخرجه النسائى (1/286) من طريق أخرى عن المغيرة بن سبيع حدثنى عبد الله بن بريدة به بلفظ: "
…
فمن أراد أن يزور فليزر ، ولا تقولوا هجرا ".
والمغيرة هذا ثقة ، وكذلك بقية الرجال فالسند صحيح.
وفى الباب أحاديث أخرى فى الحض على الزيارة قد ذكرتها فى كتابى " أحكام الجنائز وبدعها "(1) المبحث (108) .
(773) - (حديث: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
…
" (ص 179) .
* صحيح متواتر.
ورد عن جماعة من الصحابة ، منهم أبو هريرة ، وأبو سعيد الخدرى ، وأبو بصرة الغفارى ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وأبى الجعد الضمرى ، وعلى.
1 ـ أما حديث أبى هريرة ، فله عنه طرق:
الأولى: عن سعيد بن المسيب عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ومسجد الأقصى ".
أخرجه البخارى (1/299) ومسلم (4/126) وأبو نعيم فى " مستخرجه "(21/187/1) وأبو داود (2033) والنسائى (1/114) وابن ماجه (1409) والطحاوى فى " المشكل "(1/244) والبيهقى (5/244) وأحمد (2/234 ، 238 ، 278) والخطيب فى " تاريخه "(9/222) كلهم عن الزهرى عنه.
(1) وهو من طبع المكتب الإسلامى.
الثانية: عن سلمان الأغر أنه سمع أبا هريرة يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة ، ومسجدى ، ومسجد إيلياء " رواه مسلم وأبو نعيم فى " المستخرج " والبيهقى.
الثالثة: عن أبى سلمة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال
…
" الحديث.
أخرجه الدارمى (1/330) والطحاوى (1/245) وأحمد (2/151) من طريق محمد بن عمرو عنه.
قلت: وهذا سند حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن عمرو هذا إنما أخرجا له متابعة ، لكن تابعه يحيى بن أبى كثير حدثنى أبو سلمة ، حدثنى أبو هريرة قال:" لقيت أبا بصرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى: من أين أقبلت؟ قلت: من الطور حيث كلم الله موسى ، فقال: لو لقيتك قبل أن تذهب أخبرتك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الحديث.
أخرجه الطحاوى (1/244) بسند جيد.
وتابعه الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن مقتصرا على المرفوع فقط.
أخرجه الطحاوى بسند صحيح على شرط الشيخين.
وتابعه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: " أتيت الطور فوجدت ثمّ كعبا ، فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحدثنى عن التوراة ، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أهبط ، وفيه تبب [1] عليه وفيه قبض ، وفيه تقوم الساعة ، ما على الأرض من دابة إلا وهى تصبح يوم
الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس، شفقا من الساعة ، إلا ابن آدم ، وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو فى الصلاة يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه ، فقال كعب ذلك يوم فى كل سنة ، فقلت: بل هى فى كل جمعة ، فقرأ كعب التوراة ثم قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فى كل جمعة ، فخرجت ، فلقيت بصرة ابن أبى بصرة الغفارى ، فقال: من أين جئت؟ قلت: من الطور ، قال: لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته ، قلت له: ولم؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعمل المطى إلا إلى ثلاثة مساجد
…
" الحديث.
أخرجه مالك (1/108 ـ 109/16) والنسائى (1/210) بسند صحيح وكذا أحمد (6/7) ، وروى الطحاوى (1/242) موضع الشاهد المرفوع.
وتابعه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومى أن أبا بصرة لقى أبا هريرة ، وهو جار ، فقال: من أين أقبلت؟ قال: أقبلت من الطور صليت فيه ، قال: أما إنى لو أدركتك لم تذهب ، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تشد الرحال
…
" الحديث.
أخرجه الطيالسى (1348 ، 2506) وأحمد (6/7) بسند صحيح.
الرابعة: عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة أنه قال: " أتيت الطور ، فصليت فيه ، فلقيت جميل بن بصرة الغفارى فقال: من أين جئت؟ فأخبرته ، فقال: لو لقيتك قبل أن تأتيه ما جئته ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد
…
" الحديث.
أخرجه الطحاوى (1/242 ـ 243 ، 243) وسنده صحيح.
ورواه الطبرانى فى " الأوسط "(1/114/2) من هذا الوجه لكنه قال: " عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقى أبا
هريرة وهو مقبل من الطور
…
".
فجعله من مسند أبى بصرة فيما يظهر ، وقد جاء من طريق أخرى عنه من مسنده صراحة كما يأتى عند الكلام على حديثه إن شاء الله تعالى.
الخامسة: عن خثيم بن مروان عن أبى هريرة مرفوعا به إلا أنه قال: " مسجد الخيف "، بدل " مسجد الرسول ". وقال:" لم يذكر مسجد الخيف إلا فى هذا ".
