الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ، فإن ابن أبى ليلى قد سمع عمر رضى الله عنه على الأصح (1) ، بل صرح بسماعه منه لهذا الحديث فى رواية يزيد بن هارون ، كما ذكره أحمد عقب الحديث.
وأخرجه النسائى (1/232) والطحاوى (1/245) والبيهقى (3/200) والطيالسى (136) من طرق عن سفيان به.
وفى رواية للطحاوى من هذا الوجه: " عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الثقة عن عمر به ".
وقد تابعه محمد بن طلحة بن مصرف وشريك عن زبيد به ، ليس فيه: عن الثقة. بل قال ابن طلحة فى رواية عنه " خطبنا عمر " أخرجه الطحاوى.
فتبين أن هذه الرواية شاذة لمخالفتها لرواية الجماعة عن سفيان ، ولرواية المتابعين المذكورين عن زبيد.
وقد خالفهم يزيد بن زياد بن أبى الجعد عن زبيد ، فقال: عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر. أخرجه ابن ماجه (1064) والبيهقى.
قلت: وابن أبى الجعد هذا صدوق كما فى " التقريب " ، لكن مثله لا ينهض لمعارضة ما اتفق عليه الثقات عن زبيد فروايته شاذة أيضا.
ويمكن أن يقال: إنها من المزيد فيما اتصل من الأسانيد ، وأن أبى ليلى ، سمعه مرة عن كعب بن عجرة عن عمر ، ومرة عن عمر مباشرة ، فكان تارة يحدث بهذا ، وتارة بهذا ، والكل صحيح ، والله أعلم.
(639) - (حديث عائشة مرفوعا: " التكبير فى الفطر والأضحى: فى
(1) انظر نصب الراية (2/189ـ190) مع التعليق عليه.
الأولى سبع تكبيرات ، وفى الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتى الركوع " رواه أبو داود. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه (ص 151) .
* صحيح.
أخرجه أبو داود (1149) والفريابى فى " أحكام العيدين "(1/134) والحاكم (1/298) والبيهقى (3/286) من طريقين عن ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عنعروة عن عائشة بلفظ: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر فى الفطر والأضحى: فى الأولى سبع تكبيرات ، وفى الثانية خمساً "
وقال الحاكم: " تفرد به ابن لهيعة ، وقد استشهد به مسلم فى معرضين [1] ".
قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه ، لكن قد رواه عبد الله بن وهب عنه عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب به ، وزاد:" سوى تكبيرتى الركوع ".
أخرجه أبو داود (1150) وابن ماجه (1280) والطحاوى فى " شرح معانى الآثار "(2/399) والدارقطنى (180) والبيهقى (3/287) وأحمد (6/70) .
وتابعه إسحاق بن عيسى وعمرو بن خالد وغيرهما عن ابن لهيعة به.
أخرجه الدارقطنى (180) والحاكم والطحاوى والبيهقى.
ورواه الطحاوى عن سعيد بن كثير بن عفير: أخبرنا ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة به.
وروى عن ابن لهيعة على وجوه أخرى ، ولذلك أعله الطحاوى والدارقطنى بالاضطراب من ابن لهيعة.
قلت: لكن الأرجح عندى روايته عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب
لأنها رواية ابن وهب عنه ، وهى صحيحة ، قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك وابن وهب والمقرى ". وذكر الساجى وغيره مثله ، كما فى " تهذيب التهذيب " ، وقد أشار إلى ما رجحناه ، البيهقى حيث قال عقب هذه الرواية:
" قال محمد بن يحيى (الذهلى) : هذا هو المحفوظ ، لأن ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة ".
فالإسناد صحيح ، وقد صرح الدارقطنى بتحديث ابن لهيعة وسماعه إياه من خالد بن يزيد ، والله أعلم.
وقد قال الترمذى فى " علله الكبرى ": سألت محمدا عن هذا الحديث فضعفه ، وقال: لا أعلم رواه غير ابن لهيعة ". " نصب الراية " (2/216) .
قلت: وهذا التفرد لا يضير رواية ابن وهب عنه ، والله أعلم.
وأما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، فهو عند أبى داود (1151) بلفظ:" التكبير فى الفطر سبع فى الأولى ، وخمس فى الآخرة ، والقراءة بعدهما ".
ومن ذلك يتبين أن المؤلف رحمه الله وهم فيما عزاه لأبى داود من اللفظين ، فإنه جعل لفظ حديث عائشة من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو عنده من فعله ، وعكس ذلك فى حديث عمرو بن شعيب حيث قال فيه نحوه ، أى: معناه ، وهو عند أبى داود من قوله عليه الصلاة والسلام لا من فعله ، ثم هو مغاير أيضا للفظ الذى عزاه لعائشة!
والحديث عند أبى داود من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفى عن عمرو به.
