الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة [27]: في أشد الناس عذاباً يوم القيامة
.
المبحث الأول: ذكر الآية الواردة في المسألة:
قال الله تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)) [غافر: 46].
المبحث الثاني: ذكر الأحاديث التي يُوهِمُ ظاهرها التعارض مع الآية:
(54)
ـ (47): عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ". (1)
(55)
ـ ( .. ): وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ". (2)
(56)
ـ (48): وعَنْ هِشَام بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَخَالِد بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا". (3)
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - واللفظ له - في كتاب اللباس، حديث (5950)، ومسلم في صحيحه، في كتاب اللباس والزينة، حديث (2109)، ورواه مسلم من وجه آخر بلفظ:"إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابًا الْمُصَوِّرُونَ"، بزيادة "من".
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الأدب، حديث (6109).
(3)
رُويَ هذا الحديث عن هشام بن حكيم بن حزام، وعياض بن غنم، وخالد بن الوليد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالد بن حكيم بن حزام، وقد اضطرب الرواة في لفظه وإسناده، وفيما يلي تفصيل ذلك، وبيان المحفوظ منه:
أولاً: حديث هشام بن حكيم بن حزام:
وقد رُويَ عنه من أربعة طرق:
الأول: طريق عروة بن الزبير، عن هشام بن حكيم، به:
ويعد هذا الطريق من أصح طرق الحديث، لأن رواته أوثق وأضبط، حيث لم يضطربوا في لفظه، ولا في إسناده، وإنما نقلوه على الصواب دون رواية اللفظ المشكل المذكور في المتن.
وله عن عروة طريقان:
الأول: طريق هشام بن عروة، عن عروة، به:
وله عن هشام عدة طرق:
الأول: طريق وكيع، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه من هذه الطريق: الإمام أحمد في مسنده (3/ 403)، ومسلم في صحيحه، في كتاب البر والصلة، حديث (2613)، ولفظه عند أحمد: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ حِزَامٍ: أَنَّهُ مَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ بِالشَّامِ فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: بَقِيَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ مِنْ الْخَرَاجِ. فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ". قَالَ: وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى فِلَسْطِينَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ.
الثاني: طريق ابن نمير، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه من طريقه: الإمام أحمد بالإسناد والمتن المتقدم.
الثالث: طريق معمر، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه من هذه الطريق: الإمام أحمد في مسنده (3/ 403)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 245)، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 170)، ولفظه عند أحمد: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ رَأَى نَاسًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قِيَامًا فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالُوا: مِنْ أَهْلِ الْجِزْيَةِ. فَدَخَلَ عَلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ عَلَى طَائِفَةِ الشَّامِ؛ فَقَالَ هِشَامٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَذَّبَهُ اللَّهُ تبارك وتعالى". فَقَالَ عُمَيْرٌ: خَلُّوا عَنْهُمْ.
الرابع: طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه من هذه الطريق: مسلم في صحيحه، في كتاب البر والصلة، حديث (2613)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أنه مَرَّ بِالشَّامِ عَلَى أُنَاسٍ، وَقَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ، وَصُبَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الزَّيْتُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قِيلَ: يُعَذَّبُونَ فِي الْخَرَاجِ. فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا".
الخامس: طريق حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه مسلم في صحيحه، في الموضع السابق، بإسناده ومتنه.
السادس: طريق الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 170)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم: أنه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا".
السابع: طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، بالإسناد والمتن المتقدم.
الثامن: طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، به:
أخرجه ابن حبان في صحيحه (12/ 429)، إلا أنه جعله من حديث حكيم بن حزام، قال ابن حبان: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن حكيم بن حزام مر بعمير بن سعد، وهو يعذب الناس في الجزية في الشمس، فقال: يا عمير، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا". قال: اذهب فخل سبيلهم.
قال ابن حبان: "سمع هذا الخبر عروة عن هشام بن حكيم بن حزام، وهو يعاتب عياض بن غنم على هذا الفعل، وسمعه أيضاً من حكيم بن حزام حيث عاتب عمير بن سعد على هذا الفعل سواء، فالطريقان جميعاً محفوظان". اهـ
الثاني: طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن هشام بن حكيم، به.
