الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الحديثين:
ظاهر حديث أبي سعيد الخدري أنَّ المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في جوف المدينة، وأما سبب نزول الآية فظاهره أنَّ المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء، وهذا يُوهِمُ الاختلاف والتناقض بين الحديثين. (1)
= زرعة: ضعيف الحديث، وأمر أنْ يُضرب على حديثه، وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال أبو داود: تُرِك حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضوع آخر: كذاب، وقال مرة: ليس بثقة، ولا يُكتب حديثه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال العجلي، وعلي بن المديني، والدارقطني: ضعيف، وقال يزيد بن الهيثم عن ابن معين: كان يكذب. انظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر (11/ 308).
الشاهد الثامن: حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله: من هؤلاء الذين قال الله عز وجل: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[التوبة: 108]؟ قال: «كانوا يستنجون بالماء، وكانوا لا ينامون الليل كله» .
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 179)، والحاكم في المستدرك (1/ 299)، كلاهما من طريق واصل بن السائب، عن عطاء بن أبي رباح، وعن أبي سورة، عن عمه أبي أيوب، به.
وفي إسناده «واصل بن السائب الرقاشي أبو يحيى البصري» ، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو بكر بن أبي شيبه: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال البخاري، وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، وقال يعقوب بن سفيان، والساجي: منكر الحديث، وقال الأزدي: متروك الحديث. انظر: تهذيب التهذيب (11/ 92).
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 213)، وقال:«رواه الطبراني في الكبير، وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف» .
النتيجة: الذي يظهر - والله تعالى أعلم - أنَّ الحديث صحيح باعتبار شواهده، وأنَّ الآية نزلت في رجال من الأنصار، وأما كونها نزلت في مسجد قباء خاصة فلا يصح؛ لأن الطرق التي فيها ذكر «قباء» ضعيفة جداً، ولا يصح اعتبارها، والله تعالى أعلم.
(1)
انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: أحكام القرآن، لابن العربي (2/ 584)، وتفسير ابن كثير (2/ 404)، وفتح الباري، لابن حجر (7/ 289)، والديباج على مسلم، للسيوطي (3/ 430)، وتحفة الأحوذي، للمباركفوري (2/ 235)، وشرح الزرقاني على موطأ مالك (1/ 481)، والتحرير والتنوير، لابن عاشور (11/ 32)، وأضواء البيان، للشنقيطي (8/ 550).