الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويكابر، وفي اعتقادي أن الصورة التي أنت تسأل عنها، لا يمكن الحكم بأن الصلاة وراء الإمام باطلة، ما دام أنه يصلي بعيداً عن الكعبة، وإلى أيّ جهة صلى، فصلاته صحيحة، لكن عليه أن يتحرى بقدر الاستطاعة.
(الهدى والنور / 93/ 34: 20: .. )
حكم صلاة المنفرد خلف الصف وعلة ذلك
الشيخ: طيب، إذاً: نحن نتَفقَّه، لا يوجد عندنا غير «أعد صلاتك» لمن صلى وراء الصف وحده، لا يوجد عندنا إلا هكذا، فأنت الآن تسألني عن ماذا؟ تسألني عن العلة، أقول: لا يوجد في الحديث علة منصوص عليها، الآن نحن نريد أن نَتَفقَّه، فالآن: دعنا نتفقه بزيادة عما سبق: نفترض أنه يوجد فرجة، صحيح؟ يوجد فرجة، وهو لم يَسُدّها، هذا أولاً: يكون آثم؛ لأننا مأمورون نحن بِسَدّ الفُرَج، طيب، حينئذٍ الحديث واضح جداً، إنما كان الأمر لأن هذا الرجل قَصَّر، صحيح؟ طيب، الآن نفترض العكس تماماً: أنه لم يكن هناك فرجة، ومع ذلك قال له عليه السلام:«أعِد صلاتك» لماذا يأمره بإعادة الصلاة؟ .
هنا إذاً: التفقه؛ لأنه لا توجد عندنا عِلّة منصوصة، أنه كان توجد فرجة، أو لم تكن توجد فرجة، ونعالج الموضوع نحن على كُلٍّ من الافتراضين: فرضنا في فرجة وعرفنا الجواب، والمسألة ماشية طبيعية تماماً.
الآن: نفترض أنه لا فرجة هنا، ثم نبني على هذه الفرضية أن الرسول قال له:«أعد صلاتك» ، لماذا أمره بإعادة الصلاة؟ هل هناك تفصيل؟
مداخلة: لا.
الشيخ: طيب، فإذا كان المسلم أُمِرَ بركن من أركان الصلاة، وما قام به؛ لأنه غير مستطيع، قد شرحنا -آنفاً- أن هذا صلاتُه صحيحة، فنحن الآن نفترض أن قول الرسول:«أعد صلاتك، ولا صلاة لمن صلى وراء الصف» من شروط الصلاة:
أن يصلي الإنسان في الصف، ولا يصلي وحده، هذا القول:«أعد صلاتك» يعطينا أكثر من هذا؟
إذا كان الأمر كذلك، فما الفرق بين هذا الذي يدخل المسجد ولا يستطيع أن ينضم إلى الصف
…
ولا أن يلتحق بالإمام، ما الفرق بينه وبين الذي لا يستطيع أن يصلي من قيام؟ من حيث .. عدم وجود المناط المكلف، وهو: الاستطاعة هل هناك فرق؟
لذلك قلنا نحن: «من باب التَفَقُّه» نقول: إن هذا الذي دخل المسجد عليه أن يعمل المُسْتَطَاع، أولاً: أن ينضم إلى الصف، إن استطاع فبها، ثانياً: إن لم يستطع يلتحق بالإمام، لم يستطع، ماذا يفعل؟ يقال له: انظر إلى الناس وهم يصلون؟ لا يوجد في الإسلام مثل هذا الحكم أبداً.
إنما يقال: اتق الله ما استطعت كما هو القاعدة، ولهذا: نحن لا نشك في أن أعدل الأقوال هو هذا التفصيل، أما أن يقال: إن الصلاة وراء الصف -ولو وجد فرجة- فصلاته صحيحة، ولكن مخل بالأمر أو بالثواب، هذا خلاف الأحاديث الصحيحة، أما أن يقال على العكس من هذا تماماً: تبقى قائماً هكذا حتى يُسَلِّم الإمام أو يكاد أن يُسَلِّم، هذا ليس له مستند من الفقه إطلاقاً، فإما أن يقال: صل ما استطعت، أو يقال: لا تصلي، وهذا لا يقوله فقيه أبداً، غيره.
مداخلة: عفواً يا شيخ، ما يرِد سحب واحد من الصف؟
الشيخ: هذا
…
لو صح حديث أبي يعلى الذي فيه الأمر لمن جاء إلى المسجد، ووجد الصف ممتلئاً قال له: جُرّ رجلاً بين يديك، لو صح هذا الحديث كان حلاً للمشكلة، وما كنا بحاجة إلى مثل هذا البيان والتفصيل والتَفَقُّه، لكن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة، ولا يستند به حكم شرعي، هذا من حيث إسناده.
لكن يبقى هناك عليه مشكلة، ماذا صنعنا نحن حينما جررنا إلينا رجلاً؟ صنعنا .. أصلحنا صلاتنا -بزعمنا- كدنا أن نفسد -حتى نكون دقيقين- .. كدنا أن نُفْسِد صلاة من بين أيدينا في سبيل إصلاح صلاتنا، نحن أخللنا على الأقل بصلاة