الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحسب ما بلغني، فهذه مخالفة ماشية، ولذلك فأنت خير من يبلغ، وخير من يطبق ويكون قد سَنَّ للناس سُنَّة حسنة، ذلك ما نبغيه وجزاك الله خيراً.
الملقي: جزاكم الله خيراً، سنعمل بذلك بإذن الله تعالى.
الشيخ: جزاك الله خيراً.
(الهدى والنور /683/ 26: 31: 00)
متابعة الإمام فيما يتركه من سنن
الملقي: بالنسبة لقولك: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ذكرتم بارك الله فيكم في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أن الإمام إن لم يجلس جلسة الاستراحة فعلى المأموم أن لا يجلس
…
الشيخ: يتابعه.
الملقي: نعم، فهل هذا يعني أن المقصود بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم أم المقصود متابعة الإمام في مسألة سنن الصلاة، تعلمون -بارك الله فيكم- أن من سنن الصلاة رفع اليدين، فإن لم يفعلها الإمام يفعلها مثلاً المأموم، وجلسة الاستراحة مستحبة، فمن باب السنن ومتابعة فعل النبي صلى الله عليه وسلم ألا يخالف هذا القول ما تقولونه الآن بالنسبة لتأكيد السنن في الصلاة؟
الشيخ: ما شعرت بوجه المخالفة التي أنتم تسألون عنه أو تسألون عنها. أين المخالفة؟
الملقي: المخالفة أن مثلاً الإمام إذا لم يجلس جلسة الاستراحة.
القاعدة حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» ، فعلى الإمام والمقتدي أن يقتدي بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا مُسَلَّماً به.
الشيخ: آه.
الملقي: لكن إذا الإمام أخفى شيئاً من السنن مثل جلسة الاستراحة تعلمون -بارك الله فيكم- أن في [بعض البلاد] هذه الجلسة ليست معروفة بين الناس، وأن أكثر أئمة المساجد لا يفعلونها.
الشيخ: ما يفعلونها؟
الملقي: فإن اقتدينا بالإمام أخفينا هذه السنة، فإذا خالفنا الإمام بقولكم معناتها أننا خالفنا السنة من وجه آخر.
الشيخ: نعم.
الملقي: فماذا تنصحوننا.
الشيخ: آه، أنا أقول لك الآن: أي الجلستين أقوى فقهاً وشرعاً وسنةً أجلسة الاستراحة أم جلسة التشهد؟ لا شك جلسة التشهد.
طيب، إذا الإمام أخطأ وبدل أن يجلس جلسة التشهد قام إلى الركعة الثالثة، ماذا تفعل؟
الملقي: أقوم، أُتابعه.
الشيخ: تتابعه لمَ؟ أنت تركت ليس سنة فقط، تركت واجباً.
الملقي: واجباً نعم.
الشيخ: طيب، لماذا تابعته؟
الملقي: لأن المتابعة في هذا الباب واجبة للإمام.
الشيخ: جميل جداً، وقولك في هذا الباب تعني ما تقول. أم هو باب واسع؟ ..
لعله هذا الباب واسع شوية، لو أن الإمام خلينا نمشي معك الآن أنه الباب هذا ضيق جداً لا يتسع إلا لهذه المسألة، لو أن الإمام أخطأ خطأً من نوع آخر، مثلاً: قفز
فنسي آية وهو يقرأ، فأنت فتحت عليه، لكنه ما تجاوب معك، لا شك أنه هذا خطأ، ماذا تفعل؟ تتابعه تتابعه، إذاً المسائل التي قد يخطئ الإمام فيها لا يمكن حصرها في مسألة، بالتالي لا يمكن أن نقسم متابعة الإمام أو وجوب متابعة الإمام إلى قسمين: قسم يجب متابعته، وقسم لا يجب متابعته.
راح أجيب الآن أنا الصورة التي وقعت للرسول عليه السلام وأستحضر الآن ثلاث صور منها، صورة يوم صلى العصر ركعتين، ويوم صلى الظهر خمس ركعات، ويوم صلى المغرب ركعتين.
أصحاب الرسول عليه السلام في كل هذه الصُّوَر تابعوه وما جَمَدوا كما يفعل البعض، لسان حالهم يقول: شو بَدّي بالإمام هذا أخطأ قام للخامسة أنا بتم صابب حالي صبة باطون ما بتحرك، لا ما فعل أصحاب الرسول هكذا، وإنما قام إلى الخامسة في صلاة الظهر فتبعوه، بعد أن سلم عليه السلام هذا طبعاً من باب التذكير والا أنتم تعلمون هذه، نعم.
مداخلة: هذه فائدة في محلها.
الشيخ: إيه، جزاك الله خير، فقال لهم:«إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فَذَكِّروني» .
هنا يقول بعض الفقهاء المتقدمين: لا إذا قام للخامسة فتابعناه بطلت صلاتنا، ويحتجون بأن ذاك الزمن كان زمن تعليم وتشريع، وأنه الشرع ما كان نزل بعد قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].
