الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذه طريق أخرى ليس فيها ابن أخى زينب ، فثبت بذلك شذوذ هذه الزيادة ، وسلم الحديث من أى علة.
وله طريق أخرى عن رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده ، وكانت امرأة صناع اليد ، قال: فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها ، قالت: فقلت لعبد الله بن مسعود: لقد شغلتنى أنت وولدك عن الصدقة ، فما أستطيع أن أتصدق معكم بشىء ، فقال لها عبد الله: والله ما أحب إن لم يكن فى ذلك أجر أن تفعلى ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله إنى امرأة ذات صنعة
أبيع منها ، وليس لى ولا لولدى ولا لزوجى نفقة غيرها ، وقد شغلونى عن الصدقة ، فما أستطيع أن أتصدق بشىء ، فهل لى من أجر فيما أنفقت؟ قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنفقى عليهم فإن لك فى ذلك أجر ما أنفقت عليهم ".
أخرجه الطحاوى (1/308) وأبو عبيد (1877) وابن حبان (831) وأحمد (3/503) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنها.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
وفى هذه الرواية نص على أن رائطة هذه زوجة ابن مسعود كانت أم أولاده ، ففيه رد على ما فى " الفتح " (3/260) :" وقال ابن التيمى: قوله: " وولدك " (يعنى فى الحديث المتقدم ، 878) محمول على أن الإضافة للتربية لا للولادة ، فكأنه ولده من غيرها "!
وسكت عليه الحافظ فكأنه لم يستحضر ما فى هذا الحديث من التنصيص على خلاف قول ابن التيمى.
(885) - (وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء
" حسنه الترمذى.
* ضعيف.
رواه الترمذى (1/129) وابن حبان (816) والبغوى فى
" شرح السنة "(1/186/1) والحافظ عبد الغنى المقدسى فى جزء من " الجواهر "(ق 236/2) وابن عساكر فى " تاريخ دمشق "(2/402/1 ـ 2) والضياء المقدسى فى " المختارة "(ق 73/1) كلهم من طريق عبد الله بن عيسى الخزاز البصرى عن يونس ابن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا به.
وقال الترمذى: " حديث حسن غريب من هذا الوجه ".
قلت: وليس فى بعض النسخ من " الترمذى " قوله: " حسن "، وهو الأقرب إلى حال هذا الإسناد فإن فيه علتين:
الأولى: عنعنة الحسن البصرى فإنه مدلس.
والأخرى: ضعف الخزاز هذا ، فأورده الذهبى فى " الضعفاء " وقال:" فيه ضعف ".
وقال الحافظ فى " التقريب ": " ضعيف ".
قلت: وقد وجدت للحديث طريقين آخرين عن أنس: الأولى: عن عبد الرحيم بن سليمان الأنصارى قال: حدثنى عبيد الله بن أنس قال:
حدثنى أبى مرفوعاً بلفظ: " إن الصدقة ترد غضب الرب ، وتمنع من البلاء ، وتزيد فى الحياة ".
أخرجه العقيلى فى " الضعفاء "(ص 268) وقال: " عبيد الله وعبد الرحيم كلاهما مجهول بالنقل ، والحديث غير محفوظ ".
وقال الذهبى فى عبيد الله: " لا يعرف ".
وفاته الراوى عنه عبد الرحيم بن سليمان الأنصارى ، فلم يورده فى " ميزانه " ، ولا استدركه عليه الحافظ فى " لسانه "!
والأخرى: عن أبى عمرو والمقدام بن داود الرعينى قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومى قال: أخبرنا سفيان عن محرز عن يزيد الرقاشى عن أنس
مرفوعا بلفظ: " إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء ".
أخرجه القضاعى فى " مسند الشهاب "(ق 91/1) .
قلت: وهذا سند ضعيف جدا ، وفيه ثلاث علل:
الأولى: يزيد الرقاشى ضعيف.
الثانية: عبد الله بن محمد بن المغيرة المخزومى ضعيف جدا.
قال أبو حاتم: " ليس بالقوى ".
وقال ابن يونس: " منكر الحديث ".
وقال ابن عدى: " عامة ما يرويه لا يتابع عليه ".
وقال النسائى: " روى عن الثورى ومالك بن مغول أحاديث ، كانا أتقى لله من أن يحدثا بها ".
وساق الذهبى أحاديث من طريق ابن مغول وغيره ثم قال: " وهذه موضوعات ".
الثالثة: المقدام بن داود الرعينى قال النسائى: " ليس بثقة " وقال ابن يونس وغيره: " تكلموا فيه ".
وقد روى الحديث عن أبى هريرة مختصرا بلفظ: " إن الصدقة تمنع ميتة السوء ".
أخرجه حمزة السهمى فى " تاريخ جرجان "(453) من طريق يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبى يحدث عن أبى هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا سند ضعيف جدا ، آفته يحيى هذا قال فى " التقريب ":" متروك ، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع ".
قلت: وأبوه عبيد الله مجهول الحال.
وبالجملة ، فليس فى هذا الشاهد ولا فى الطريقين ما يمكن أن نشد به من عضد هذه الحديث لشدة الضعف فى أسانيدها.
أما الشطر الأول من الحديث فهو قوى لأنه له شواهد كثيرة خرجتها فى " الصحيحة "(1908) .