الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا جماعة: اتقوا الله! أولاً: خالفتم أمر رسول الله: «إذا أَمّن الإمام فأمِّنوا» .
ثانياً: خسرتم مغفرة الله، التي لو توجه إليها المسلم بعمره الطويل، الذي لا يتحقق لإنسان بعد نوح، لو عاش عمر نوح عليه السلام كان يحظى بمغفرة الله، لكانت هذه الحياة رخيصة بالنسبة لهذه المغفرة، «إذا أمَّن الإمام فأمّنوا؛ فإنه من وافق تأمينُه تأمين الملائكة، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» ، ما هو معنى:«إذا وافق» أي: أنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، هنا لا بد من استحضار مقدمة قائمة في أذهان المسلمين عامة، أو على الأقل طلاب العلم منهم، أو أقل من القليل العلماء، وهو: الملائكة موصوفون في القرآن الكريم بأنهم: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، فهم يُصَلُّون مع المسلمين، وهناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أنه هناك نوبتان من الملائكة، طائفة من الملائكة يصعدون بعد صلاة العصر وتنزل طائفة أخرى .. وهكذا يتبادلون، فهؤلاء يشهدون صلاة الجماعة في المساجد فيُؤَمِّنون مع الإمام، ترى يفعلون مثلنا، نحن نعصي، أما أولئك فكما قال الله:{لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
إذاً: فهم لا يسبقون الإمام، وإنما يتأخرون عن الإمام، فإذا نحن تأخرنا عن الإمام، شاركنا الملائكة في التأمين، استحققنا بذلك مغفرة رب العالمين، فإذاً الخسارة كبيرة وكبيرة جداً، وهي: نخسر مغفرة الله، بالإضافة إلى أننا عصينا رسول الله، ومن عصى رسول الله فقد عصى الله، كما أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله.
(الهدى والنور / 696/ 45: 32: 00)
مسابقة الإمام بـ (آمين)
الشيخ: أريد أن أُذَكِّر الآن بخطأ يقع من جماهير المصلين، وهذا الخطأ فيه أولاً: مخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وثانياً: فيه خسارة كبيرة وكبيرة جداً، وهي: ألّا يحظى المسلم بمغفرة الله عز وجل، الذي ما نعبد الله بصلاتنا وقيامنا وصيامنا، إلا لنحظى بمغفرة ربنا تبارك وتعالى.
فأنتم تعلمون -مثلاً- قوله عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» ، هذا كله تعلمونه وتسمعونه، لكن اسمعوا الآن ما نادراً ما تسمعونه، بل ربما أكثركم لم يَطْرُق سمعَه هذا الحديث الذي سألقيه على مسامعكم، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام، والحديث من أصح الأحاديث؛ لأنه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» ، بماذا؟ بأمر سهل جداً جداً، وصعب جداً جداً على من اعتاد المخالفة، الآن أنا صليت في هذا المسجد صلاة المغرب والآن صلاة العشاء، أنا لا أكاد أنتهي من قولي من قراءتي:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، وأنتم تسبقونني «بآمين» تُرى أنا الإمام أم أنتم؟ أنا المقتدي أم أنتم؟ أنتم تقولون «آمين» قبلي يا جماعة، أنا أنتهي من قول الله:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] آمين، أريد أن آخُذَ نَفَساً؛ لأنه هنا موقف آية، وإذا بالمسجد، لا أقول هنا كل المساجد إلا مساجد قليلة جداً في الدنيا كلها، إلا المقتدين يسابقون الإمام بآمين،
قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: إذا أمّن الإمام فأمّنوا، هو كقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر المعروف وهو أيضاً متفق على صحته بين الإمامين البخاري ومسلم:«إنما جُعل الإمام ليُؤْتَمّ به، فإذا كَبَّر فكبِّروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعين» .. إذا صلى جالساً، أي: لعجز أو مرض، لكنه يستحق الإمامة؛ لأنه قارئ ولأنه عالم وو
…
إلى آخره ..
الشاهد من هذا الحديث قوله عليه السلام: «إنما جُعل الإمام ليُؤْتَم به» إذاً: أنتم
يجب أن تأتموا، ليس فقط لا تكبروا تكبيرة الإحرام قبله، ولا فقط لا تركعون قبله، وإنما -أيضاً- لا تُؤَمِّنوا قبله، لماذا؟ للحديث الذي سمعتموه آنفاً، ألا وهو:«إذا أمّن الإمام فأمّنوا» على وزن إذا كبّر فكبروا، ما فائدة اتِّباع هذا الأمر النبوي «إذا أمّن الإمام فأمّنوا»؟ قال عليه السلام في تمام الحديث:«فإنه من وافق تأمينُه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدم من ذنبه» لذلك -بارك الله فيكم- يجب أن تنتبهوا لأمرين اثنين في خصوص هذه المسألة، فضلاً عن غيرها:
الأمر الأول: أن تُنْصِتوا لقراءة الإمام، أن تكونوا مع قراءته بقلوبكم وليس فقط بأجسامكم، فإذا ما انتبهتم لقراءة الإمام ووصوله إلى قوله:«ولا الضآلين» احبسوا نَفَسَكم لا تتسرعوا بالتأمين حتى تسمعوا بدء الإمام بآمين، الإمام من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع صوته «بآمين» أن يجهر «بآمين» كما جهر بسورة الفاتحة فيقول:«آمين» فإذا سمعتموه بدأ هو «بآمين» فأنتم قولوا معه: آمين؛ لأن الملائكة تقول بعد قول الإمام أو مع قول الإمام آمين، أيضاً الملائكة تُؤَمِّن، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه.
مغفرة الله -يا إخواننا الحاضرين- هي غاية الغايات كُلِّها من حياة المسلم، هذه الحياة الدنيا، لماذا نعيش؟ قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فنحن نعبد الله لنحظى بمغفرته، وقد جعل الله عز وجل لكل شيء سبباً، وجعل من الأسباب للحصول على مغفرة الله أسباباً كثيرة وكثيرة جداً، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون، ألا ينبغي أن تشكروا ربكم أن كتب لكم مغفرة من ربكم، لمجرد أن حَبَستم أنفَاسَكم بعد أن قرأ الإمام «ولا الضآلين» ولم تسبقوه «بآمين» بل تابعتموه، وإذا بكم تستحقون مغفرة الله، لمجرد هذا السبب البسيط، فهذا الذي أُذَكِّركم به، ولعلكم تَسُنُّون سنةً حسنةً في مساجد ليس في هذا البلد فحسب، بلاد الدنيا كلها -وقد طفتُ كثيراً منها- لا تجد مسجداً يُحيُون هذه السنة، فلعلكم إن شاء الله تَسُنُّون سنة طيبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من سَنّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من