أنا أقول جواباً عن هذه الشبهة: نعم هو الأمر كذلك، ولكن هذا لا يعني أنه لا يجب فضلاً عن أنه لا يعني أنه لا يجوز متابعة الإمام في الركعة الخامسة بعد أن نُبِّه ولم يَتَنَبَّه، لا يعني؛ لِمَ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يبين للناس أن الحكم الشرعي المتعلق بهذه الصورة يختلف عن الحكم الذي وقع بين الصحابة والرسول بعد وفاة الرسول كان يبين الحكم فيقول: يقول: إذا كان، ما معناه مثلاً: إذا سها الإمام وقام
إلى الخامسة فلا تتبعوه.
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]، «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به» ، هاه، إذا فرضنا هذه قبل أجت المسألة الثانية، صلى بهم العصر ركعتين وقصة ذي اليدين معروفة قال: يا رسول الله أَقُصِرَت الصلاة أم نسيت؟ قال: «كل ذلك لم يكن» قال: بلى قد كان، فنظر رسول الله إلى الصحابة فيهم أبو بكر وعمر:«أصدق ذو اليدين؟ » ، قالوا: نعم، وكان قد انتحى ناحية من المسجد ووضع إحدى رجليه على الأخرى يستريح عليه السلام، فلما تبين له أنه صلى ركعتين قام إلى مقامه ولا أقول إلى محرابه؛ لأنه لم يكن هناك محراب بالمعنى الاصطلاحي، والمعنى الاصطلاحي الذي يحرف معنى الآية القرآنية حينما توضع على رأس المحراب:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} [آل عمران: 37] يعني هذا المحراب، وهذا كذب وافتراء على الآية، وإنما كما تعلمون المحراب هنا مكان العبادة، مكان العبادة، الشاهد فعاد الرسول إلى مقامه فأتى بالركعتين وسلم وسجد سجدتي السهو.
كذلك صلى المغرب ركعتين، وهذه قصة أغرب، ووقع هنا ما وقع -أيضاً- في صلاة العصر ركعتين، حيث خَرَجَ سَرَعان الناس، ما بِدّهن يسبحوا، ولا بِدّهن يحمدوا ولا يكبروا، ما صدقوا سلم الرسول من هون يا الله هنا في صلاة المغرب نُبِّه عليه السلام أنه صليت ركعتين، فأمر بإقامة الصلاة من جديد، وجاء بالركعة الفائتة أو المنسية ثم سجد سجدتين.
فإذاً: لو كان هنا حكم جديد بعد وفاة الرسول لَبَيَّنه الرسول على الأقل في حادثة من هذه الحوادث التي يفترض أنه الأخيرة والله أعلم بها، لكن لا بد من أن يبين {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]، و {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، إذاً هذه القضية ما هي من باب واحد فقط، إلا إذا وسعناه، وأدخلنا فيه كل مسألة أخطأ فيها الإمام، فحينئذٍ يجب علينا متابعة الإمام. يحضرني بهذه المناسبة والإنسان في الحقيقة كما تعلمون وهذه ناحية مهمة جداً ينطلق في إصداره لأحكامه في معاملاته بينه
وبين ربه، بينه وبين صديقه صاحبه إلى آخره في حدود المنهج تبعه، فنحن نقول عن أنفسنا: نحن سلفيون أي: ننظر إلى السلف الصالح، ونستعين بحوادثهم على فهم بعض المبادئ أو القواعد مثل هذا الحديث:«إنما جُعِل الإمام ليؤتم به» ترى هذا الأمر عام والَّا خاص من باب ضيق صغير والَّا باب واسع كبير؟
روى الإمام البخاري في صحيحه أن أحد الولاة نسيت لعله اسمه الوليد أو عقبة
مداخلة: الوليد بن عقبة.
الشيخ: هاه.
مداخلة: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
الشيخ: هاه. الوليد بن عقبة صلى بالناس إماماً وهو الأمير، صلى الصبح وهو مخمور، صلى الصبح بهم أربع ركعات يا أستاذ، الصبح أربع ركعات، ثم بعد ما سلم قال: أزيدكم؟ أزيدكم؟ شو المفروض في مثل هذه الحالة في المقتدين خلفه، لا بد أنه لما بيقوموا الركعة الثالثة ما يتابعوه، والرابعة كمان ما يتابعوه، تابعوه يا سيدي، ليه؟ هذا دليل عملي أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام:«إنما جُعل الإمام ليؤتم به» نص عام، نص عام.
ثم هذا الحديث نفسه، في تمامه فيه تنبيه عظيم جداً أن المتابعة عامة، وهو:«فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمح الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعين» ،
هنا في إسقاط ركن أركان الصلاة من أجل ماذا؟
مداخلة: المتابعة.
الشيخ: المتابعة، هنا يدخل ما يُسمِّيه الفقهاء -كما هو معلوم- بالقياس الأَوْلَوِي، حين قال تعالى:{فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23] من باب أولى: لا تضربهما بكف، قياس أولوي: إذا كان أمر الرسول عليه السلام المقتدين إذا وجدوا
الإمام جَلَس تجلس معه، إيه وين:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] آه، هذه في حالة غير هذه الحالة.
