الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذًا: لو وقع مثل هذا الخلاف فالجواب: فالحديث الصحيح: «لاستهموا عليه» لكن هل تجدون مثل هذا واقعًا؟ لا [ليس] له أثرًا لأن الناس ليسوا جميعًا في الحرص على العمل بفضائل الأعمال سواء، فبعضهم يهتم وبعضهم لا يهتم، ولذلك لا يصير أي خلاف حول التزاحم فضلًا أنه لا يصير أي تخاصم بالنسبة للصلاة في الصف الأول الذي صح الحض عليه بغير ما حديث صحيح، فبالأولى ألا يصير مثل هذا الخلاف خلاف في الصلاة في ميامن الصفوف، فإن صح الحديث فجوابه ما كان عن الحديث الصحيح في الحض على الصف الأول، وإن لم يصح كما أظن فالأمر أهون.
(أسئلة وفتاوى الإمارات - 10/ 00: 26: 01)
هل لميمنة الصفوف فضيلة زائدة وكيفية الاصطفاف خلف الإمام
مداخلة: بالنسبة لميمنة الصفوف، هل فيها فضل خاص؟
الشيخ: ما نعلم حديثاً صحيحاً، لا يوجد، هناك بعض الأحاديث ذكرها الإمام ابن المنذر في «الترغيب» في تفضيل التَيَامُن في الصف، لكن ليس فيها شيء صحيح، إنما يرجع في ذلك إلى الاستنباط.
والذي أراه -والله أعلم- أن تفضيل ميمنة الصف يؤدي إلى تعطيل شمال الصف، والذي نعرفه من السنة الصحيحة، من حديث جابر وجَبّار، حينما جاء جابر واقتدى به عليه السلام، عن يمينه، ثم جاء جَبَّار فوقف عن يساره، فدفعهما الرسول عليه السلام هكذا، وجعلهما صفاً من خلفه، فنأخذ من هذا الحديث، أنه إذا وجد ثلاثة، وتقدم أحدهم يصلي بهم إماماً، فلا يُجَنِّحُون حوله، كما ثبت ذلك عن ابن مسعود، هذا أمر كان، ثم استقر ما دلَّ عليه حديث جابر وجَبَّار.
فنفهم من هذا الحديث شيئاً يهمله كثير من المصلين، خاصة هناك في الأردن وفي سوريا، يأتي أحدهم فيجد الصف في الأول قد تم، فيصطف حيث بدا له، يمكن هناك مع الجدار الغربي أو الشرقي، والإمام هنا في الوسط، ثم تجد الناس كما يقولون عندنا في بلادنا: هات يدك وامش، يدخل الثاني يجد ذاك صف في اليمين، فيذهب ويصف معه، وهكذا تنتهي الصلاة، ولا يوجد خلف الإمام في الصف الثاني ولا شخص واحد، .
فنفهم من حديث جابر وجَبَّار أنه كما بدأ الصف الأول، ينبغي أن يبدأ الصف الثاني، أي: الذي يأتي فيجد الصف الأول الذي بين يديه تاماً، ثم لا يجد فرجة ليدخل فيها ويَسُدّها، فيقف هذا وراء الإمام ويصلي، فإذا جاء ثانٍ فعن يمينه، وهنا الشاهد الآن، جاء الثالث عن يساره، وهكذا كالنظام العسكري يمين .. يسار .. يمين .. يسار .. يمين .. يسار، حتى يكتمل الصف.
أما أن نُفَضِّل اليمين فنعطل الشمال، هذا ما ينبغي أن نفعل ذلك؛ لأن هذا خلاف حديث جابر وجَبّار من جهة، ثم نستطيع أن نستنبط هذا الحكم نفسَه من حديث آخر في صحيح مسلم، حيث قال عليه السلام:«ائتموا بي، وليأتم بكم مَن بعدكم» أي: الصف الثاني يقتدي بالصف الأول، والصف التالي بالثاني، وهكذا دواليك.
فإذاً: ليس هنا تفضيل اليمين، وإنما هكذا مَرّة يمين، ومَرَّة يسار.
مداخلة: تَوَسُّط الإمام يا شيخ، ما هو ثابت؟
الشيخ: حديث تَوَسُّط الإمام ضعيف السند، وهو في ضعيف أبي داود، إلا أن جريان العمل بين المسلمين يؤكد هذا المعنى، نعم.
(الهدى والنور / 79/ 59: 40: .. )