وله عن الزهري عدة طرق:
الأول: طريق معمر، عن الزهري، به:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 403)، وقد تقدم في طريق معمر، عن هشام بن عروة، به، وقد ساقه المصنف بسنده ومتنه.
الثاني: طريق شعيب، عن الزهري، عن عروة، به:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 404)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَجَدَ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ وَهُوَ عَلَى حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا مِنْ النَّبَطِ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: مَا هَذَا يَا عِيَاضُ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا".
الثالث: طريق يونس، عن الزهري، عن عروة، به:
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب البر والصلة، حديث (2613)، ولفظه لفظ شعيب، المتقدم.
الرابع: طريق محمد بن عبد الله بن شهاب الزهري، عن عمه الزهري، عن عروة، به:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 404)، ولفظه لفظ شعيب، ويونس، المتقدمين.
الثاني - من طرق حديث هشام بن عروة -: طريق جبير بن نفير، عن هشام بن عروة، به:
وله عن جبير بن نفير طريقان:
الأول: طريق شريح بن عبيد، عن جبير، به:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (47/ 266)، من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، نا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: قال جبير بن نفير: جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت، فوقف عليه هشام بن حكيم فأغلظ له القول حتى غضب، ثم مكث ليالي فأتاه هشام فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض بن غنم: ألم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشد الناس عذاباً أشدهم للناس عذاباً في الدنيا".
وفي سنده انقطاع؛ فإن محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه، كما في تهذيب التهذيب (9/ 51).
الثاني: طريق عبد الرحمن بن عائذ، عن جبير، به:
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 329)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 164)، والطبراني في الكبير
(17/ 367)، وفي مسند الشاميين (3/ 99)، جميعهم من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن عبد الرحمن بن عائذ، به.
ولفظه عند الحاكم: عن جبير بن نفير: أن عياض بن غنم الأشعري وقع على صاحب دارا حين فتحت، فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول، ومكث هشام ليالي، فأتاه هشام معتذراً فقال لعياض: ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشد الناس عذاباً للناس في الدنيا".
والحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق: صدوق يهم كثيراً، كما في التقريب (1/ 67).
الثالث: طريق صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن هشام بن حكيم، به.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 403)، قال: ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثني شريح بن عبيد الحضرمي، وغيره، قال: جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشد الناس عذاباً أشدهم عذاباً في الدنيا للناس".
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 94)، من طريق صفوان بن عمرو، به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 413)، طبعة دار الفكر:"رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعاً، وإن كان تابعياً". اهـ
قلت: الصواب أن الراوي بين شريح وهشام هو جبير بن نفير، كما جاء ذلك صريحاً في الروايتين المتقدمتين.
الثالث - من طرق حديث هشام بن حكيم - طريق عبد الله بن محيريز، عن هشام بن حكيم، به.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 44)، قال: ثنا الحسن بن العباس الرازي، ثنا أبو هارون، محمد بن خالد الخراز الرازي، ثنا يحيى بن أبي الخصيب، ثنا عبد الله بن هانئ، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبد الله بن محيريز قال: كان عياض بن غنم على بعث من أهل الشام، ومعه مولى له فغضب عليه فضربه، فحجزه هشام بن حكيم القرشي، وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق عياض إلى فسطاطه غضباناً، فأمهله هشام حتى ذهب عنه الغضب، ثم أتاه فاستأذن فقال: لله أبوك، ما حملك على الذي فعلت؟ فقال هشام: لم؟ والله ما سمعت شيئاً لم تسمعه. قال: فما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً للناس في الدنيا".
وفي سنده: عبد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هانئ بن عبد الرحمن بن أبى عبلة، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 357)، وسكت عنه، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 194)، وقال فيه:"قدمت الرملة فَذُكِرَ لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، فسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب، فلم أخرج إليه ولم أسمع منه". اهـ
وفي سند أيضاً: يحيى بن أبي الخصيب، قال عنه ابن حبان في الثقات (9/ 264):"يُغْرِبُ إذا حدث عن هانئ بن عبد الرحمن بن أبى عبلة، عن عمه". اهـ
ثانياً: حديث عياض بن غنم:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 404)، قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عروة: أنه بلغه أن عياض بن غنم رأى نبطاً يُشمسون في الجزية فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".
وهذا إسناد فيه علتان:
الأولى: الانقطاع؛ فإن عروة لم يسمعه من عياض.