إذاً: هنا أسقط الركن لتحقيق المتابعة، فإذا كان ركن أسقطه، ترى جلسة الاستراحة ما بيسقطها؟ بيسقطها، هنا يجرنا هذا الحديث إلى شيء من التفصيل الذي يقتضيه الإجمال السابق، فأقول، وقبل أن أقول أُذَكِّر بأن هذا الحديث «إنما جعل الإمام ليؤتم به» جاء بلفظ صحيح أبلغ في الدلالة قال:«إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه» ، لا تختلفوا عليه، فالإمام ما بيرفع يديه، أنا برفع يدي، هذا اختلاف عليه، الإمام لا يجلس جلسة استراحة أنا أجلس أتأخر عنه، وهكذا على ذلك فقس، الإمام يضع يديه هنا، هاه، أنا مذهبي هنا، وأعكس فأقول: الإمام الحنفي يضع هنا، أنا بَدّي أتابعه إلى آخره، هذه القاعدة.
لكن قلت سأقول شيئاً يُبَين ما أجملته سابقاً فأقول: الأصل هكذا، أنا دخلت مسجداً ولا أعرف إمامه، لكني تَبَيَّن لي إما في تلك اللحظة أو من قبل، أنه هو يخالف السنة التي يدين الله بها، مثلاً كما كان البحث الإمام أحد رجلين إمام فاضل ومُحب للسنة، لكن هو ما اقتنع كغالب الحنابلة عندكم، شايف، ما اقتنع أنه هذه سنة صلاة وإنما كما قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد إنه هذا للسِّن سِن، الرسول عليه السلام .. كان هو ثقيل، وهذا من أسوأ ما يقال، كان ثقيل مع أنه الرسول عليه السلام كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب.
فعلَّلوا الاستراحة التي لا مرد لا مجال لردها علَّلوها بأنه هذه ليست من سنن الصلاة، لكن لما بَدن عليه السلام وثقل بدنه، لذلك كان .... هكذا يعتمد وينهض.
هكذا اقتنع الإمام ابن القيم ماذا نقول فيه جاهل؟ ! حاشا لله، لكن هي قناعته الخاصة، طيب وهناك علماء تابعون له في هذا، فهذا الذي يتبع، ولا يخالف، إما رجل متعصب للمذهب، بِتْبَيِّن له السنة وتبينت له هذه السنة، فيتعصب للمذهب على السنة، مش بيقول: والله أنا ما ظهر لي هذا، وأنا أرى كما قال ابن القيم وغيره إلى آخره، فهنا إذاً الفرق، من علمنا أنه هكذا مقتنع فيتابع، ولو كان المُتابِع يُخَطِّئ
هذا الفاعل.
من علمنا أنه يتعصب على السنة وضد السنة لا نقيم له وزناً، نخالفه ولا نقيم له وزناً.
أنا أتصور إمام من هؤلاء الأئمة الأربعة وهم مختلفون طبعاً حتى في الصلاة، طيب، الإمام «أبو حنيفة» يقف يصلي إماماً ويضع يديه تحت السرة، أنا ما بقدر أقول عنه جاهل، ولا بقدر أقول عنه متعصب، و «أبو يوسف» ، و «محمد بن الحسن» ، والإمام «زفر» ، وعد ما شئت حتى وصلنا لهذا الزمان، فإذا كان الرجل عالم ومقتنع بأنه هكذا السنة فنتابعه، أما إذا تَبَيَّن لنا كما نرى في بعض أئمة المساجد تَعَصُّب ضد السنة، فهؤلاء لا حرمة لهم؛ لأننا نحن جعلنا حرمة لهم باتباعهم لأئمتهم، لكن إذا تَبَيَّن أنهم يتبعونهم يُؤثرون اتباعهم على السنة فلا قيمة لهم.
أنا أذكر وأنت تعلم -بلا شك- أنه أنا قلت في صفة الصلاة: إن الوضع بعد القيام هذا بدعة، الوضع بدعة، لكن أذكر مرة صلَّيت وراء ابن باز أو أكثر بس أذكر مرة، فأنا وضعت يدي بعد القيام، مع أني نصصت أنه هذا ليس من السنة؛ لأنه نظرت أنه الذي بين يدي مو مثل هؤلاء المُقلِّدة والجهلة والمُتَعَصِّبة إلى آخره، ففعلت مثل ذلك، وهكذا أفعل، لكن هؤلاء ندرة، أعط بالك.
مداخلة: سبحان الله.
الشيخ: هؤلاء نُدرَة؛ لأن أكثر الأئمة جَهَلة ومتعصبة وو إلى آخره.
على هذا إذاً نأخذها قاعدة بأننا نحن نتبع الإمام في صلاته ولو كان مُخطِئاً في وجهة نظري، لكن يكون معذوراً، يكون عندي معذوراً في هذا الخطأ.
أما أن يكون متعصباً على السنة، فلا أقيم له وزناً.
الملقي: وكيف يتبين لنا؟
الشيخ: هذا بالتجربة ..