ثم أخرجه هو (1152) وابن ماجه (1278) والطحاوى وابن الجارود فى " المنتقى "(138) والدارقطنى والبيهقى وابن أبى شيبة (2/4/2) والفريابى
(136/1) وأحمد (2/180) من هذا الوجه من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ: " كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صلاة العيد سبعا فى الأولى ، ثم قرأ ، ثم كبر فركع ، ثم سجد ، ثم قام فكبر خمسا ، ثم قرأ ، ثم كبر فركع ثم سجد ".
واللفظ للفريابى. وقال أحمد عقبه: " وأنا أذهب إلى هذا ".
وقد أعله الطحاوى بقوله: " الطائفى ليس بالذى يحتج بروايته ".
وفى " التقريب ": " صدوق يخطىء ويهم "، ومع ذلك فقد قال فى " التلخيص " (144) :" وصححه أحمد وعلى والبخارى ، فيما حكاه الترمذى ".
قلت: ولعل ذلك من أجل شواهده التى منها حديث عائشة المتقدم.
ومنها حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عمرو بن عوف. " أن النبى صلى الله عليه وسلم كبر فى العيدين: فى الأولى سبعا قبل القراءة ، وفى الآخرة خمسا قبل القراءة ".
الترمذى (2/416) وابن ماجه (1279) والطحاوى والدارقطنى والبيهقى وابن عدى (273/2) وقال الترمذى: " حديث حسن ، وهو أحسن شىء روى فى هذا الباب عن النبى عليه السلام ".
كذا قال! وقد أنكر جماعة تحسينه إياه كما فى " التلخيص ". لأن كثير بن عبد الله واه جدا ، حتى قال الشافعى:" هو ركن من أركان الكذب ". وقال ابن عدى عقب الحديث: " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع عليه ".
وأحسن أحاديث الباب عندى حديث عائشة وعبد الله بن عمرو فإن الضعف الذى فى سنديهما يسير ، بحيث يصلح أن يتقوى أحدهما بالآخر.
ومنها عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنى أبى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر فى العيدين ، فى الأولى سبعا قبل القراءة ، وفى الآخرة خمسا قبل القراءة.
أخرجه ابن ماجه (1277) والحاكم (3/607) والبيهقى (3/288) وكذا الدارمى (1/376) وفى سنده ضعف واختلاف.
ومنها عن ابن عمر عند الطحاوى والدارقطنى وفيه الفرج بن فضالة وهو ضعيف.
وله طريق أخرى ، رواه الخطيب (10/264) وابن عساكر (165/2) .
ومنها عن على. رواه الضياء فى " المنتقى من مسموعاته بمرو "(124/2) .
وبالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح ، ويؤيده عمل الصحابة به ، فمنهم أبو هريرة ، فيما رواه نافع مولى ابن عمر قال:" شهدت الأضحى والفطر مع أبى هريرة ، فكبر فى الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة ، وفى الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة ".
أخرجه مالك (1/180/9) ومن طريقه الفريابى (134/2) والبيهقى (3/288) .
ثم أخرجاه وكذا ابن شيبة (2/5/1) من طرق أخرى عن نافع به. وزاد البيهقى: " وهى السنة ". وزاد هو والفريابى فى أوله: " استخلف مروان إياه على المدينة ".
وله عند الفريابى (135/1) طريق أخرى عن أبى هريرة.
ومنهم عبد الله بن عمر مثل حديثه المرفوع المتقدم.
أخرجه الطحاوى (2/399) وسنده صحيح.
ومنهم عبد الله بن عباس: " أنه كان يكبر فى العيد فى الأولى سبع تكبيرات بتكبيرة الافتتاح ، وفى الآخرة ستا بتكبيرة الركعة كلهن قبل القراءة ".
رواه ابن أبى شيبة (2/5/1) عن ابن جريج عن عطاء عنه وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ، فقد أخرجه الفريابى (136/1) من طريق أخرى عن ابن جريج حدثنا عطاء به نحوه.
فصرح ابن جريج بالتحديث ، فأمنا بذلك تدليسه.
على أنه لم يتفرد به ، فقد تابعه عمرو بن دينار عند الطحاوى والفريابى ، وعبد الملك بن أبى سليمان عندهما وكذا البيهقى وقال:" هذا إسناد صحيح ".
وتابعه عن ابن عباس عمار بن أبى عمار بلفظ: " أن ابن عباس كبر فى عيد ثنتى عشرة تكبيرة ، سبعا فى الأولى وخمسا فى الآخرة
" أخرجه ابن أبى شيبة (2/6/1) والبيهقى (3/289) ، وسنده صحيح على شرط مسلم.
وخالفهما فى متنهما عبد الله بن الحارث فقال: " صلى بنا ابن عباس يوم عيد ، فكبر تسع تكبيرات ، خمسا فى الأولى ، وأربعا فى الآخرة ، ووالى بين القراءتين ".
أخرجه ابن أبى شيبة (2/5/2) والطحاوى (2/401 ، وعبد الله هذا هو الأنصارى أبو الوليد البصرى وهو ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك سائر الرواة ، فالسند صحيح.
وخالفهم عكرمة فنقل عنه أنه قال: