الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل دعاء الإمام لنفسه في الصلاة دون غيره منهي عنه
السؤال: بالنسبة للدعاء، دعاء الإمام في الصلاة، فيه حديث عن أنه لازم يَدْعِي لغيره؟
الشيخ: تقصد القنوت، أم الدعاء مطلقاً؟
مداخلة: لا أقصد حديث: «من خص نفسه بالدعاء فقد خانهم» .
الشيخ: حديث ضعيف هذا.
مداخلة: أيّ شيء في هذا الباب يتعلق بأن الإمام الذي يؤم الناس حينما يدعي في الصلاة يجب أن يَدْعي له ولهم؟
الشيخ: نحن نعلم أن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت بصيغة الإفراد، فمن أدعية الاستفتاح أنه عليه السلام كان يقول:«اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب» نقني .. اغسلني .. إلخ كُلُّها بصيغة الإفراد، قبل السلام كان من آخر ما يقول: اللهم اغفر لي ما قَدَّمت وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني .. إلخ، كلها بصيغ الإفراد، فكيف يمكن أن يقول الرسول عليه السلام: من خَصّ نفسه بالدعاء فقد خان.
في الجهر، في الجهرية، لأنه جاء في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَبّر للصلاة سكت هُنَيّة، فقلنا: يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ماذا تقول؟ قال: أقول: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي» .
ثم الحديث الثاني الذي ذكرتُه لكم: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت» . هذا حديث علي حديث طويل في «صحيح مسلم» أيضاً يحكي أن الرسول عليه السلام كان إذا قام إلى الصلاة كبر وقال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات
والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، وإن صلاتي ونسكي .. إلخ» ثم كان آخر ما يدعو في آخر صلاته:«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت .. إلخ» .
مداخلة: لكن فيما يُسمع من دعاء؟
الشيخ: يعني: أنت نزلت قليلاً عن سؤالك، يعني: في الأول كان السؤال عام، الآن دخله تخصيص، ففي الأصل، الحديث:«فقد خانهم» ليس صحيح، ثانياً: ما فيه عندنا ما يَدُلّنا على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ما يخص نفسه بالدعاء إذا دعا جهراً كما هو سؤالك الآن، لكن في الوقت نفسه ما عندنا مانع في كُلٍّ من الأمرين، إذا جهر الإمام في الدعاء لأمر ما، كقنوت النوازل، فما فيه عندنا ما يجهر فيه الإمام في الصلاة سوى دعاء القنوت، ودعاء القنوت الصحيح الثابت في السنة إنما هو الدعاء لنازلة نزلت بالمسلمين، وبَدَهي حينذاك أن يكون الدعاء للجماعة، ولذلك كان الرسول عليه السلام كما جاء في «صحيح البخاري» أنه يدعو لضعفاء المسلمين، ويدعو على الكافرين.
فإذاً: ليس في الصلاة ما يُشْرَع فيه الدعاء جهراً إلا دعاء القنوت، قنوت النازلة، -وحينذاك- فالواقع هو الذي يفرض أن يكون الدعاء ليس للفرد، وإنما للمسلمين جميعاً.
ومع هذا كله، نحن لا نقول إنه لا يجوز للمسلم أن يَعُمّ المسلمين في الدعاء، لكن نقول: إن المسلم إذا دعا لنفسه، لا يستحق العقوبة الشديدة التي تَضَمَّنها ذاك الحديث الضعيف.
مداخلة: حديث غيره، ما في ولا دليل غيره؟
الشيخ: في الصحيح لا يوجد، لكن فيه حديث أخرجناه في الضعيفة، لكن بعد لم ينشر، أنه سمع الرسول عليه السلام رجلاً يدعو لنفسه، فقال له: أعم أعم، عَمّم يعني، لكن هذا حديث واهٍ جداً، لا تقوم به حجة.
(الهدى والنور /144/ 20: 38: 00)