الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسابقة الإمام بالتأمين
الشيخ: في خطأ يا إخواننا من بعض المصلين منتشر في المساجد، ليس مساجد بلدة معيَّنة، بل البلاد الإسلامية كُلُّها -مع الأسف- لا نستثني من ذلك حتى الحرمين الشريفين، وهي: مسابقة المقتدين للإمام بالتأمين، ولو لم يكن هناك إلا الحكم العام، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«إنما جُعِل الإمام ليؤتمَّ به فلا تختلفوا عليه» .
لو لم يكن في الموضوع إلا هذا الحديث العام الذي يعني في دلالته: أن يكون المؤتم مقتدياً بالإمام، وليس سابقاً له، أو متقدماً عليه.
فكيف وهناك حديث خاص يتعلق بهذه المسألة، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» فهذا الحديث صريح جداً، «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا» .
الآن قبل أن يُؤمِّن الإمام المقتدين يطلعوا بصوت عالٍ يُرَجُّ المكان به، يقولون: آمين، ويمكن مثلي ما زال ما خَلَص من «ولا الضالين» .
ولذلك فأنا أُذَكِّر والذكرى تنفع المؤمنين، كلَّ مُصَلٍّ في صلاة الجماعة: أن يتنبه لتلاوة القرآن من الإمام في الصلاة الجهرية، وأن يتدبر أولاً ما يسمع من القرآن.
وثانياً: أن يحبس نَفَسه إذا وصل الإمام إلى قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] لا يُحَرِّك لسانه بآمين قبل أن يسمع بدءَ الإمام بآمين، ليس قبل أن ينتهي الإمام من قراءة:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7].
هذا خطأ فاحش جداً جداً، ومن فُحْشِه: أنه يأثم عند ربه؛ لأنه يخالف قوله عليه السلام: «إذا أَمَّن فأمِّنوا» .
ومن فُحْشِه: أنه يخسرُ مغفرة ربِّه بسببٍ سمحٍ سهل، ما هو؟ احْبِس نَفَسك لا
تسبق الإمام بآمين، فإنك إن فعلت ذلك أي: لم تسبقه بآمين «طابق تأمينك تأمينَ الملائكة» .
أين هؤلاء الملائكة؟ لا يهمنا: سواء كانوا في الأرض .. في المسجد، ممن يحضرون على نوبتين، يتبادلون عند صلاة العصر، نوبة تطلع ونوبة تنزل.
أو كانوا ملائكة السماء، وهذا وارد في بعض الأحاديث، فإن ملائكة السماء يقولون: آمين، «فإذا وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» فإذاً: هذه غنيمة عظيمة جداً.
لو عاش أحدُنا حياة نوح عليه السلام، ليحظى بهذه المغفرة لكان الثمن بَخْساً، فما بالك؟ القضية لا تحتاج إلى أكثر من جَمْع فِكْرٍ وراء الإمام الذي يجهر بالصلاة، وتُرَاقب وتُتَابع قراءتَه آيةً آيةً، فإذا وصل إلى آخر الفاتحة، حينئذٍ لا يبدأ بقول آمين، حتى يشرع الإمام نفسُه بآمين.
ومن الحكمة في شرعية جهر الإمام بآمين، هو: تحصيل تحقيق هذا الأمر النبوي الذي يؤدي إلى مغفرة الله عز وجل، وإلا إذا قال الإمام سرًا -كما يفعل بعض الأئمة ممن يخالفون السنة ولا يجهرون بآمين- إذا قال:«آمين» سرًا، أو ما قال: من أين نقدر نتمكن يوافق تأميننا تأمين الملائكة الذين لا يسبقون الإمام؟ لا يمكن.
لذلك من تمام التشريع: أن جُعِل من السنة جهر الإمام بآمين.
فانتبهوا لهذا الحكم أولاً، ولهذه الفائدة ثانياً، عسى أن ننال بذلك -ولو في صلاة واحدة يومًا- مغفرة الله تبارك وتعالى.
(الهدى والنور /334/ 20: 53: 00)