قلت: وهو منكر ، لمخالفته لسائر الطرق والأحاديث ، وتفرد خثيم به ، وهو ضعيف كما قال الأزدى ، وذكره العقيلى فى " الضعفاء "(124) .
(تنبيه) : تقدم فى رواية التيمى تسمية أبى بصرة ب " بصرة بن أبى بصرة " وهو وهم. والصواب أنه: جميل بن بصرة كما فى رواية المقبرى ، وكنيته: أبو بصرة كما فى رواية الآخرين ، وقد جمعت بينها وبين تسميته على الصواب رواية الطبرانى عن سعيد المقبرى.
2 ـ وأما حديث أبى سعيد فله عنه أربع طرق:
الأولى: عن قزعة عنه بلفظ حديث أبى هريرة الأول.
أخرجه البخارى (1/301 ، 466 ، 497) ومسلم (4/102) وأبو نعيم فى مستخرجه (20/176/1) والترمذى (2/148 ـ شاكر) وابن ماجه (1410) والطحاوى وأحمد (3/7 ، 34 ، 45 ، 51 ـ 52 ، 77) والخطيب (11/195) كلهم عنه باللفظ المشار
إليه إلا مسلما فإنه قال: " لا تشدوا
…
". وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح".
الثانية: عن مجالد: حدثنى أبو الوداك عن أبى سعيد به. أحمد (3/53) وهذا سند جيد فى المتابعات.
الثالثة: عن عكرمة مولى زياد قال: سمعت أبا سعيد الخدرى به.
أخرجه أحمد (3/71) ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة هذا ، فلم أعرفه ، ولم يورده الحافظ فى " التعجيل ".
4 ـ عن شهر قال: لقينا أبا سعيد ونحن نريد الطور ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تشد المطى إلا إلى ثلاثة مساجد
…
" الحديث.
أخرجه أحمد (3/93) : حدثنا أبو معاوية حدثنا ليث عن شهر.
وهذا سند لا بأس به فى المتابعات والشواهد.
ورواه عبد الحميد حدثنى شهر به إلا أنه زاد فى المتن زيادة منكرة ، فقال: " لا ينبغى للمطى أن تشد رحاله إلى مسجد ينبغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام
…
".أخرجه أحمد (3/64) ، فقوله: " إلى مسجد " زيادة فى الحديث ، لا أصل لها فى شىء من طرق الحديث عن أبى سعيد ولا عن غيره ، فهى منكرة ، بل باطلة ، والآفة إما من شهر فإنه سىء الحفظ ، وإما من عبد الحميد ، وهو ابن بهرام ، فإن فيه كلاما ، وهذا هو الأقرب عندى ، فقد رواه ليث عن شهر بدون الزيادة كما سبق.
3 ـ وأما حديث أبى بصرة ، فيرويه عنه أبو هريرة كما تقدم فى الطريق الثالثة عن أبى هريرة.
وقد وجدت له عنه طريقا أخرى يرويه مرثد بن عبد الله اليزنى عن أبى بصرة الغفارى قال: " لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطور ليصلى فيه ، قال: فقلت له: لو أدركتك قبل أن ترتحل ما ارتحلت ، قال: فقال: ولم؟ قال: فقلت: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تشد الرحال
…
".
أخرجه أحمد (6/398) وسنده حسن.
4 ـ وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأولى عن قزعة أيضا قال: " أردت الخروج إلى الطور ، فسألت ابن عمر؟ فقال: أما علمت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث؟ وقال: ودع عنك الطور فلا تأته ".
أخرجه الأزرقى فى " أخبار مكة "(ص 304) بإسناد صحيح ، ورجاله رجال الصحيح.
الثانية: عن نافع عنه ، المرفوع فقط.
أخرجه الطبرانى فى " الأوسط "(1/114/1) من طريق على بن سيابة حدثنا على بن يونس البلخى حدثنا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر به.
وقال: " تفرد به على بن سيابة ".
قلت: ولم أجد له ترجمة ، ولعله فى ثقات ابن حبان ، فقد عزاه الهيثمى (4/4) للطبرانى فى " الكبير " أيضا وقال:" ورجاله ثقات ".
على أنه لم يتفرد به ، فقد أخرجه العقيلى فى " الضعفاء " (301) من طريق الفضل ابن سهل قال: حدثنا على بن يونس البلخى به. ذكره فى ترجمة البلخى هذا ، وقال:" ولا يتابع عليه ، وهو معروف بغير هذا الإسناد ".
قلت: والبلخى هذا ، أورده ابن أبى حاتم (3/1/209) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأما ابن حبان فذكره فى " الثقات " كما يشعر به قول الهيثمى المتقدم ، وصرح بذلك فى " اللسان ".
5 ـ وأما حديث عبد الله بن عمرو ، فيرويه قزعة أيضا ، قرنه بأبى سعيد الخدرى.