الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رخيصاً، ولكان أجرنا من ربّنا أكبر بكثير مما نستحق، ما هو؟ قال:«إذا أمَّن الإمام فأمّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه» ما تريدون أجراً أكثر من هذا الأجر؟ فقط: إذا راقبتم صلاة الإمام، وأحضرتم لُبَّكم وقلبكم -كما ذكرنا- ثم تابعتموه في آمين، ولم تسبقوه، غفر الله لكم، فنسأل الله عز وجل أن يُلْهِمَنا رشدنا، وأن يوفِّقنا دائماً وأبداً لاتباع سنة وأوامر نبينا صلى الله عليه وسلم.
(الهدى والنور / 692/ 25: 41: 00)
متى يقول المأموم (آمين)
مداخلة: مسألة التأمين خلف الإمام، هل المقصود فيها أنه بعد أن يقول الإمام «آمين» كاملة، أقول وراءه آمين، أم أنتظر بعد أن يقول:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]؟
الشيخ: نعم، في قوله عليه السلام الذي لا يُطَبِّقه جماهير المصلين مع الأسف، ويخالفونه مخالفة صريحة، ألا وهو قوله:«إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه» ، «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا» فَسَّره العلماء بتفسيرين اثنين:
التفسير الأول: «إذا أمَّن» أي: إذا شرع في آمين.
التفسير الثاني: إذا انتهى.
وكل من التفسيرين يلتقي، بأنه لا يجوز للمقتدي أن يسابق الإمام في آمين.
فالآن أنت تسأل سؤالاً دقيقاً.
أنا رأيي ألّا ندخل في هذا العصر في مثل هذا السؤال الدقيق: هل نُرَجِّح القول الأول «إذا شَرَعَ» أو إذا «انتهى مما شَرَعَ» ؟ لا ندخل في هذه التفاصيل؛ لأنه كل من القولين مُحْتَمل.
بدك تُطَوِّل بالك، يعني أردت تتحفز أنك تريد تتكلم، اصبر.
المهم أن المصلين يحفظوا الآن المتفق عليه، كلا القولين وهو: ألَّا يسابقوا الإمام، فهل أنت ضامن هذا؟ فمالك ولذاك.
بعد الدخول في الجزئيات التي الخلاف فيها، لا خلاف، لكن دخل في الموضوع الذي فيه كل الخلاف، خلاف للحديث، ضرب للحديث في الصدر -كما يقال- ومخالفة لجميع العلماء الذين فَسّروا الحديث بتفسير من التفسيرين المذكورين آنفاً.
مداخلة: يا شيخنا! أجر هذا الحديث عظيم جداً، لأنه يغفر للإنسان ما تقدم من ذنبه، فأنا أسأل لنفسي، حتى إني لما أؤمِّن لنفسي، يعني: ماذا تُرَجِّح أنت يا شيخنا، يعني؟
الشيخ: أنا أُرَجِّح: إذا بدأ فابدأ أنت، وهذا، نحن دائماً نتكلم في هذا الموضوع، لكن أنا أقول بالنسبة للجمهور، ليس هذا كثير مهم، أما أنا رأيي: إذا بدأ هو فابدأ أنت، لِمَ؟
لأن الإمام مجرد ما يقول «آمين» سوف يأخذ نَفَسَه ويشرع في القراءة، فإذا تبنَّيْنَا القول الثاني، أي: هو قال «آمين» ونحن بعدين بدأنا «آمين» يكون هو شرع في قراءة القرآن، ونحن مشغولون بآمين؛ ولذلك أنا أُرَجِّح هذا القول الأول.
لكن أنا أُلفِت النظر: أن هذا أمر ثانوي بالنسبة للمخالفة التي يقع فيها جماهير المصلين.
نحن في الأمس القريب كنا مدعوين في دار، وقبل ذلك كنا مدعوين في المفرق، نعطي هذه النصيحة، وكأنك تتكلم مع الجدران، ما هو السبب؟
السبب: «هل يُصلح العطَّار ما أفسد الدهر» السبب كما يقول الإمام الشافعي: ترك العادة عداوة، اعتاد الناس أنهم يسابقون الإمام، لا يكاد الإمام .. نحن الآن نُجَرِّبكم فأنتم الآن تحت الامتحان، الآن سوف يؤم الإمام ويقرأ الفاتحة ويرفع صوته بآمين، فلم ينته بعد من:{وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، تلاقي المسجد ضج «بآمين» .