الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة [7]: في تفسير الآيات التسع التي أعطيت لموسى عليه السلام
.
المبحث الأول: ذكر الآية الواردة في المسألة:
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)) [الإسراء: 101].
المبحث الثاني: ذكر الحديث المشكل الوارد في تفسير الآية:
(83)
ـ (72): عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ. فَقَالَ صَاحِبُهُ: لَا تَقُلْ نَبِيٌّ، إِنَّهُ لَوْ سَمِعَكَ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ. فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَاهُ عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ؛ فَقَالَ لَهُمْ:«لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً، وَلَا تُوَلُّوا الْفِرَارَ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً الْيَهُودَ: أَنْ لَا تَعْتَدُوا فِي السَّبْتِ» . قَالَ: فَقَبَّلُوا يَدَهُ وَرِجْلَهُ؛ فَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ. قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ قَالُوا: إِنَّ دَاوُدَ دَعَا رَبَّهُ أَنْ لَا يَزَالَ فِي ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ تَبِعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا الْيَهُودُ». (1)
(1) هذا الحديث مدار إسناده على شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال
…
، فذكره. وقد روي عن شعبة بثلاثة ألفاظ: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الأول: وفيه تعداد عشر آيات، وهو المذكور في أصل المسألة.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 328)، والترمذي، في سننه، في كتاب الاستئذان والآداب، حديث (2733)، وابن جرير الطبري في تفسيره (8/ 156)، والنسائي في السنن الكبرى (2/ 306)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 57)، جميعهم من طريق: عبد الله بن إدريس الأودي، عن شعبة، به.
وأخرجه الترمذي، وابن جرير، في الموضعين السابقين، كلاهما من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة بن زيد، عن شعبة، به.
وأخرجه أبو بكر الشيباني، في الآحاد والمثاني (4/ 414)، عن أبي الوليد، هشام بن عبد الملك الطيالسي، عن شعبة، به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 215)، من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة به.
اللفظ الثاني: وفيه ذكر تسع آيات، ولفظه كاملاً: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ لِآخَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ. قَالَ: لَا تَقُلْ هَذَا؛ فَإِنَّهُ لَوْ سَمِعَهَا كَانَ لَهُ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) قَالَ: لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَفِرُّوا مِنْ الزَّحْفِ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تُدْلُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ أَنْ لَا تَعْتَدُوا فِي السَّبْتِ. فَقَالَا: نَشْهَدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ» .
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 240)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك (1/ 52)، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 55)، جميعهم من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 239)، من طريق محمد بن جعفر، ويزيد بن هارون، كلاهما عن شعبة، به.
وقوله في الحديث: «شعبة الشاك» ، هو من قول محمد بن جعفر، ويزيد بن هارون، راويا الحديث عن شعبة، والمعنى أنَّ شعبة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقع منه شك، هل قال النبي صلى الله عليه وسلم:«وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً» أو قال: «تَفِرُّوا مِنْ الزَّحْفِ» ، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده (4/ 240) - كما تقدم - من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، دون شك، وفيه:«وَلَا تَفِرُّوا مِنْ الزَّحْفِ» ، ولم يذكر لفظ:«وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً» .
وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 160)، عن شعبة، بالتردد المذكور في رواية أحمد. وقال أبو داود عقبه:«شك شعبة» .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 69)، من طريق أبي داود الطيالسي، ولم يذكر ما وقع فيه من تردد.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 97)، من طريق الطيالسي، إلا أنه لم يذكر السحر في الحديث.
قال الطحاوي في المشكل (1/ 58 - 59): «ما علمنا أحداً ممن روى هذا الحديث عن شعبة ضبط التسع الآيات المذكورات فيه غير يحيى .... ، وهذه الزيادة التي فيه من عبد الله بن إدريس، عن يحيى؛ إنما هي أنَّ شعبة قد كان شك فيه بآخره، فلم يدرِ هل من الآيات التي فيه التولي يوم الزحف، أو قذف المحصنة، وكان يحدث به كذلك إلى أنْ مات، وكأن سماع يحيى إياه منه بلا شك كان قبل ذلك» . اهـ
وأما درجة الحديث:
فقد صححه: الترمذي في سننه، والنووي في رياض الصالحين (1/ 227)، وفي المجموع (4/ 478)، وحسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 262)، وفي الفروع (6/ 283)، وقال الحاكم (1/ 52):«هذا حديث صحيح، لا نعرف له علة بوجه من الوجوه، ولم يخرجاه، ولا ذكرا لصفوان بن عسال حديثاً واحداً، سمعت أبا عبد الله - محمد بن يعقوب الحافظ - ويسأله محمد بن عبيد الله؛ فقال: لم تركا حديث صفوان بن عسال أصلاً؟ فقال: لفساد الطريق إليه. قال الحاكم: إنما أراد أبو عبد الله بهذا حديث عاصم، عن زر؛ فإنهما تركا عاصم بن بهدلة، فأما عبد الله بن سلمة المرادي، ويقال: الهمداني، وكنيته أبو العالية، فإنه من كبار أصحاب علي، وعبد الله، وقد روى عن سعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله، وغيرهما من الصحابة، وقد روى عنه أبو الزبير المكي، وجماعة من التابعين» . اهـ وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح لا نعرف له علة» . اهـ
وضعف الحديث: ابن كثير، في تفسيره (3/ 71)، وابن القيم، في حاشيته على سنن أبي داود
(14/ 86)، وابن حجر، في تخريجه لأحاديث الكشاف (2/ 670).
وحملوا فيه على عبد الله بن سلمة، قال الحافظ ابن كثير:«عبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه» . اهـ
قلت: «عبد الله بن سلمة» هو: المرادي، الكوفي، أبو العالية، قال شعبة، عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، فيعرف وينكر، كان قد كبر. وقال العجلي: كوفي، تابعي ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال أبو حاتم: يعرف وينكر. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. انظر: تهذيب التهذيب، =