الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام يكمل آمين مثل الناس، فضلاً أنكم تتركونه يأخذ نَفَساً مثل الناس، فبالعكس من كل ذلك تسبقوه بآمين، هذا خطأ وهذا خطؤه فيه خسران كبير؛ لأن رب العالمين من فضله على عباده المؤمنين، أنه يَسَّر لهم أسباب يُحَصِّلوا بها مغفرة الله، يعني الآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«من حج ولم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» .
كم تعب هذا، وكم أنفق أموال .. إلى آخره.
هنا يقول عليه الصلاة والسلام: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة .. » ما هو المكسب؟ «غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» .
سبحان الله! أنا أتعجب من هذا الحديث وأمثاله، سبب ميسَّر، ومع ذلك الناس غافلين عنه، يركدوا بالسنة يعملوا عمرة عجيبة، وخاصة الجهلة الذين يأتوا بعمرة، يطلعوا مسجد عائشة يعملوا عمرة ثانية، وبلغني ثالثة ورابعة، يعني يسقط في حقهم .. {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: 3 - 4].
ليس هناك فائدة من السعي هذا، بينما هنا فقط اضبطوا أنفاسكم، واسمعوا قول الإمام:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] .. وبمجرد أن يبدأ بنطق آمين، قولوا معه: آمين ..
كم هو الأمر مُيَسَّر، ووراءه الأجر الأكبر، خسره المسلمون بسبب جهلهم وغفلتهم.
(الهدى والنور / 177/ 44: 09: 00)
خطأ مسابقة الإمام بالتأمين
الشيخ: أريد أن أُذَكِّر بقضيتين، القضية الأولى: هي مسابقة الإمام بالتأمين، وهذا خطأ.
أنتم تعلمون أن الإمام من السنة: أن يقرأ القران آيةً آية، وبصورة خاصة الفاتحة.
وكما -أيضا- تعلمون أن آخر آية في الفاتحة «ولا الضالين» فانتهت الآية.
لا بد أنكم تتصورون معي بأن هذا الإمام الذي قرأ الفاتحة، لا بد من أن يأخذ نَفَسًا شديداً، ليستأنف القراءة بعد الفاتحة، فالذي يقع أنكم لا تسمحون له بذلك، وهذا ظلم.
وأكثر من هذا الظلم أنه مخالفة لحديث الرسول عليه السلام حيث قال: «إذا أمن الإمام فأمِّنوا» فإذا كنتم لا تسمحون له بأن يتنفس ليستطيع أن يقول «آمين» فكيف يمكنكم أن تقولوا «آمين» بعد أن يقول هو «آمين» ؟ هذا خطأ شائع، وإن كان مستساغاً أن يكون شائعا بين جماهير الناس الذين لا يهتمون بالسنة وباتباع أوامر الرسول عليه السلام، فليس مستساغاً أبدًا أن يكون هذا الخطأ ساريا وشائعا بين أهل السنة.
ولذلك فلزاماً عليكم إذا اقتديتم وراء الإمام بالجهرية أنكم إذا سمعتموه يقول «ولا الضالين» فاحبسوا أَنفاسَكم، لا تتسرعوا بالنطق بآمين، لأنه هو بعدُ ما قد تنفس ليقول «آمين» فعليكم أن تحبسوا أنفاسكم مرحلتين، المرحلة الأولى: بمقدار ما يأخذ الإمام نَفَسا جديداً، المرحلة الثانية: حين يقول «آ» تسمعون ابتداءه بألف «آمين» حينذاك تبدؤون أنتم بدوركم «آمين» .
ومن العجيب مع صريح هذا الحديث الصريح وهو في البخاري ومسلم: «إذا أمّن الإمام فأمِّنوا» فالمصلون يضيِّعون على أنفسهم بسبب جهلهم بهذا الحديث أو بسبب إهمالهم لتطبيق هذا الحديث أجرًا عظيمًا جدًا جدًا، لو عاش المسلم عمر نوح عليه السلام لما كان الثمن إلا بخسا تلقاء ذلك الأجر العظيم، وهو مغفرة الله عز وجل، لأن تمام الحديث «إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفِر له ما تقدم من ذنبه» «غفر له من ذنبه» بماذا؟ بأن تحبسوا أنفاسكم، أن تصبروا قليلا على الإمام حتى يتراد إليه نَفَسُه، ليتمكن من أن يبتدئ «بآمين» .
فإذا سمعتموه قال «آ» بدأتم أنتم بعده بآمين، ولأمر ما كانت السنة الصحيحة
أن يجهر الإمام بآمين، وليس كما يقول الحنفية وأمثالهم: بأن الإمام لا يجهر «بآمين» .
السنة العملية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ الفاتحة قال «آمين» ورفع بها صوته والحِكْمَة من وراء ذلك واضحة، ليتمكن المقتدون من الحصول على -مغفرة الله عز وجل بأن يقولوا بُعيد قول الإمام آمين أن يشاركوه في هذه الكلمة فَيحْظون بذلك مغفرة الله عز وجل.
بل قال بعض العلماء القُدامى: لا يقول المقتدي «آمين» إلا بعد فراغ الإمام من قوله «آمين» وهذا أبلغ في كبح جِمَاح هذا الانطلاق الشائع في كل هذه الدنيا، إن صليت في المدينة، وإن صليت في مكة، وإن صليت في القاهرة، كل الناس -مثلما قال هذا التركي-] كلمة تركية [كلهم مثل بعضهم أبدا، ما فيهم ناس بيمسكوا أنفاسهم هذه، ليقولوا على الأقل بعد أن يبدأ الإمام «بآمين» .
فهذه أزرعها في قلوبكم، ولا أقول في عقولكم، لأن القلب هو مركز العقل -ولا شك- في الإسلام، فعليكم أن تتذكروا وأن تفعلوا ذلك وأن تُبَلِّغوا من وراءكم، المسألة الأخرى:
السائل: أيهما أفضل البدء معه عندما يقول آمين أو الانتظار حتى يفرغ؟
الشيخ: لا، الأولى التي دَنْدَنَّا حولها.
السائل: يا شيخ، الرواية الأخرى فإذا قال «ولا الضالين» فقولوا آمين.
الشيخ: ما تنافي هذه، ماذا تفهم من الرواية الأخرى، إذا قال «ولا الضالين» هل يقول الإمام آمين، أم لا يقول؟
السائل: يقولها.
الشيخ: إذا ضُمَّ هذا إلى هذا، تخرج بالنتيجة التي سمعتَها، يعني: تُفَسِّر حديثك بحديثي، فتقول -وهذا كما قلنا- بالنسبة للجمع بين الأحاديث، هناك في الداخل «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب إلا من أدرك الإمام راكعاً» «لا صلاة لمن صلى