الثانية: أن عثمان بن عمر جعله من حديث عياض، والصواب أنه من حديث هشام بن حكيم، كما في رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن هشام بن حكيم. وقد تقدمت.
ثالثاً: حديث خالد بن الوليد، وخالد بن حكيم بن حزام:
وقد رواه عنهما عمرو بن دينار، عن أبي نجيح، به.
وقد اختُلِفَ فيه على عمرو بن دينار، فرواه عنه حماد بن سلمة، وجعله من حديث خالد بن حكيم.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 196)، من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح: أن خالد بن حكيم مَرَّ بأبي عبيدة بن الجراح، وهو يُعذب الناس في الجزية فقال له: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً في الدنيا". فقال: اذهب فخل سبيلهم".
ورواه سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، إلا أنه اختُلِفَ فيه على سفيان، فجعله بعض الرواة من حديث خالد بن حكيم، وجعله البعض الآخر من حديث خالد بن الوليد:
فمن الرواة الذين جعلوه من حديث خالد بن حكيم:
أبو بكر بن أبي شيبة: أخرجه من طريقه: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 426)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 195).
والحميدي: أخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 195)، إلا أن الحميدي رواه في مسنده وجعله من حديث خالد بن الوليد، وسيأتي.
وعلي بن المديني: أخرجه من طريقه: البخاري في التاريخ الكبير (3/ 143).
ومن الرواة الذين جعلوه من حديث خالد بن الوليد:
الإمام أحمد في مسنده (4/ 90).
وأبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 158).
والحميدي في مسنده (1/ 255).
وأبو خيثمة زهير بن حرب: أخرجه من طريقه: البيهقي في شعب الإيمان (6/ 50).
والقعنبي، إبراهيم بن بشر الرمادي: أخرجه من طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (4/ 110).
والحديث عن خالد بن الوليد، وخالد بن حكيم، معلول من أوجه:
الأول: الاختلاف فيه على عمرو بن دينار، وسفيان بن عيينة. =
(57)
ـ (49): وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ، وَمُمَثِّلٌ مِنْ الْمُمَثِّلِينَ". (1)
= الثاني: أن عمرو بن دينار خالف فيه الزهري، وهشام بن عروة في روايتهما لهذا الحديث، وقد تقدم ذكر روايتهما.
الثالث: أن خالد بن حكيم مختلف في صحبته، حيث ذكره في الصحابة: هشامُ بن الكلبي، وابنُ السكن، والطبراني، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 230)، ولم ينص على صحبته البخاريُ في التاريخ الكبير (3/ 143)، ولا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 324)، ولا الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (1/ 111).
النتيجة:
الذي يظهر أن المحفوظ في الحديث هو ما جاء من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن هشام بن حكيم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا". وليس في هذا اللفظ إشكال بحمد الله تعالى، وهذا الطريق هو الأصح؛ لخلوه من الاضطراب في سنده ومتنه، وأما بقية الطرق - والتي ورد فيها اللفظ المشكل الوارد في المتن - فجميعها مُعلة، إما بالانقطاع، أو بالاضطراب في أسانيدها، أو بضعف رواتها، والله تعالى أعلم.
(1)
رُويَ هذا الحديث عن ابن مسعود من عدة طرق، وقد اختُلِفَ فيه على ابن مسعود بين الوقف والرفع، وفيما يلي تفصيل ذلك:
الأول: طريق أبي وائل، عن ابن مسعود، مرفوعاً:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 407)، قال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .... ". فذكره باللفظ المذكور في المتن.
وأخرجه البزار في مسنده (5/ 138)، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وقال:"هذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده عن عاصم عن أبي وائل إلا أبان". اهـ
قلت: وفي إسناده عاصم بن أبي النجود، صدوق له أوهام كما في التقريب (1/ 365).
الثاني: طريق الحارث بن الأعور، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 211)، قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا معتمر بن سليمان الرقي، ثنا عبد الله بن بشر، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن الأعور، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتله نبي، أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 181): "فيه الحارث بن الأعور، وهو ضعيف". اهـ
الثالث: طريق خيثمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 216)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 122)، كلاهما من طريق عمر بن خالد المخزومي، ثنا أبو نباتة، يونس بن يحيى، عن عباد بن كثير، عن =