الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَبُّكُمْ حَقًّا، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا (1)؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا. ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ". (2)
المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآيات والحديث:
ظاهرُ الآياتِ الكريمةِ أنَّ الموتى لا يسمعون كلامَ الأحياء، وأمَّا الحديث ففيهِ إِثباتُ السماعِ لهم، وهذا يوهِمُ خِلاف الآيات. (3)
(1) جيفوا: أي أنتنوا، يقال: جافت الميتة، وجيَّفَت، واجتافت. والجيفة: جثة الميت إذا أنتن. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (1/ 325).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث (2875).
وقد روى هذا الحديث خمسة من الصحابة غير أنس رضي الله عنه:
الأول: حديث أبي طلحة رضي الله عنه: ولفظه: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ".
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (3976)، ومسلم في الموضع السابق.
الثاني: حديث عمر رضي الله عنه: ولفظه: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شَيْئًا".
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث (2873).
الثالث: حديث ابن عمر رضي الله عنه: ولفظه: "مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ".
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (1370).
الرابع: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ولفظه: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم اليوم لا يجيبون".
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 160). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 91): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح".
الخامس: حديث عبد الله بن سيدان، عن أبيه رضي الله عنه: ولفظه: "يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون".
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 165). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 91): "رواه الطبراني، وعبد الله بن سيدان مجهول".
(3)
انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: المحرر الوجيز، لابن عطية (4/ 436)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (1/ 148)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (1/ 333)، وتفسير القرطبي (13/ 154)، والتذكرة، للقرطبي، ص (152).