الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متابعة الإمام فيما خالف فيه السنة
مداخلة: طيب، الإمام إذا ما كان ينزل على يديه، كان ينزل على رجليه
…
الشيخ: كل شيء هكذا، بمتابعه، لا ينزل على يديه ينزل على ركبه كالدابة، أو يضيع يديه تحت سرته، أو لا يرفع يديه، كل هذه الأمور يُتَابَع فيها، وهو في متابعتنا له لا نخسر شيئاً خلافاً لما يتوهمه كثيراً من الناس؛ لأننا حينما نترك سنة من هذه السنن اتباعاً للإمام، إنما نفعل ذلك أولاً: لاتباع الإمام الأول، الإمام الذي لا ثاني له، وهو نبينا صلوات الله وسلامه عليه.
ثانياً: نحن تركنا هذه السنة ليس كسلاً وليس هَمَلاً وليس رياءً ولا مداهنة ولا .. وإنما تركنا هذه السنة لله، ما دام اتبعنا رسول الله، فنحن تركنا هذه السنة لله.
وهنا ينبغي أن تستحضروا معنا قول نبينا صلوات الله وسلامه عليه: «من ترك شيئاً لله، عَوَّضه الله خيراً منه» .
مداخلة: طيب يا شيخ، ما هو في حديث:«إنما الطاعة في المعروف» ..
الشيخ: هذا تمام الحديث، وإلا له تتمه؟
مداخلة: ما أذكر.
الشيخ: لا تحفظ من الحديث إلا آخره.
مداخلة: نعم. أنا نسيته.
الشيخ: يا سبحان الله! أول الحديث: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعة في المعروف» يعني المعروف شرعاً، صح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: نحن الآن بَحْثُنا في المعروف، هل المعروف شرعاً أن الإمام إذا أخطأ نحط دأبنا بدأبه ونخاصمه، ونحن نصلي لله، أو نتابعه؟ ما هو المعروف؟
مداخلة: المعروف أننا نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ: هذه حَيْدة، نحن الآن نصلي وراء إمام، الاقتداء بالرسول ما يوجب علينا؟ أنه إذا أخطأ الإمام نتابعه وإلا نخالفه؟
مداخلة: نتابعه.
الشيخ: فإذاً: هذا هو المعروف.
مداخلة: حتى لو وَضّحت للإمام بأنه مخطئ بهذه، وبالأدلة.
الشيخ: هنا المسألة لا تتعلق بالمُوَضِّح والمُبَيِّن، تتعلق بالمُوَضَّح والمُبَيَّن له، وذلك لسببين اثنين: وهذه نقطة مهمة جداً في عصرنا الحاضر.
السبب الأول: يَهُمُّنا نحن كدعاة لاتِّباع السنة، أن كل فرد من أفراد أهل السنة اليوم إذا تعلم مسألة، يظن نفسه أنه صار إماماً فيها، وليس الأمر كذلك، لا يزال هو كما كان من قبل أمياً، جاهلاً لا يعلم شيئاً، سوى هذه المسألة الذي يريد أن يبحث فيها.
هذه المسألة سمعها من زيد من بكر من أهل العلم، واقتنع بها وبدأ يطبقها، لكن لا نظن أنه بَيّن له يا أخي السنة، وهذا الإمام ما اتَّبع السنة، فهذه الناحية تتعلق بالمُبِيِّن، أعني: أن المُبَيِّن في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يُقيم الحجة على المخالف، خاصة في زماننا؛ لأن أهل العلم اليوم بالكتاب والسنة علماً قوياً .. نادر جداً، لكن الحمد لله دعوة السنة ماشية، والناس يُطَبِّقونها، لكن ليس كل الناس أهل أنه يُقِيم الحجة على الآخرين المخالفين للسنة، هذا فيما يتعلق بالمبيِّن.
نَرْجِع للمُبَيَّن له، المُبَيَّن له تصور أنه ابْتُلي برجل عالم فاضل لا نستطيع أن تصور الآن أن هذا المبين له اقتنع؛ لأنه في رواسب قديمة جداً، يعني: مثل مرض ليس بأول ما يعالجه الطبيب ممكن القضاء عليه، لأنه مستأصل، يحتاج استمراره في المعالجة، وبالكاد أنه يشفى ويطيب، هذا مثل المرضى في قلوبهم في مخالفتهم لسنة نبيهم.
فليس إذاً بمجرد إقامة المُبَيّن الحجة بحق مش عامة الناس، العالم، لازم نتصور