الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذاً: -بارك الله فيك-: أمران اثنان: لا يضرك ما يقول الناس إذا اهتديت، كما قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105].
الأمر الثاني: ينبغي معالجة جهل هؤلاء، بالرفق وباللطف بنقل السنة إليهم، لا شك أن هؤلاء الناس يعيشون في جاهلية، يا جماعة الأمر رهيب جداً، طلبة العلم بل العلماء هم بعيدين عن السنة، وكما قيل قديماً بيت شعر أنا أُكَسّر فيه؛ لأني لست بشاعر، لكن المعنى:
إذا كان رب البيت بالدُّف ضارباً
…
فما على الساكنين فيه إلا الرقص
فإذا كان هؤلاء العلماء، العلماء أنفسهم جاهلين بالسنة، والعلماء يخففوا القراءة مرعاة للناس حتى في صلاة الفجر، وحتى في صبح الجمعة، صبح الجمعة الذي يشرع أنه يقرأ سورة السجدة كلها، مراعاة منهم لمن خلفهم يقسموها قسمين: القسم الأول في الركعة الأولى، والقسم الثاني في الركعة الأخرى، هذا خلاف للسنة، يا أخي أنت تطول فيها، لكن يجب معالجة هؤلاء بالعلم الصحيح مع الرفق واللين. نعم.
(الهدى والنور/702/ 06: 04: 00)
(الهدى والنور/702/ 10: 07: 00)
مسابقة الإمام بالتأمين
مداخلة: شَيْخَنَا، لو ننبههم على التأمين قبل أن نُصَلّي ولو كلمتين موجزتين ..
الشيخ: قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] موضوع الذكرى أو التذكير: مخالفة المصلين .. جماهير المصلين لقول الرسول الكريم -كأنه أمر أجمعوا عليه- ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا فإنه
من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» مما يَعْجب منه كل ناظر في أحوال المسلمين .. في عقيدتهم .. في معاملاتهم .. في عباداتهم أنهم يخالفون شريعة ربهم، ثم مع ذلك يريدون أن يجاهدوا، ثم مع هذه الإرادة التي لم يأخذوا بأسبابها الضرورية، يطمعون أن ينصرهم الله، -والله عز وجل اشترط على عباده لِيَنْصُرَهم على عدوهم أن ينصروه تبارك وتعالى في ذوات أنفسهم.
فها أنتم سمعتم آنفاً: أن المسلمين انحرفوا في العقيدة عن كتاب الله، وعن سنة رسول الله، وإجماع سلفهم الصالح.
ثم تعلمون أمراً آخر، -لستم بحاجة فيما أظن أن نخوض فيه طويلاً- وهو: أن أكثر المسلمين اليوم من أهل الأموال يتعاملون بالربا المحرم، بل الذي هو من أكبر الكبائر.
الآن وجهاً لوجه أنتم معشر المصلين! المفروض أنكم تصلون لله رب العالمين، -وهو كذلك إن شاء الله- من حيث القصد، والنية، والإخلاص، أنكم تصلون لله رب العالمين، ولكن أقول آسفاً: إنكم تُصَلُّون على غير ما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً، لكن من أعظم الأمثلة عبرةً وتذكيراً، ما كان منها ظاهرة معلنة بين المصلين أنفسهم في جماعاتِهم .. في مساجدِهم، وليس مما قد يقوم أحدهم بينه وبين ربه في صلاته أو في عبادة أخرى .. فالآن في أي مسجد حضرنا -سواءً كنا مقتدين أو إماماً- جماهير المصلين يخالفون الرسول -السابق ذكره-:«إذا أَمَّن الإمام فأمِّنوا» الإمام بعدما انتهى من قراءة ولا الضالين، وإذا أنتم معشر المصلين المخلصين لله رب العالمين المخلين باتباع سنة سيد المرسلين، إذا أنتم تقلبون الحديث رأساً على عقب، فلا يكاد الإمام بعدما انتهى من:«ولا الضآلين» أنتم تبدؤوا بآمين، وإذا به يصبح مقتدياً بكم وتنقلبون أنتم إمامه، هذا على ماذا يدل؟
يدل على أحد شيئين وكما يقال: أحلاهما مر: إما الجهل بالإسلام، وإما معاكسة الإسلام .. أحلاهما مر .. المعاكسة واضحة جداً فيما ذكرته آنفاً من التعامل بالربا .. هل هناك مسلم لا يعلم أن الربا من أكبر الكبائر؟ لا، مع ذلك يتعامل الناس اليوم بالربا.
الآن هنا أنتم في المسجد تسابقون الإمام لِمَ؟ أنا أقول: ليست الأخرى أي: معاكسة، وإنما هي الأولى وهي الجهل بالسنة .. الجهل بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم .. الجهل كنص كمبدأ عام:«صلوا كما رأيتموني أصلي» أنتم لا أقول: أنتم في هذا المسجد وفي هذا البلد في بلاد الدنيا كلها، أولاً حضوراً في بعضها، وسماعاً من آخرين في البعض الآخر .. ما حضرت مسجداً لا في المسجد الحرام، ولا في المسجد النبوي، ولا في الأقصى، ولا في أي بلد من بلاد أخرى، سواءً كانت إسلامية أو كانت غربية، فيها جاليات إسلامية كلهم أجمعوا على مسابقة الإمام في آمين .. هذا أقلّ شيء يدل على الجهل بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وبصفة صلاته.
فأعود لأقول: عجباً من أمة تريد النصر من الله، وهم يخالفون الله في الاعتقاد في توحيده .. في عبادته .. في الأحكام الأخرى التي جاءت على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
لذلك أقول ناصحاً ومُذَكِّراً: إن كنتم مخلصين وجَادِّين وصادقين، في أن ينصرنا الله عز وجل على أعدائنا، وبخاصة الذين احتلّوا أرضنا، فعليكم أن ترجعوا إلى ربنا، وأن تتوبوا إليه توبةً نصوحاً، ولن تكون هذه التوبة النصوح .. بالعلم النافع والعمل الصالح.
إذاً: فتَعلَّموا أحكام دينكم، ثم اعملوا بها ينصركم الله على أعدائكم، وأول عَدّو لكم هو نفوسكم القائمة في أشخاصكم.
لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «المجاهد من جاهد نفسه» وفي لفظ: «هواه لله» فجاهدوا أهواءكم لله عز وجل، حتى نستقيم على الجادة، وحتى نكون ممن ينصر الله فينصره الله.
هذا الذي أردت التذكير به، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما نقول وبما نسمع.