الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[صفة النحر: ]
وصفة الذكاة في النحر: طعن بفتح اللام، وهي من الصدر وسطه، وظاهره: أنه لا يشترط في النحر قطع الودجين والحلقوم، وهو كذلك، نص عليه ابن رشد؛ لأنه محل تصل الآلة منه للقلب فيموت سريعًا.
اللخمي: لم يشترطوا قطع الحلقوم والودجين كما في الذبح، وشهر أيضًا قول ابن القاسم في الذبح: الاكتفاء بنصف الحلقوم، وتمام الودجين، وهذا من تمام الكلام على الذبح، وهذا التقرير كقوله في النوادر عن ابن حبيب: إن قطع الأوداج ونصف الحلقوم فأكثر أُكلت، وإن قطع منه أقل لم تؤكل، وفي العتبية عن ابن القاسم في الدجاج والعصفور إذا أجهز على أوداجه ونصف حلقه أو ثلثيه: لا بأس بأكله.
وقرر الشارحان كلام المصنف بأنه يكتفي بنصف الحلقوم ونصف الودجين، ويشمل صورتين: إحداهما: نصف الحلقوم وودج، والثانية: نصف كل واحد منهما، واللَّه أعلم.
تنبيه: لم يجر المؤلف هنا على عادته في التشهير، ولعله لأن الثاني لم تبلغ رتبته في التشهير رتبة الأول.
تنكيت:
تعقب البساطي على المؤلف قوله: (وشهر) بأنه لم ير من شهره وبأنه مخصوص بالطير.
ويجاب عن الأول: بأنه لا يلزم من عدم رؤيته عدم وجوده، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ: إذا قالت حذام فصدقوها (1). وعن الثاني: بنقل أبي محمد. وإن كان المميز الذي تنكح نساؤه سامريًا، وهم قوم من بني يعقوب عليه السلام ينكرون بنوة ما عدا موسى وهارون ويوشع بن نون من
(1) هذا صدر بيت لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية، وعجزه:(فإن القول ما قالت حذام)، وقد جرى مجرى المثل، وصار يضرب لكل من يعتد بكلامه، ويتمسك بمقاله، ولا يلتفت إلى ما يقول غيره.
وحذام: اسم امرأة، زعم بعضهم أنها الزباء، وزعم آخرون أنها زرقاء اليمامة.
أبناء بني إسرائيل ويزعمون أن بأيديهم توراة فيها أمور بدلها أحبار اليهود، ولا يرون لبيت المقدس حرمة كاليهود، ويحرمون الخروج من جبال نابلس، وينكرون المعاد الجسماني. أو كان المميز مجوسيًا وهو عابد النيران، ويقول: إن للعالم أصلين: نور وظلمة فالنور إله الخير، والظلمة إله الشر، ويعتقد تأثير النجوم، وأنها فعالة، تنصر كل منهما؛ فإن ذبيحته تؤكل.
ونبه بذلك على أن خروج غير المسلمين لغير ملته لا يوجب قتله وأنه يصير حكمه كأهل الملة التي دخل فيها. وقيد ذبح غير المسلم الذي تؤكل ذبيحته، بكونه: ذبح لنفسه، وأن يكون ذلك والمذبوح لنفسه مستحله، أي: حلالًا له عندهم.
وخرج به ما ذبحه النصراني لمسلم أو لنفسه مما لا يستحله في دينه؛ فإنه لا يحل للمسلم. ثم بالغ، فقال: وإن أكل الميتة، أي: من شأنه أكلها كالإفرنج.
وسواء علم ذلك منه أو شك، قاله ابن شاس، إن لم يغب على ما ذبحه مما يستحله، بل ذبحه بحضرة مسلم؛ فإنه يؤكل، نص عليه الباجي والقرافي، لا صبي مميز ارتد؛ فلا يؤكل ما ذبحه عند ابن القاسم، خلافًا لسحنون.
ولا ذبح بكسر الذال، أي: مذبوح لصنم؛ فلا يؤكل؛ لأنه مما أهل به لغير اللَّه، أي: ذكر غير اسم اللَّه، لأنهم يعتقدون إلهية الصنم.
تلخيص: يجوز أكل ذبيحة الكتابي بثلاثة شروط (1).
أحدها: كونه ذبح لنفسه.
ثانيها: كونه مما يستحله.
ثالثها: أن لا يهل به لغير اللَّه.
(1) قلت: بل الشروط أربعة: بإضافة أن يكون ذبحه بحضرة مسلم ثقة.